أظهرت جداول الرحلات بمطاري معيتيقة وبنينا، اليوم السبت، استمرار قفل الأجواء أمام الرحلات الداخلية الليبية، للأسبوع الثاني على التوالي.

وعلى سبيل المثال ضم جدول رحلات المغادرة من مطار بنينا الدولي، المقررة اليوم السبت، 17 رحلة خارجية إلى تركيا وتونس ومصر والمملكة العربية السعودية والنيجر، فيما اقتصرب الرحلات الداخلية على خطوط النقل الجوي للعاملين بحقول النفط مثل رحلات الشرارة والوفاء، وفق صفحة المركز الإعلامي لمطار معيتيقة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

ولا يزال متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي ينتقدون قرار غلق الأجواء بين شرق وغرب البلاد، وهو ما يعتبره البعض قراراً ذا طابع سياسي. يأتي هذا فيما لم يصدر أي تعليق رسمي، خاصة من مصلحة الطيران المدني أو مصلحة المطارات، إزاء إيقاف الرحلات بين شرق وغرب ليبيا.

استمرار غلق الأجواء
كان مصدر بشركة «الخطوط الأفريقية» أكد لـ«بوابة الوسط»، في 6 مارس الجاري، استمرار غلق الأجواء أمام الرحلات الداخلية الليبية. وخلا جدول رحلات المغادرة من مطار بنينا الدولي خلال الأسبوعين الجاري والماضي، من أي رحلات داخلية، وفق صفحة مكتب التوثيق الإعلامي للمطار على «فيسبوك».

ولم يصدر عن مصلحة المطارات أو إدارة أي من المطارات توضيحات رسمية بشأن الاستفسارات التي يتركها متابعون على «فيسبوك»، إذ أعربوا عن امتعاضهم لتوقف الرحلات الداخلية. وتوقفت الرحلات الداخلية بدءاً مع مطلع مارس الجاري، حيث أكد مصدر مسؤول بشركة الخطوط الأفريقية في طرابلس، في اتصال مع «الوسط»، توقف رحلات الشركة الداخلية، وقال إن إيقاف الرحلات حدث فجأة في المطارات، ولم يسبقه إخطار إداري رسمي بالخصوص.

بداية الإغلاق
وتزامن بدء إغلاق رحلات الطيران الداخلي مع اعتزام وزراء الحكومة الجديدة التي يرأسها فتحي باشاغا، السفر إلى مدينة طبرق لأداء اليمين القانونية أمام البرلمان الذي يتخذ من المدينة مقراً له. واتهم باشاغا سابقاً حكومة الوحدة الوطنية الموقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، بإغلاق المجال الجوي، وذلك في بلاغ قدمه إلى النائب العام. ولم تعلق حكومة الدبيبة على اتهامات باشاغا لها بإعطاء الأوامر لإغلاق الرحلات الداخلية. 

للاطلاع على العدد 330 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

وتسبب هذا الإغلاق في شلل شبه تام لأكثر من ثمانية مطارات في أنحاء ليبيا، وهو ما زاد معاناة المواطنين، خاصة الذين يحتاجون إلى خدمات العلاج وشحن البضائع ولقاحات التطعيم وغيرها. يذكر أن مطار معيتيقة يعلن، وفق جداول رحلاته الخارجية والداخلية المنشورة تباعاً على منصة المكتب الإعلامي، عن الرحلات الداخلية فقط من وإلى مطارات الحقول والموانئ النفطية، بالاضافة إلى الرحلات الخارجية.

طائرة النواب
وفي 31 يناير الماضي، حدثت أزمة سياسية بسبب تأخر إقلاع الطائرة المخصصة لنقل أعضاء مجلس النواب من العاصمة طرابلس إلى مدينة طبرق، ما دفع وزارة المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية، إلى إصدار بيان أوضحت فيه سبب التأخر، مؤكدة أن أسباب التأخير «أمور فنية ولوجستية».

بيان الوزارة جاء بمثابة رد على تصريحات رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، وما تناقلته وسائل الإعلام بشأن حادثة تأخر الطائرة التابعة لشركة «برنيق للطيران»، التي كانت مخصصة لنقل أعضاء مجلس النواب إلى مدينة طبرق، وما صاحب هذه التصريحات من اتهام للحكومة بتعطيل جلسة مجلس النواب التي عقدت بمدينة طبرق .

وقالت الوزارة في البيان إنه «وبعد تتبع خلفيات الحادثة من مصلحتي الطيران المدني والمطارات المختصة بالإشراف على حركة الطيران والمطارات، تبين أن سبب تأخر الطائرة هو أمور فنية ولوجستية متمثلة في عدم وجود مكان مخصص بساحة مطار معيتيقة الدولي لاستقبال الطائرة، مما تسبب في تأخير الرحلة بشكل موقت، وفور توافر المكان تم إعطاء الإذن باستئناف الرحلة». وأكدت وزارة المواصلات «أنها جهة تنفيذية تقدم خدماتها لجميع الليبيين»، داعية «الجميع إلى تحري الدقة والمسؤولية وعدم الانجرار وراء الشائعات».

وخلال جلسة مجلس النواب، علق رئيس المجلس على الحادث، معتبراً أنه عمل «بفعل فاعل»، و«يمس الأمن القومي ووحدة البلاد». وقال عقيلة صالح: «لم تكن هناك عوائق فنية أو أسباب قانونية لتأخير إقلاع الطائرة. ما حدث جريمة تقييد حرية الأشخاص من التنقل، بل منع النواب من الوصول إلى طبرق»، حسب كلمته في الجلسة.