قدم وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية، محمد خليل عيسى، سردًا للتطورات السياسية في ليبيا، لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد قبل يومين في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، بحضور وزراء الخارجية وممثلي الدول الأعضاء في المنظمة.

وترأس عيسى الوفد الليبي الذي شارك في أعمال الدورة الـ(48) لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد فى إسلام آباد يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، الذي ضم مدير الإدارة الإسلامية بوزارة الخارجية ومندوب ليبيا الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، وذلك نيابة عن وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.

واستعرض عيسى، في كلمته التي نشرتها وزارة الخارجية والتعاون الدولي عبر صفحتها على «فيسبوك»، أمس الأربعاء، أمام مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، التطورات السياسية في ليبيا، مؤكدًا «أن حكومة الوحدة الوطنية سعت منذ استلام مهامها إلى تحقيق الأمن والاستقرار وعودة الحياة في مختلف المجالات».

وكيل وزارة الخارجية يوضح الأسباب الرئيسية التي أجهضت العملية الانتخابية
وأكد عيسى أن حكومة الوحدة الوطنية «كثفت التواصل مع مختلف الأطراف الدولية، وشاركت بفعالية في المؤتمرات الإقليمية والدولية الهادفة لدعم عملية السلام في ليبيا، وأنجزت ما عليها لتنظيم الانتخابات».

وأوضح عيسى في كلمته «أن أحد الأسباب الرئيسية التي أجهضت العملية الانتخابية، تلك الإجراءات الأحادية التي قامت بها رئاسة مجلس النواب بإصدارها قوانين انتخابية دون التوافق مع المجلس الأعلى للدولة، وفق ما نصت عليه بشكل صريح خارطة الطريق والاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات 2015، الذي يضبط طريقة عمل المؤسسات الحالية».

- دول «التعاون الإسلامي» توجه نداء إلى الأطراف الليبية

واتهم عيسى رئاسة مجلس النواب بأنها «تجاهلت ضرورة إنشاء قاعدة دستورية واضحة»، مضيفًا أن القوانين الانتخابية التي أصدرتها «شابتها مواد معيبة أعاقت عمل المفوضية العليا للانتخابات، وأدت بذلك إلى حالة الانسداد التي وصلنا إليها اليوم».

وكيل وزارة الخارجية ينتقد التدخلات الخارجية في شؤون ليبيا الداخلية
وانتقد عيسى في كلمته، استمرار التدخلات الخارجية في شؤون ليبيا الداخلية، مبينًا «أن ليبيا لا تزال تعاني داء التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية، من خلال التوجيه السلبي لبعض الأطراف بشكل أعاق إمكانية تحقيق التوافق المنشود، وكذلك التدخلات في عمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا».

وأضاف وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن التدخل الخارجي «تسبب في إضعاف بعض مسارات الأمم المتحدة على فترات متفاوتة، خصوصًا أن بعض الدول باتت تعمل بشكل خفي وبمنأى عن التوجه الأممي للتسوية السياسية في ليبيا، رغم ما تدعيه علنًا من أنها تدعم عمل البعثة الأممية».

وكيل وزارة الخارجية يكرر رفض حكومة الوحدة الوطنية التمديد للأجسام الحالية
وكرر عيسى، في كلمته، رفض حكومة الوحدة الوطنية أي تمديد للأجسام الحالية في ليبيا، وقال إن «أي تمديد للأجسام الحالية هو مساس بإرادة 2.8 مليون ناخب ليبي»، مؤكدًا أن «أية إجراءات لا تصب في هذا الإطار تعد على النقيض مما يتطلع إليه الليبيون، ويخالف جوهر خارطة الطريق التي بينت بشكل واضح دور المؤسسات القائمة في هذه المرحلة».

كما أكد عيسى، خلال كلمته، أن ليبيا رغم ما تمر به طوال هذه السنوات من عدم استقرار «إلا أنها لم ولن تتوانى عن دعمها المطلق للشعب الفلسطيني الشقيق في وجه الاعتداءات السافرة والممنهجة التي يقترفها الكيان الصهيوني».