قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنغازي د. علي سعيد إن الأزمة الليبية لم تعالج خلال السنوات الثماني الماضية، وكان جل تركيز مبادرات القوى الدولية على معالجة مشهد السلطة باقتسامها تارة، أو بمسارات غير متزامنة (برلين 1 وبرلين2) تارة أخرى.

وأوضح في الندوة الحوارية لـ«قناة الوسط» حول مبادرات حل الانسداد السياسي وإنهاء المراحل الانتقالية في ليبيا قائلًا: «مهما حاولت الأطراف الداخلية اقتسام السلطة، ومهما حاولت الأطراف الخارجية التي لم يحدث بينها توافق على الإطلاق، فإن الأزمة الليبية سوف تستمر إلى ما لا نهاية، ما لم لم نرجع إلى مشهد الأزمة في حد ذاته ونعالجه بأفكار خارج الصندوق».

سيناريوهات أمام الأزمة الليبية
ورأى أستاذ العلوم السياسية أن الانسداد السياسي الراهن أمام سيناريوهات مستقبلية، منها:
- مواصلة علاج مشهد السلطة دون علاج مشهد الأزمة وهو سيناريو خطير عانينا منه على مدى ثماني سنوات مضت.

- إعادة حالة الاحتراب والمعارك مرة أخرى وهو أيضًا خطير، لو حدث هذه المرة، بسبب انشغال الأطراف الدولية بتداعيات الحرب في شرق أوروبا والتغييرات الكبرى المترتبة عليها. فضلًا عن أن هذه الأطراف لديها مصالح مختلفة ولن يحدث توافق بينها، ولذلك يجب أن نفكر بعمق في المواطن الليبي الذي يجب أن يكون جزءًا من الحراك القادم.

ندوة حوارية حول مبادرات حل الانسداد السياسي وإنهاء المراحل الانتقالية في ليبيا (تسجيل)

هل تكون الانتخابات هي الحل لجميع مشاكل الليبيين؟
وعن الانتخابات، أعرب د. علي سعيد عن أمله في أن يتمكن الليبيون من صندوق الانتخاب ليكون أساسًا لتغيير حالة السلطة، لكنه قال إن الانتخابات لن تحل جميع مشاكل الليبيين والأزمة نفسها، فالحوار هو الأساس وهو الأهم، بأن نرتكن إلى المجتمع نفسه، بهدف الاتفاق على وثيقة تؤسس للسلم المجتمعي.

وتابع: «إذا لم نرجع إلى مشهد الأزمة في حد ذاته ونعالجه، لن يكون هناك حل حتى لو اقتبسنا مصطلحات من القواميس، نقول هذه حكومة وحدة وطنية وتلك حكومة استقرار، والقادمة حكومة انطلاق... فهذا كله لن يُحدث الانتقال الذي نرجوه إلا إذا فكرنا خارج الصندوق».