Atwasat

«فرانس برس»: عائلات ترهونة الليبية تريد العدالة لضحايا المقابر الجماعية

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 18 فبراير 2022, 06:18 مساء
WTV_Frequency

قالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن عائلات ضحايا المقابر الجماعية في مدينة ترهونة «لا تزال تنتظر تحقيق العدالة» فيما لا تزال المدينة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من العاصمة طرابلس «تحمل ندوب الانتهاكات التي ارتكبتها مجموعات مسلحة على مدى سنوات، من اعتقال وتعذيب وقتل مدنيين تعسفا».

ونقل تقرير للوكالة، اليوم الجمعة، عن غزالة علي (60 عاما)، التي كان أبناؤها وإخوتها من ضحايا المقابر الجماعية في ترهونة، قولها «أولئك الذين قتلوا إخوتي وأبنائي، أريدهم أحياء». متذكرة وهي تقف أمام منزلها وهي ترتدي سترة صوفية زرقاء وسوداء ومحاطة بعشرات من أحفادها الذين باتوا يتامى «فاجأوهم في نومهم، وأخذوهم بالقوة ولم أرهم مجددا».

وتؤكد غزالة أن أربعة من أبنائها وسبعة من أشقائها «قتلوا جميعا تحت التعذيب» بعدما اقتادهم مسلحون «يرتدون الزي العسكري والشرطة» بالقوة في ديسمبر 2019، إبان الحرب في طرابلس بين القوات التابعة للقيادة العامة وحكومة الوفاق الوطني السابقة من أجل السيطرة على العاصمة.

مسلسل العثور على عشرات المقابر الجماعية في ترهونة بدأ في يونيو 2020
وخلال تلك الحرب التي بدأت شرارتها في الرابع من أبريل 2019، كانت ترهونة التي تبعد 80 كيلومترا جنوب شرق العاصمة طرابلس قاعدة خلفية قوية للقوات التابعة للقيادة العامة في هجومها على العاصمة قبل أن تتمكن لاحقا القوات التابعة لحكومة الوفاق السابقة من السيطرة عليها.

لكن بعد انسحاب قوات القيادة العامة في يونيو 2020 من ترهونة، التي كانت آخر معاقلها في غرب البلاد، بدأ مسلسل العثور على عشرات المقابر الجماعية في المنطقة المعروفة بزارعة الزيتون، مع ما رافق ذلك من انفعال وسخط حيال وحشية الأفعال المرتكبة في حق المئات من المدنيين.

- رئيس بعثة تقصي الحقائق: جمع أدلة على مجازر جماعية في ترهونة وتجنيد أطفال سوريين
- العثور على 10 جثث مجهولة الهوية في ترهونة
- اكتشاف مقبرتين جديدتين بالمشروع الزراعي والمكب العام في ترهونة

وقالت «فرانس برس» إن عائلة غزالة علي، التي كانت أرملة قبل هذه المأساة المروعة، تمكنت من التعرف على أقاربها المفقودين في إحدى هذه المقابر الجماعية. ويتذكر ابن أخيها وليد الروماني (15 عاما) يوم خطف «مجرمون ذوو شعر طويل» والده. ويروي قائلا «أحاطوا بمنزلنا، وضربوه وأخذوه بعيدا (..)، سمعت أحدهم يقول لمحدثه أنجزت المهمة في جهاز اتصال لاسلكي قبل اختفائه». ويسأل وقد بدا الغضب على ملامحه، «أين العدل والدولة والقصاص» في قضية والده.

إهمال قضايا ضحايا المقابر الجماعية من جانب السلطات
ويشير التقرير إلى أن هؤلاء إضافة إلى الظلم الذي وقع عليهم، يشعرون بالإهمال لعدم حصولهم على تعويض فيما لم يجرِ كذلك اعتقال غالبية الجناة المزعومين في قضية المقابر الجماعية. بالرغم من أن الانتهاكات في المدينة بدأت عندما سقطت المدينة في أيدي ميليشيا الكاني العام 2015، قبل وقت طويل من هجوم قوات القيادة العامة.

وتألفت قوة «الكاني» من ستة أشقاء وأتباعهم، وكانت تتمتع بقوة عسكرية مطلقة في المدينة آنذاك. وقد بث عناصرها الرعب في صفوف السكان المحليين، فيما قُضي بشكل منهجي على الأصوات الناقدة، حتى أن أقاربهم لم يسلموا من بطشهم، وذهبوا إلى حد استخدام «الأسود» لبث الرعب في ترهونة وفق «فرانس برس».

العثور على 260 جثة في مقابر جماعية بترهونة
لكن بعد طردهم من المدينة عقب انسحاب قوات القيادة العامة وسيطرة قوات من طرابلس على المدينة، لا يزال ظل «الكانيات» يخيم على المدينة. ويتجمع السكان أحيانا أيام الجمعة لأداء صلاة الجنازة، عند التعرف على جثث منتشلة من المقابر الجماعية.

وحتى الآن، عُثر على 260 جثة في مقابر جماعية جرى انتشالها من قبل السلطات المختصة، بحسب أرقام حكومية.

أوامر قبض من النائب العام بحق عائلة الكاني في ترهونة دون نتيجة
وقُتل ثلاثة أشقاء من عائلة الكاني، بينهم زعيمهم محمد الكاني، لكن لا يزال ثلاثة آخرين هاربين، في بنغازي في شرق ليبيا، وفي مصر والأردن، بحسب سكان المدينة. كما أصدر مكتب المدعي العام بطرابلس العام الماضي أوامر لملاحقتهم والقبض عليهم، لكن من دون نتيجة تذكر.

وتقول غزالة علي بسخط «ليس هناك اعتقالات والقتلة فارون» موضحة أنها توجهت «ثلاث مرات إلى رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة، لكن لم يرغب في استقبالي»، محذرة من أنه «إذا لم يقبضوا على قتلة والده وأعمامه» قد يعمد ابن أخيها وليد الروماني «للثأر بالدم من المتورطين».

إحباط من بطء العدالة بحق ضحايا المقابر الجماعية في ترهونة
كذلك، نفد صبر أشرف جاب الله (35 عاما) من بطء العدالة، وهو الذي تعرف على عشرة من أقاربه بينهم شقيقه خليل جاب الله انتشلت رفاتهم من إحدى المقابر الجماعية، اكتشفت في وقت لاحق بعد اقتيادهم قسرا إلى مكان مجهول إثر مهاجمتهم من قبل «ميليشيا الكاني» لسبب لا يعرفونه في نوفمبر 2019، عندما كانوا يحضرون جنازة.

ويقول جاب الله لـ«فرانس برس»: «حاولنا المقاومة ولكن كان هناك الكثير منهم». ويروي أنه «نُقل إلى المستشفى بشكل عاجل بسبب الصدمة التي تعرض لها» عقب اكتشاف أول مقبرة جماعية. ويوضح جاب الله بأسف «أحرقوا منازلنا وسرقوا ممتلكاتنا وهجرنا، ورغم ذلك الدولة لم تتحرك حتى الآن من دون فهم أسباب».

ليبيون يسيرون حول مقابر جماعية انتشلت منها جثث في مدينة ترهونة، 9 فبراير 2022. (فرانس برس)
ليبيون يسيرون حول مقابر جماعية انتشلت منها جثث في مدينة ترهونة، 9 فبراير 2022. (فرانس برس)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الإمداد الطبي» يسلم أدوية تخصصية للمراكز الطبية في المنطقة الغربية
«الإمداد الطبي» يسلم أدوية تخصصية للمراكز الطبية في المنطقة ...
المقريف يبحث مع المجلس الثقافي البريطاني تأهيل معلمي الإنجليزية
المقريف يبحث مع المجلس الثقافي البريطاني تأهيل معلمي الإنجليزية
حالة الطقس في ليبيا (الثلاثاء 23 أبريل 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الثلاثاء 23 أبريل 2024)
محادثات ليبية - أوروبية بشأن مكافحة الهجرة
محادثات ليبية - أوروبية بشأن مكافحة الهجرة
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على طول الساحل
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على طول الساحل
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم