Atwasat

رصدها تقرير أميركي.. 3 خيارات صعبة أمام تركيا في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 21 مارس 2022, 12:15 مساء
WTV_Frequency

رسم تقرير أميركي ثلاثة خيارات صعبة يمكن أن تواجه تركيا في ليبيا، ما لم يتم حل الصراع على السلطة بين الحكومتين المتنافستين، بما في ذلك التدخل العسكري إذا حاول رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب، فتحي باشاغا، دخول طرابلس بالقوة.

وتحدث موقع الـ«مونيتور» الأميركي، ومقره العاصمة واشنطن، عن الصراع بين فتحي باشاغا ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض التنازل عن السلطة ما قد يدفع تركيا للعب دور أكثر انفتاحاً وحزماً في البلاد. وأثار تحالف باشاغا مع قوات شرق ليبيا، لاسيما قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح؛ بهدف إطاحة ولاية الدبيبة الموقتة، انزعاج تركيا التي تحتفظ بقوات عسكرية وميليشيات في ليبيا، بعد أن عملت أنقرة بشكل وثيق مع باشاغا خلال فترة توليه منصب وزير الداخلية في «حكومة الوفاق» السابقة في طرابلس.

لكن بالنسبة إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، فإن باشاغا وقع تحت تأثير حفتر وعقيلة صالح، اللذين عارضا بشدة الوجود العسكري التركي في ليبيا، ما قد يعني خسارة الضمانات التي يقدمها الدبيبة. مع ذلك، يبقي إردوغان الباب مفتوحاً أمام باشاغا مع الحفاظ على دعم حكومة الوحدة الوطنية، رغم أن تركيا حذرة من اشتباكات محتملة.

رعاية الأمم المتحدة
وعاد التقرير الأميركي إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية تحت رعاية الأمم المتحدة العام الماضي، أين سعت تركيا إلى التواصل مع الشرق الليبي في محاولة لإذابة الجليد مع القوات التي حاربت حلفاءها الليبيين. ومع ذلك، تعثر السعي لبداية جديدة مع الشرق في فبراير الماضي حين اختار مجلس النواب باشاغا لتشكيل حكومة جديدة على أساس أن ولاية الدبيبة انتهت في 24 ديسمبر2021 عندما فشل إجراء الانتخابات.
ويرى الموقع الأميركي أن كثيرين يعتقدون الآن أن مواقف الولايات المتحدة وتركيا ستكون حاسمة في تغيير الميزان، وكان المعسكران الليبيان على شفا مواجهة مسلحة في 10 مارس الجاري عندما تحركت القوات الموالية لباشاغا من مصراتة باتجاه طرابلس، لكن القوات الموالية للدبيبة أوقفتها.

التقرير أشار إلى ضغط السفير الأميركي في طرابلس ريتشارد نورلاند، وممثلة الأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني ويليامز على الجانبين للتركيز على إجراء الانتخابات من خلال تشكيل لجنة مشتركة بين مجلس النواب ومجلس الدولة، حيث تدخلت تركيا في وقت سابق من هذا الشهر، مقدمة وساطة بين الخصمين، ووافق باشاغا على العرض، لكن الدبيبة بحسب ما ذكر الـ«مونيتور» كان يخشى أن يرقى تدخل أنقرة إلى حد الاعتراف الضمني بحكومة باشاغا وبالتالي نهاية ولايته، فرفض الدبيبة العرض معرباً عن استعداده لاستخدام الوسائل العسكرية ضد باشاغا، وقد التقى عبد الحميد الدبيبة سفير تركيا في طرابلس يوم 6 مارس الجاري.

- نورلاند يعلق على الوجود التركي في ليبيا.. ونقل «فاغنر» إلى أوكرانيا
- تشاووش أوغلو: تركيا تدعم المسار الديمقراطي وحكومة الوحدة
- «المقاتلون الأجانب» في ليبيا.. لغم كامن قد يفجر صداما سياسيا في أي لحظة

وكشف مراقبون أن تركيا حاولت جمع الدبيبة وباشاغا معاً في منتدى دبلوماسي دولي في مدينة أنطاليا الساحلية الأسبوع الماضي، ولكن في النهاية لم يحضر الحدث سوى الدبيبة. وفي هذه الأجواء كانت هناك تكهنات بأن الدبيبة يمكن أن يتنازل عن التفويض لباشاغا بشرط أن يترشح للرئاسة في الانتخابات المرتقبة.

وفي مؤشر وصفه الـ«مونيتور» بأنه يدلل على مدى تقلب الوضع، استقال ثلاثة وزراء من حكومة الدبيبة، إذ يبدو أن الكثيرين استنتجوا أن البساط يسحب من تحت أقدامه، معتبرين الدعم الدولي للمحادثات بين رئيسي الحكومة المتنافسين بمثابة اعتراف مبطن بحكومة باشاغا. ومع ذلك، فإن فشل باشاغا في نهاية المطاف في الانتصار قد يثير شبح رفض قوات شرق ليبيا التعاون مع جهود ويليامز، التي تركز على الانتخابات أو اتخاذ خطوات أخرى تتحدى الغرب، بما في ذلك وقف إنتاج النفط.

التقرير الأميركي يرى أن دعم باشاغا سيوفر لتركيا فرصة لتحقيق السلام مع شرق ليبيا، لكن أنقرة بحاجة إلى أن تخطو بحذر لأن قوات طرابلس ومصراتة التي دربتها وسلحتها لا تزال معادية بشدة لحفتر. زيادة على ذلك، يشترك حفتر وصالح في هدف إخراج تركيا من ليبيا على الرغم من التنافس بين الاثنين. مفترضاً أن التخندق مع باشاغا ليس بالأمر السهل بالنسبة لأنقرة لأنها لا تزال غير متأكدة من رد فعل الليبيين في الغرب، وما سيفعله الليبيون الشرقيون في المستقبل.

الوجود التركي في ليبيا
الباحث المتخصص في الشؤون الليبية، جليل حرشاوي، وصف الوجود التركي في شمال غرب ليبيا بأنه «مترسخ للغاية»، ويتألف من «أكثر من 700 مستشار وضابط وعميل». وقال لـ«مونيتور»، بخلاف المواطنين الأتراك، «هناك أكثر من ثلاثة آلاف مرتزقة سوري يمكن حشدهم في سياق عملية عسكرية إذا تدهور الوضع».

وأضاف: «أنقرة كانت نشطة للغاية كمنسق، عندما توفر دولة ناضجة مثل تركيا التنسيق، فمن المؤكد أن التماسك بين الليبيين سيكون أكبر وأكثر فاعلية - وهذا ما رأيناه في الأسابيع الأخيرة. هذا لا يعني أن تركيا وحدها هي التي تفسر مرونة حكومة الوحدة الوطنية حتى الآن، لكن دور تركيا له أهمية كبيرة، إذ كان الجمع بين الوجود العسكري والمشورة والتنسيق مفيداً حتى الآن».أيضاً شجع النهج الغامض للولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجهات الفاعلة الدولية الأخرى الدبيبة على المقاومة، فلا يزال يضع يده على الموارد المالية، واستمر في العمل مع رئيس الأركان العامة ورئيس المخابرات العسكرية، وضمن ولاء عدد من القوات العسكرية. 

من جانبه ، يبدو أن باشاغا يتمتع بتأييد عدد كبير من الجماعات الغربية، بالإضافة إلى الدعم المحتمل لقوات حفتر. وبحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية، أعربت 118 جماعة مسلحة عن دعمها لباشاغا، مقابل 65 جماعة تدعم الدبيبة.

وبحسب حرشاوي، فإن تركيا ليست العامل الوحيد الذي يمنع باشاغا من دخول طرابلس «لا يزال العديد من نخب مصراتة وشيوخها وأعيانها متشككين في تحالف باشاغا مع حفتر». بالإضافة إلى ذلك، ظل الدبيبة نشطاً، حيث قدم ترتيبات مالية لعدد من الميليشيات. وبينما حذر الدبيبة من استخدام القوة، كان باشاغا أكثر حذراً، وهو ما ينسبه حرشاوي إلى المخاطر السياسية التي يتعرض لها، بما في ذلك تحالفه مع حفتر وفق التقرير الأميركي، خاصة أن قوافل باشاغا تحاول القدوم إلى طرابلس من الخارج. وسيخسر أكثر بكثير من الدبيبة إذا استخدم هو أو حلفاؤه القوة وقال الباحث: «إذا خاطروا بإثارة موجة قتال تذكرنا بحرب حفتر في 2019 - 2020 ، فإن باشاغا سيخسر كل شيء سياسياً».

ويقول تقريرالـ«مونيتور» إنه بسبب مخاوفها بشأن علاقات حفتر مع روسيا، اتبعت واشنطن نهجاً يتوافق مع موقف تركيا. ومع ذلك، حافظ نورلاند على اتصالات مع كل من الدبيبة وباشاغا. فقد سعت الولايات المتحدة إلى تمهيد الطريق لخطة الأمم المتحدة لتشكيل لجنة انتخابات في غضون 14 يوماً، بدءاً من 15 مارس الجاري. ويؤدي تغيير نهائي في موقف الولايات المتحدة إلى التأثير في موقف تركيا أيضاً. فواشنطن، التي عرفت باشاغا جيداً لسنوات عديدة ، ترغب في إبقاء خياراتها مفتوحة، وفي حال ما إذا تمكن باشاغا بطريقة ما من دخول طرابلس، فإن الولايات المتحدة تريد أن تكون قادرة على قبول ذلك والعمل مع هذا الواقع الجديد بسلاسة.

وكذلك سيعتمد استعداد واشنطن لاختيار باشاغا أيضاً على ما إذا كان بإمكانه تلبية توقعات الولايات المتحدة للحد من النفوذ الروسي على حكومته. ففي خضم الأزمة الأوكرانية، يبدو أن الموقف الأميركي الحازم تجاه روسيا ستكون له تداعيات في ليبيا أيضاً.لكن من غير المرجح أن يسمح أطراف الصراع في ليبيا بتسليم السلطة في طرابلس دون شروط توازن مع باشاغا وحلفائه.

وحول احتمال دخول باشاغا طرابلس بالقوة، مدعوماً بقوات شرق ليبيا دون أي تطمينات على المصالح التركية والأميركية، وفق حرشاوي، فإن مثل هذا السيناريو قد يؤدي إلى تكرار تدخل تركيا 2019 - 2020 لصالح طرابلس بمباركة الولايات المتحدة. وقد يتضمن ذلك «توسعاً إقليمياً» إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات حفتر، والشركة العسكرية الروسية الخاصة «فاغنر»، التي تعد أيضاً موطناً لحقول ومحطات النفط الرئيسية. وبعد تأمين طرابلس في العام 2020، توقفت تركيا في سرت والجفرة، بينما كانت روسيا في حالة تأهب قصوى، أما هذه المرة فموسكو مشغولة للغاية بأوكرانيا.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«التجاري الوطني» يعلن موعد استلام إيداعات الخمسين دينارًا في 41 فرعًا
«التجاري الوطني» يعلن موعد استلام إيداعات الخمسين دينارًا في 41 ...
الباعور يبحث مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا مع مبعوث فرنسي
الباعور يبحث مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا مع مبعوث فرنسي
مصدر من المجلس الرئاسي لـ«بوابة الوسط»: المنفي يوفد مبعوثين إلى المغرب وموريتانيا
مصدر من المجلس الرئاسي لـ«بوابة الوسط»: المنفي يوفد مبعوثين إلى ...
المستشفى الجامعي طرابلس يبحث استقدام عناصر طبية مساعدة من الفلبين
المستشفى الجامعي طرابلس يبحث استقدام عناصر طبية مساعدة من الفلبين
«هنا ليبيا» يرصد: تراكم القمامة في البيضاء.. ومعرض معاهد فنية بالمرج
«هنا ليبيا» يرصد: تراكم القمامة في البيضاء.. ومعرض معاهد فنية ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم