يتأهب مرتزقة سوريون قاتلوا في صفوف طرفي النزاع في ليبيا جرى إعادة تجميعهم ونقلهم إلى سورية تحسبًا للقتال ضد القوات الروسية أو الأوكرانية في كييف، وفقًا لـما نقله «راديو فرنسا الدولي»، عن منظّمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة».

ولفت «راديو فرنسا الدولي»، في تقرير له إلى «انسحاب مرتزقة ينشطون تحت لواء مجموعة (فاغنر) الروسية شبه العسكرية المنتشرة في عدة مناطق في ليبيا من مواقعهم المختلفة منذ يناير وأعيد تجميع صفوفهم في الجنوب، كما جرى إرسال المرتزقة السوريين الموالين للنظام السوري الذين استأجرتهم (فاغنر) للقتال في ليبيا».

نقل المرتزقة من ليبيا إلى سورية
واستند التقرير لشهادة منظّمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة» التي كشفت «إرسال بضع مئات من المرتزقة السوريين بعد نهاية مهمتهم في بنغازي، منتصف فبراير إلى روسيا للمشاركة في الحرب في أوكرانيا إلى جانب الروس»، مشيرة إلى أنه «جرى نقلهم من ليبيا إلى سورية عبر قاعدة حميميم الجوية الخاضعة بالكامل للسيطرة الروسية ثم إلى موسكو حيث تحدث المصدر عن تخصيص طائرة (إليوشن) روسية لنقل المعدات والقوات»، وعلى العكس من ذلك، فإن «المرتزقة الذين قاتلوا جنبًا إلى جنب مع حكومة فايز السراج في ليبيا، والذين عادوا بحسب معلومات «راديو فرنسا الدولي» من طرابلس إلى تركيا، يستعدون أيضًا للذهاب إلى أوكرانيا، ولكن من أجل محاربة الروس».

وبحسب المنظمة السورية غير الحكومية، فإن «هؤلاء المرتزقة جُندوا من قبل شركة (الصياد)، وهي شركة أمنية سورية نشطة للغاية توصف بـ(واجهة لفاغنر). في حين منذ العام 2019 مع انتهاء حرب طرابلس في ليبيا، يعمل هؤلاء المرتزقة السوريون في شرق وجنوب البلاد. وقاموا بحراسة المواقع الحساسة مثل محطات النفط بأوامر من الضباط الروس».

سوريون على قوائم الذهاب للقتال في سورية
من جهته، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن آلاف السوريين الآخرين في البلاد وبالتحديد في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام بشار الأسد مسجلين على قوائم للذهاب والقتال إلى جانب الروس، لكن يبدو أن الحرب في سورية تمتد إلى روسيا وأوكرانيا، لأن السوريين الموالين لروسيا ليسوا فقط من يريدون القتال في أوكرانيا.

وفي سورية، تقول جميع الميليشيات التي حاربت الدولة منذ 11 عامًا، إنها تريد الانتقام من الروس من خلال القتال في الجيش الأوكراني. ويجري تجنيدهم من قبل الشركات الأمنية التركية، حيث يتواجدون في البلدات التي لا تزال خارج سيطرة السلطات السورية مثل بلدة درعا التي توجه إليها عشرات الرجال إلى أوكرانيا.

وبحسب مصادر المعارضة التركية، فإن هؤلاء المرتزقة السوريين الذين يدافعون عن أوكرانيا مجندون من مناطق شمال سورية الواقعة في المنطقة الواقعة تحت النفوذ التركي، وقد قام آلاف السوريين بالتسجيل على قوائم من كلا الجانبين حيث يُطلب منهم أن يكون لديهم خبرة عسكرية. ويوضح شاب سوري كان في طريقه إلى تركيا في مقطع فيديو على صفحته على «فيسبوك»، موضحًا «القتال أو الجوع، لن أعود مرة أخرى أبدًا» في إشارة إلى الوضع المعيشي الصعب في سورية.

وفي الوقت الحالي، لا يبدو أن هؤلاء المرتزقة يعملون بالفعل في أوكرانيا. وعلى الجانب الروسي، هم في قواعد تدريب بالقرب من روستوف في روسيا وبيلاروسيا. وعلى الجانب التركي، يتدربون في قواعد بالقرب من الحدود السورية، وهي القواعد نفسها التي استخدمها أولئك الذين أرسلوا سابقًا إلى ليبيا، وفقًا لـ«راديو فرنسا الدولي».

- المنفي يطالب الاتحاد الأفريقي بدعم إجراء الانتخابات وإخراج المرتزقة من ليبيا
- الجيش الروسي يعلن قتل «مرتزقة أجانب» في ضربات بمناطق أوكرانية (فيديو)
- الرئيس الأوكراني: روسيا تتعاقد مع قتلة سوريين من أجل تدمير أوكرانيا

نفي القيادة العامة للجيش الليبي
ونفى الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، الأربعاء الماضي، صحة تقارير إعلامية عن زيارة المشير خليفة حفتر إلى روسيا أخيرًا أو إعطائه وعدًا لموسكو بإرسال متطوعين للقتال معها في أوكرانيا. منتقدًا تقارير لوسائل إعلام محلية ودولية قبل أيام، وقال المسماري في مؤتمر صحفي بمدينة بنغازي هذا «كلام غير منطقي ومجرد أكاذيب وادعاءات، نحن لا نقف مع روسيا ولا مع أوكرانيا، نحن مع الحرب ضد الإرهاب»، ودعا المسماري «الجيران المتحاربين روسيا وأوكرانيا إلى الجلوس على طاولة المفاوضات ومعالجة شواغلهم والخروج بنتائج تلبي مطالبهم لحماية الشعوب من ويلات الحروب».

وأطلقت روسيا عملية عسكرية في جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي الأمر الذي دفع عواصم عديدة إلى فرض عقوبات اقتصادية ومالية ودبلوماسية على موسكو.