Atwasat

طوابير وشح في الداخل الليبي واستنزاف إلى «الجوار»..«مفارقات» أرخص وقود في العالم

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الثلاثاء 22 مارس 2022, 04:35 مساء
WTV_Frequency

تمتلك ليبيا أرخص سعر للبنزين في العالم بحسب ما أفادت «بوابة أسعار البترول العالمية» في أحدث البيانات، لكن من المفارقات أن تشهد عدة مناطق في غرب وجنوب البلاد طوابير وشحًّا في كميات البنزين المتوافرة لأسباب مجهولة يرجعها متابعون إلى التهريب عبر مسارات برية وبحرية.

وفي ظل أزمة ارتفاع أسعار الوقود في عدة دول خلال الأشهر الأخيرة، والمرتقب أن تتفاقم مستقبلًا بفعل المخاوف من نقص إمدادات الطاقة على خلفية الأزمة الروسية-الأوكرانية، تظهر بيانات دولية البنزين الليبي ثاني أرخص وقود في العالم بـ0.132 دولار للغالون (الغالون يساوي 3.78 لتر تقريبًا) ولم يسبقه سوى الفنزويلي 0.095 دولار وذلك من أصل 170 دولة في معطيات تعود إلى 14 مارس الجاري.

الدبيبة يصطف مع مطالب الغرب لرفع إمدادات النفط
وفي المقابل يبقى البنزين الأغلى موجودًا في هونغ كونغ، حيث يمكن شراء غالون البنزين مقابل 10.898 دولار، وفي موناكو يبلغ سعره 9.375 دولار، وفي هولندا 9.205 دولار، والولايات المتحدة تحتل المرتبة 83، أما روسيا فقد احتلت المرتبة 11.

وألقت واشنطن باللوم مرارًا على دول منظمة «أوبك+» في ارتفاع الأسعار، متهمة إياها بتضخيم أسعار النفط عمدًا، بينما اصطف رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة مع مطالب الغرب لرفع إمدادات النفط من أجل خفض الأسعار. وبالمقارنة مع دول الجوار فإن سعر البنزين في مالطا يقدر بنحو 1.454 دولار للغالون وتونس 0.751 دولار.

ورغم هذا السعر المتدني جدًّا في ليبيا، إلا أن طرابلس والزاوية وغات ومناطق أخرى تشهد من حين لآخر طوابير طويلة من السيارات يوميًّا أمام محطات الوقود بهدف الحصول على بضع لترات من البنزين، إذ تغيب المادة الحيوية عنها أحيانًا لأسبوع، وسط اتهامات متبادلة بين مسؤولي إدارة الموانئ وشركة البريقة لتسويق النفط في نقل الوقود إلى المحطات.

حكومة الوحدة تخصص 3 مليارات دولار لدعم المحروقات في موازنة 2021
وحسب بيانات رسمية شهرية للشركة، فإن ليبيا تستهلك شهريًّا 540 مليون لتر من البنزين. ومع ذلك فإن أهم منتج نفط في القارة الأفريقية يرزح تحت أزمات وقود متلاحقة تعود إلى تهريب كميات هائلة منه إلى الدول المجاورة، مستغلة تلك العصابات الدعم الحكومي المقدم رسميًّا لهذه السلعة. فقد خصصت حكومة الوحدة الوطنية 3 مليارات دولار لدعم المحروقات عبر الموازنة المقترحة في 2021. وأمام وضع الندرة يلجأ مواطنون إلى التزود بالبنزين عبر السوق الموازية بسعر لتر مضاعف بغرض تعويض النقص الحاصل في محطات الوقود.

- «اللواء 444»: إحباط تهريب شحنات وقود جنوب بني وليد (صور)
- ضبط شاحنة وقود في تازربو قبل تهريبها إلى تشاد
- مالطا: اعتقال 15 شخصًا بتهمة تهريب وقود بالتعاون مع المافيا الإيطالية وقوات مسلحة ليبية

وأخفقت الحكومات المتعاقبة، خلال الأعوام الماضية منذ 2011، في وضع حد لتسرب ثروة اقتصادية هائلة من المحروقات بصورة غير قانونية إلى دول الجوار بسبب الفراغ الأمني وضعف السيطرة على الحدود الشاسعة ما تسبب في ازدهار أنشطة تهريب النفط ومشتقاته وأحيانًا بتورط مسؤولين كبار.

تهريب 25 مليون لتر من الوقود يوميًّا خارج ليبيا
فقد أصدر، العام الماضي، النائب العام أمرًا قضائيًّا بالقبض على 103 من مهربي الوقود المتمركزين في مدن الغرب بتهمة الاتجار بالنفط الليبي بطريقة غير شرعية. والأمر المريب أن القائمة ضمت مديري محطات وقود ومفوضي شركات ومهربين، بمناطق في بني وليد وغريان ونالوت ورقدالين والزنتان والجميل والأصابعة وزوارة والجميل والعجيلات.

أما لجنة أزمة الوقود والغاز التابعة لشركة البريقة لتسويق النفط بطرابلس، فقد كشفت أخيرًا أن ما يقرب من 25 مليون لتر من الوقود تهرب يوميًّا خارج الحدود الليبية، منها أربعة ملايين لتر تهرب يوميًّا إلى تونس فقط.

مالطا أكثر جهة دولية تستنزف الوقود الليبي
لكن أكثر جهة دولية تستنزف الوقود الليبي كانت مالطا التي بينت تقارير أممية ومحاكمة متورطين هول الظاهرة تلك. ففي 17 فبراير الماضي نقلت الصحافة المالطية عن مفتش شرطة في محكمة مالطية تأكيده أن شركات الوقود المالطية حولت أموالًا إلى شركات مملوكة للمتهمين دارين ديبونو وجيفري تشيتوتكي.

واتهمت المحكمة المالطية لاعب كرة القدم السابق في المنتخب الوطني دارين ديبونو، وعددًا من مساعديه بالتورط في عملية دولية لتهريب الوقود بالتعاون مع ميليشيات مسلحة في ليبيا، وبالشروع في عمليات تبييض الأموال. وديبونو سبق اعتقاله في العام 2017 مع شريك له يدعى غوردون ديبونو، والليبي فهمي سليم بن خليفة الملقب بـ«ملك التهريب»، حيث يشتبه بتورطهم في عصابة لتهريب الوقود بملايين اليوروهات لها صلات بالمافيا الإيطالية والجماعات المسلحة الليبية.

وأضافت التقارير المالطية أن تجميع الأدلة ضد ديبونو وتشيتكوتي المتهمين بتهريب الوقود وغسل الأموال مستمر، إذ أدلى المفتش جيمس تورنر بشهادته حول دوره في التحقيق، فيما أفاد للمحكمة بهذا بعد استجواب محامي الدفاع جيانيلا دي ماركو وفق ما أوضحه المفتش كاروانا في الجلسة الأخيرة. وأضاف أن تحقيق تورنر ركز على المعاملات المصرفية، وأبلغ عن عديد المعاملات التي تنطوي على شركات مملوكة من قبل المتهمين فيما تم سؤاله عما إذا كان هو أو أي شخص من فريقه من الضباط أو فريق التحقيق الآخر بقيادة كاروانا، زار ليبيا لمعرفة كيفية سير العمل ليرد بالنفي.

تورط شركات مالية لتورطها في تهريب الوقود من ليبيا
وتابع المصدر أن المفتش أدرج مجموعة «فالزون» وشركتي «سان لوسيان للنفط» و«جو فيولز» كشركات ظهرت في التحقيق، إلا أنه يتم التحدث معها أو أي فريق آخر تابع له، مؤكدًا أن ديبونو أبلغ مصرفه، بأن النية من وراء هذه المعاملات كانت سحب النقود من حسابه واستخدامها في ليبيا. وبين تورنر أن الوثائق التي طلبها قد تم تسليمها إلى الشرطة وأن سبب المدفوعات من مالطا يبدو أنه كان لشراء النفط، مشيرًا إلى أنه لم تكن هناك حاجة للتواصل مع الشركات في ليبيا؛ لأن الشرطة ركزت على المعاملات مع عدم القيام إجراء فحوصات لمعرفة ما إذا كان الوقود قد تم تسليمه بالفعل.

وعززت الشكوك لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة التي بينت تورط ثلاث شركات مالطية في تهريب موارد الطاقة الليبية بما ينتهك عقوبات الأمم المتحدة، حسبما أفادت محكمة في فاليتا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الدينار في السوق الرسمية (الثلاثاء 23 أبريل 2024)
أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الدينار في السوق الرسمية ...
انطلاق اجتماع وزراء شباب تجمع دول الساحل والصحراء في طرابلس
انطلاق اجتماع وزراء شباب تجمع دول الساحل والصحراء في طرابلس
إحباط محاولة هجرة غير نظامية في زوارة
إحباط محاولة هجرة غير نظامية في زوارة
تراجع الدولار أمام الدينار في السوق الموازية
تراجع الدولار أمام الدينار في السوق الموازية
شاهد في «وسط الخبر»: ما آثار سحب ورقة الخمسين دينارا وانعكاسها على السيولة النقدية؟
شاهد في «وسط الخبر»: ما آثار سحب ورقة الخمسين دينارا وانعكاسها ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم