Atwasat

«الانحدار الفرنسي» يكشف لعبة باريس المزدوجة في ليبيا

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الإثنين 14 مارس 2022, 07:55 مساء
WTV_Frequency

كشف الكتاب الاستقصائي «الانحدار الفرنسي»، الذي نشر حديثًا، ما وصفها بـ«لعبة باريس» المزدوجة في ليبيا، بدءًا بالتدخل العسكري في العام 2011 لإسقاط نظام معمر القذافي، حيث نقل شهادة عن الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، لمبعوث الرئيس الأسبق نيكولا ساكوزي، قال له إن «ليبيا ليست دولة بل بلد قبائل».

صراع فرنسي حول الملفات الخارجية
صدر الكتاب عن الكاتبين جورج مالبرونو، وكريستيان شينو، في توقيت حساس في باريس، وحتى ليبيا، ومنطقة الساحل، عشية ترشح الرئيس إيمانويل ماكرون للانتخابات الرئاسية في الربيع المقبل، ما يعكس احتدام الصراع حول الملفات الخارجية والدبلوماسية، وعلى رأسها الملف الليبي ما حمله العنوان الفرعي للكتاب «الإليزيه (الرئاسة)، الكيدورسيه (الخارجية)، المخابرات الخارجية، أسرار الحرب من أجل التأثير الاستراتيجي».

- ماذا يفعل «رجل ماكرون» في ليبيا؟
- فرنسا تؤكد دعمها إجراء الانتخابات بتوافق الليبيين على قاعدة دستورية
- مخاوف فرنسية.. بعد عودة ليبيا إلى «المربع الأول»
- ماكرون يتهم «فاغنر» بنهب موارد ليبيا

ويلفت المصدر إلى اللعبة التي تلعبها فرنسا في ليبيا، بعد تدخل قرره الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في العام 2011، حيث خصص الصحفيان الفرنسيان فصلاً للوضع في ليبيا بعنوان «نشاز فرنسي»، جاء بعد عملية عسكرية أدت إلى سقوط نظام معمر القذافي ومقتله.

نصيحة جزائرية لوزير ساركوزي
ونقل المؤلفان، عن آلان جوبيه، وزير خارجية نيكولا ساركوزي آنذاك، الذي كان من أوائل زوار طرابلس عقب إطاحة القذافي، وانتقل إلى الجزائر ليلتقي الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة آنذاك، أن الأخير قال له كرد ضمني على العملية العسكرية: «سأقدم لك بعض النصائح: أنت تضيع وقتك لأنك لا تعرف هذا البلد! نحن نعرفه.. نتشارك 2000 كيلومتر من الحدود المشتركة، ليبيا ليست دولة، بل بلد قبائل، سيقاتل الناس بعضهم البعض وسوف تنتشر الأسلحة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك الجزائر وتونس. في غضون سنوات قليلة، ستتحرك الجماعات الإرهابية جنوبًا وستجدها في منطقة الساحل».

وعقَّب الكاتبان أن ساركوزي تجاهل التحذير أو النصيحة، لأن جل تفكيره كان منصبًا على الانتقام من معمر القذافي الذي مد من أجله السجادة الحمراء في باريس ليخرجه من عزلته الدولية.

وبعدما عاد الكاتبان إلى زيارة القذافي العاصمة باريس في ديسمبر 2007، حيث أقام خيمته أمام قصر «الإليزيه»، ووقع عقودًا بقيمة عشرة مليارات يورو لم ينفذها، أكدا أن نشوة القضاء عليه كانت قصيرة العمر لأن البلد ينهار، وبعدها بسنوات في 2014، «عاد خليفة حفتر بطموح لاستعادة النظام من بنغازي، مركزين على الدعم الخارجي الذي تلقاه خصوصًا من فرنسا والإمارات»، وفق قولهما.

لعبة فرنسا المزدوجة
وفي العام 2016، جرى تشكيل حكومة «الوفاق الوطني» بقيادة فائز السراج، الذي أصبح بالتالي المنافس السياسي والعسكري لحفتر، غير أنه لم يحصل على نيل الثقة من البرلمان الكائن مقره بطبرق رغم الشرعية الدولية المتمتع بها السراج آنذاك، والتي تدعمها باريس أيضًا، فيما تواصل فرنسا دعم سلطات شرق ليبيا سرًّا على أساس محاربة الإرهاب.

ويصف الكتاب هذه السياسة بقوله إن فرنسا «لعبت لعبة مزدوجة منذ ذلك الحين: إجراء رسمي مع طرابلس، في مقابل عمل سري مع بنغازي»، وفق الكاتبين اللذين أشارا إلى توترات حصلت من حين لآخر بين قيادة العمليات الخاصة من جهة وضباط فرنسيين من جهة أخرى.

بوابة الخروج
وعندما بدأ الهجوم على طرابلس في أبريل 2019، دعمت فرنسا حفتر، حيث «كانت تراهن على حدوث انشقاقات في القطاع العسكري في حكومة الوفاق الوطني»، لكن في النهاية يقول الكتاب: «حزم 13 عنصرًا من القوات الخاصة الفرنسية أمتعتهم وتوجهوا إلى الحدود، وجرى كشف بعضهم عند معبر رأس اجدير من قبل الجمارك التونسية، واعتراضهم في أبريل 2019، وهم يحاولون الوصول إلى تونس برًّا في قافلة تحمل لوحات دبلوماسية فرنسية».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مصادرة أكثر من 138 ألف قرص هلوسة في طبرق
مصادرة أكثر من 138 ألف قرص هلوسة في طبرق
الحويج يناقش آلية تطوير قطاع التأمين
الحويج يناقش آلية تطوير قطاع التأمين
غدا.. طرابلس تحتضن التحضيرات لاجتماع وزاري لـ«الساحل والصحراء»
غدا.. طرابلس تحتضن التحضيرات لاجتماع وزاري لـ«الساحل والصحراء»
«ديفينس نيوز»: واشنطن فشلت في التعامل مع حفتر.. والنهج الأميركي منح موسكو الفرصة
«ديفينس نيوز»: واشنطن فشلت في التعامل مع حفتر.. والنهج الأميركي ...
فيدان: محادثات تركية - مصرية حول استقرار ووحدة ليبيا
فيدان: محادثات تركية - مصرية حول استقرار ووحدة ليبيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم