عن السياسة والاقتصاد وخطة حكومته للعمل على الملفات المختلفة والرد على الاتهامات التي لاحقته في فترات سابقة، تحدث رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا في حوار مع قناة «الوسط»، أذيع مساء أمس السبت.

وبعث باشاغا بعدد من الرسائل، منها أن حكومته لن تعمل إلا في طرابلس، وأنه لا مجال للتلاعب أو التلويح بورقة الإغلاقات النفطية، كاشفًا علاقته بكل من مصر والإمارات وتركيا.

ونوه بأنه لم ينتشاور مع أحد من الدول الصديقة والحليفة في تشكيل الحكومة، «ربما جرى الحديث معها، لكن لم نصل لدرجة التشاور، وهذا ما خلق لنا صعوبات الآن»، مضيفًا أن رؤيته للحكومة كانت ألا تتجاوز 20 وزيرًا «لكن الظرف السياسي لم يسمح بذلك، وقد ركزنا على التوافق قبل أي شيء آخر».

وعن الموقع الجغرافي الذي ستعمل منه حكومته، قال: «نحن دخلنا فعليًا في مرحلة التسليم والتسلم، ولن يطول الأمر كثيرًا، حتى تبدأ حكومتنا العمل فعليًا من العاصمة».

الموقف من الدبيبة
وأشار إلى رفضه موقف رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، عبدالحميد الدبيبة، من عدم تسليم السلطة، وقال إن حكومة الوفاق السابقة سلمت السلطة بسلاسة، وانخرطت في العمل السياسي، سعيًا للانتخابات «لكن جرى إحباطنا وإفشال الاستحقاق».

كما اتهم باشاغا، الدبيبة بعدم الالتزام بتعهده بعدم المشاركة في الانتخابات، معتبرًا ذلك كان من الأسباب المهمة التي أفشلت إتمام الاقتراع. وتابع: «الدبيبة لم يكن ينوي إجراء الانتخابات، منذ البداية وأبلغ أطرافًا خارجية وداخلية بأنه سيستمر لعامين وأكثر، ولن تكون هناك انتخابات».

وشدد على أنه لا مخرج من الأزمة الحالية في ليبيا غير «التوافق عبر الآليات التي نص عليها الحوار السياسي»، مؤكدًا أنه «لا يمكن إنكار القوى الفاعلة على الأرض شرقًا وغربًا، سياسيًا وعسكريًا».

علاقات باشاغا مع أبرز القوى الدولية
أما عن علاقته بتركيا والإمارات ومصر، قال إن علاقته بتركيا لن تتغير تحت أي ظروف، مضيفًا أنه أوضح لأنقرة مسألة توافقه مع (القائد العام لقوات القيادة العامة المشير خليفة) حفتر ومصر، وأن القاهرة لم تتدخل مطلقًا في اختيار الحكومة. وتابع: «ما يحرك القاهرة هو أمنها القومي، والاستقرار في ليبيا جزء أساسي في ذلك»، مشيرًا إلى تلقيه إشارات إيجابية للغاية رسمية وغير رسمية من قطر والإمارات.

وبخصوص موقفه من العلاقات مع الولايات المتحدة، فيرى رئيس الحكومة المكلف أنها «ستتعزز أكثر»، وأنه لن يكون للموقف الروسي تأثير في هذا الملف.

زيادة إنتاج النفط والغاز ضرورة.. ليبيا أمام فرصة
وفيما يخص التلويح بالإغلاقات النفطية، قال إنه يرفض التلويح بورقة النفط، في ظل ضرورة التركيز على زيادة الإنتاج في الوقت الراهن لمواجهة حاجة السوق الدولية، لا سيما فيما يخص الغاز.

وأشار إلى سعيه إلى دعم المؤسسة الوطنية للنفط وتطوير خطتها لإنتاج النفط والغاز، وتلبية حاجة السوق العالمية للطاقة؛ لأن هذه فرصة أتت إلى ليبيا ويجب استغلالها.

كما أوضح أنه رفض ضم حقيبة للنفط في حكومته «لأن ليبيا منذ عهد المملكة تعتمد على المؤسسة الوطنية للنفط، فهي المسؤولة عن الإنتاج والتطوير، كما أن الوزارة تزيد الإرباك، ونحن ندعمها بالكامل، وسوف نخصص لها ميزانية كبيرة جدًا».

الرد على اتهامات الفساد
وفيما يخص اتهامه بالفساد، نفى باشاغا ذلك، وقال إن الحديث عن توزيع 2800 سيارة لم يكن في عهده، وأنه رد على تلك الاتهامات بردود قانونية أرسلت إلى ديوان المحاسبة، مضيفًا أنه وزع 750 سيارة على الجهات الرسمية وليس لأشخاص.

وعن الانقسام المؤسساتي، اعتبر رئيس الحكومة المكلف أن «الانقسام عملية مشوهة أضرت بالاقتصاد الليبي، ويجب عدم الوقوف عندها.

كيفية مواجهة ارتفاع أسعار السلع
وفيما يخص كيفية مواجهة زيادة أسعار السلع، فقال إن حكومته تفكر في إعادة نظام الجمعيات لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار السلع، وهناك تفكير آخر في دعم مادي للمواطن.

وتابع: «نفكر كحكومة في الاعتماد على عدة مؤسسات ولجان لكيفية دعم المواطن في السلع الغذائية المهمة، كما نسعى إلى إعادة نظام الجمعيات لكي تصل السلعة إلى المواطن، أو تقديم الدعم المادي للمواطن، لكن الخوف من ارتفاع الأسعار أكثر واستغلال بعض التجار».

وطمأن باشاغا رجال الأعمال والتجار بشأن سياساته الاقتصادية، قائلًا: «سوف أعتمد عليهم، وسنطلق الفرصة للقطاع الخاص مع تقليل الاعتماد على الدولة في المشاريع وغير ذلك، فالدولة ستكون ضامنة، لأنها لا يمكن الاعتماد عليها في كل شيء، وأدعو من لديهم أموال في الخارج إلى استثمارها وإقامة مشروعات في الوطن».