Atwasat

«بوابة الوسط» ترصد تطورات ما بعد اختيار «النواب» باشاغا خلفا للدبيبة

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 11 فبراير 2022, 11:12 صباحا
WTV_Frequency

شهدت العاصمة طرابلس البارحة ليلة هادئة، بعد تخوفات البعض من تحركات عسكرية محتملة تعقب وصول رئيس الوزراء المكلف من قبل مجلس النواب، فتحي باشاغا، من قبل أطراف غير مرحبة بهذا التكليف، لكن المظاهر العسكرية تمثلت فقط في المجموعات المسلحة التي توافدت على مطار معيتيقة لإعلان تأييدها لباشاغا، وتوفير الحماية لموكب رئيس الحكومة المكلف، الذي عمد إلى القيام بجولة رمزية في شوارع العاصمة، بعد إنهاء مؤتمره الصحفي فور وصوله طرابلس.

الهدوء الذي شهدته العاصمة طرابلس، جاء في ختام يوم مشحون بالتطورات السياسية المتسارعة والمواقف المتباينة محليا ودوليا، عقب تصويت مجلس النواب - وكما كان متوقعا - «بالإجماع» على اختيار فتحي باشاغا لرئاسة الوزراء، علاوة على تضمين التعديل الدستوري الـ12 في الإعلان الدستوري الصادر في أغسطس 2011، قبل تعليق الجلسة إلى موعد آخر.

لم تستغرق جلسة مجلس النواب التي انعقدت أمس الخميس في طبرق وقتا للتصويت على قراري اختيار رئيس الوزراء المكلف والتعديل الدستوري، فيما قال رئيس المجلس، عقيلة صالح، إنه تلقى رسالة تزكية من المجلس الأعلى للدولة تؤيد ترشح فتحي باشاغا لرئاسة الحكومة الجديدة. وأضاف «أبلغت بأن (المرشح) خالد البيباص سينسحب»، داعيًا النواب إلى الانتظار لحين حضور الأخير إلى قاعة المجلس، ثم انقطع بث الجلسة.

- بليحق: مجلس النواب يختار باشاغا رئيسا للحكومة بالإجماع
- 15 نائبا يشككون في «مشروعية» تصويت البرلمان على التعديل الدستوري
- القيادة العامة ترحب بقرار البرلمان تكليف باشاغا لتشكيل الحكومة الجديدة

في هذه الأثناء، شكك 15 عضوًا بمجلس النواب في «مشروعية» التصويت، على تضمين التعديل الدستوري الثاني عشر في الإعلان الدستوري الموقت. وقال النواب في بيان حصلت «بوابة الوسط» على نسخة منه، «إن ما جرى إقراره في جلسة مجلس النواب من تعديل للإعلان الدستوري لم يجرِ التصويت عليه داخل القاعة بنعم أو لا والذي يتطلب موافقة أغلبية موصوفة من أعضاء المجلس وهي ثلثي عدد أعضاء المجلس +1».

قرار تكليف من النواب.. و«القيادة العامة» ترحب
وعقب تصويت النواب على اختيار رئيس مكلف للحكومة، تسلم باشاغا، من مدير مكتب شؤون الرئاسة بالمجلس، عوض الفيتوري، قرار تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، ونوه بليحق في تصريح صحفي إلى أنه على باشاغا «تشكيل حكومته في غضون 15 يوما من تاريخه».

وفي ردود الفعل، كان الترحيب والتأييد لقرار البرلمان باختيار باشاغا رئيسا للحكومة هو موقف قوات القيادة العامة، إذ دعا الناطق باسم قوات القيادة العامة، اللواء أحمد المسماري، الحكومة الجديدة إلى «العمل مع الجهات النظامية العسكرية والأمنية من أجل فرض هيبة الدولة وحماية مؤسسات الدولة السيادية من ابتزاز وهيمنة الخارجين عن القانون، وأن تدعم مجهودات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، وتمهد لإجراء الانتخابات، وتدعم الحرب على الإرهاب».

لم تمر ساعات قليلة إلا وأعلن المكتب الإعلامي لباشاغا عن كلمة متوقعة له عند وصوله إلى مطار معيتيقة في طرابلس، وفي هذه الأثناء أفادت مصادر محلية متطابقة بأن مجموعة مسلحة من مدينة الزاوية ومناطق أخرى «لا تُعرف بعد ولاءاتها» انطلقت إلى العاصمة طرابلس.

باشاغا والتسليم السلمي للسلطة
ومع وصول باشاغا إلى مطار معيتيقة قادمًا من طبرق، كان في استقباله بمطار معيتيقة حشد إعلامي كبير وعدد من المواطنين، الذي تزاحموا أمام الطائرة التي نقلته من طبرق. ليلقى كلمة مقتضبة أمام وسائل الإعلام، أكد فيها أن «الحكومة المقبلة ستكون للجميع وبالجميع»، متابعًا: «نمد أيدينا للجميع من دون استثناء». وأردف باشاغا: «أشكر حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وأنا على ثقة بالتزام حكومة الوحدة الوطنية بمبادئ الديمقراطية والتسليم السلمي للسلطة».

- باشاغا يتسلم قرار تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة من مجلس النواب
- باشاغا يصل إلى مطار معيتيقة.. ويؤكد: لا مكان للانتقام ونمد أيدينا للجميع
- باشاغا يكشف سبب قبوله رئاسة الحكومة.. ويعلن «هدفه الأكبر»

رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب بعث برسائل خلال كلمته للداخل والخارج، قائلاً: «سأعمل على أن أكون عند حسن الظن، ولا مكان للظلم والانتقام والكراهية، وسنفتح صفحة جديدة أساسها المحبة». وتابع: «سنتعاون دائمًا مع مجلسي النواب والدولة. وسنبدأ مرحلة جديدة ونطوي صفحة الماضي». كما شدد على أن علاقة الحكومة بجميع دول العالم ستكون مبنية على الاحترام المتبادل، والعمل بشكل وثيق على جميع الأصعدة، خاصة الصعيد الأمني، مقدمًا الشكر أيضًا لبعثة الأمم المتحدة التي أشار إلى أهمية العمل معًا خلال الفترة المقبلة.

كما شدد باشاغا في كلمته، على أن علاقة الحكومة بجميع دول العالم ستكون مبنية على الاحترام المتبادل، والعمل بشكل وثيق على جميع الأصعدة، خاصة الصعيد الأمني، مقدمًا الشكر أيضًا لبعثة الأمم المتحدة التي أشار إلى أهمية العمل معًا خلال الفترة المقبلة.

وفي توقيت متزامن نشرت جريدة «واشنطن بوست»، مقالا لباشاغا، قال فيه إنه «كان يأمل في لعب دور قيادي في ليبيا من خلال الانتخابات الرئاسية»، وإن قبوله بالمنصب جاء «للتكيف وإنشاء مسارات جديدة مع تعثر المسارات الأصلية»، في إشارة إلى عدم إتمام الانتخابات التي كان مقررا لها 24 ديسمبر الماضي». وكشف عن خطة عمله المتمثلة في ضمان استكمال الانتخابات في موعد أقصاه 14 شهرًا «وسيكون هذا هدفي الوحيد الأكثر أهمية كرئيس للوزراء».

الدبيبة عند موقفه ويطرح مبادرة
وظل الليبيون أمام أسئلة عن موقف الدبيبة من التطورات الأخيرة، فكان ظهوره في وقت متأخر الخميس وعبر فضائية «ليبيا الأحرار»، وجدد خلال مقابلة مع القناة التأكيد على موقفه أنه «لا يزال يمارس عمله وفقًا للمدد الزمنية المنصوص عليها في خارطة الطريق المعتمدة من قبل ملتقى الحوار في تونس»، مضيفا أن «المجلس الرئاسي هو من يحق له تغيير حكومة الوحدة الوطنية وفقًا لخارطة الطريق في جنيف»، معتبرًا أن «ما حدث في مجلس النواب هو تعدٍ صريح على اختصاص المجلس الرئاسي».

- الدبيبة يعلن عن مبادرة تقود لانتخابات قبل يونيو 2022
- الدبيبة يتمسك بموقعه وفق خريطة الطريق المعتمدة من ملتقى الحوار
- الدبيبة: رفضت عرضا من عقيلة صالح للاستمرار في الحكومة مقابل الانسحاب من الانتخابات
- الدبيبة يكشف ملابسات محاولة اغتياله

كما جدد الدبيبة تأكيده السابق بأنه «سيسلم السلطة لجهة منتخبة من الشعب الليبي»، متابعًا: «الهدف من الاتفاق السياسي وخارطة الطريق هو الوصول إلى الانتخابات، وخارطة الطريق المعتمدة تنص على أن الحكومة تنتهي مع المجلس الرئاسي بالوصول للانتخابات». وكشف رئيس الحكومة، في لقاء مع قناة «ليبيا الأحرار»: أنه «عُرضت عليه رسالة من عقيلة صالح، فحواها أنه يريد إقصائي من الانتخابات، مقابل استمراري سنة أو ستة أشهر في الحكومة بدون مشاكل، لكن رفضت لأني أريد أن تخرج كل النخب القائمة منذ 2011 في السلطة وتسببت في أزمة البلاد». ومستعد أن أتنازل عن الترشح للانتخابات إذا انسحبت الأطراف الأخرى المثيرة للجدل»، دون أن يوضح الأطراف التي يقصدها.

وبشأن الدستورـ أوضح أن الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور، رغم الخلافات والصراعات، هي «الهيئة الوحيدة المنتخبة المتماسكة، ولم تنقسم، لذلك علينا أن نعرض مشروع الدستور على المواطنين ليحددوا مصيره»، متابعًا: «لديَّ كل الشجاعة أن أقول لا يمكن أن تقودنا القبيلة أو العصبية إلا من خلال الدستور». وتحدث الدبيبة، عن مبادرة قال إنها عبارة عن «أفكار وتصورات» جمَّعها من خلال أحاديث مع عديد الأطراف، وتقود لإجراء انتخابات قبل يونيو. وتابع الدبيبة، في لقاء مع قناة «ليبيا الأحرار»، أن المبادرة تتمثل في طرح مجلس الوزراء مشروع مسودة قانون الانتخابات، يجرى عرضها على مجلس الدولة لدراستها، ومن ثمّ تحويلها لمجلس النواب لمناقشتها كشريك لإقرارها، متابعًا: «إذا حدثت مماطلة نحيلها إلى ملتقى الحوار، ثم إلى المجلس الرئاسي لإصدارها كقانون».

أما المحور الثاني من المبادرة، وفق الدبيبة، يتمثل في إجراء انتخابات برلمانية لتشكيل سلطة تشريعية تقوم بإصدار قانون الاستفتاء على الدستور، منوهًا بأن الانتخابات الرئاسية يمكن إجراؤها بعد الاستفتاء على الدستور وإصدار قانون الانتخابات الرئاسية بناءً على الدستور الدائم للبلاد». اقترح أن يجرى الاستفتاء على الدستور إلكترونيًا لتفادي صناديق الاقتراع والتهديدات الأمنية على الأرض اقتداء بتجارب عالمية.

الأمم المتحدة تدعم الدبيبة
وفي ردود الفعل على القرارات التي خرجت عن جلسة مجلس النواب، ثمنت مصر ما توصل إليه المجلس من إجراءات «بالتشاور مع مجلس الدولة وفقا لاتفاق الصخيرات»، منوهة - في بيان لوزارة الخارجية - إلى «أن مجلس النواب الليبي هو الجهة التشريعية المنتخبة، والمعبرة عن الشعب الليبي الشقيق، والمنوط به سن القوانين، ومنح الشرعية للسلطة التنفيذية، وممارسة دوره الرقابي عليها».

لكن الأمم المتحدة كان لها موقف رافض لقرار النواب، وذلك على لسان الناطق ستيفان دوغاريك، الذي قال للصحفيين في نيويورك إن «المنظمة الدولية لا تزال تدعم عبدالحميد الدبيبة بوصفه رئيسا للوزراء في ليبيا»، مشيرا إلى أن المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون ليبيا، ستيفاني وليامز، تجري مشاورات مع الأطراف الليبية لاستيضاح الموقف. في حين، قالت نائبة وزير الخارجية في الحكومة الإيطالية، مارينا سيريني، إن روما « تواصل في هذا الوضع الدقيق، ضمان دعمها لعمل الأمم المتحدة والمستشارة الخاصة للأمين العام، ستيفاني وليامز، حتى لا نغفل عن الهدف الرئيسي المتمثل في إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة».

- الأمم المتحدة تعلن استمرار دعمها لعبدالحميد الدبيبة كرئيس لوزراء ليبيا
- مصر تثمن ما اتخذه مجلس النواب من إجراءات اليوم بالتشاور مع مجلس الدولة
- أول تعليق إيطالي بعد تكليف باشاغا تشكيل حكومة جديدة

الاهتمام الدولي بالتطورات الأخيرة في ليبيا انعكس على تقديرات وكالة «بلومبيرغ» الأميركية، التي رأت أن المواجهة بين مجلس النواب ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة، تهدد خطط إنهاء عقد من الفوضى والانقسام وتعزيز إنتاج النفط، مؤكدة أن «السلام الهش في ليبيا على المحك».

واستبعد الباحث في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، جليل حرشاوي، تنحي الدبيبة قائلًا: «سيبقى ثابتًا في السلطة في جميع الأحوال لن يسقط»، وأضاف «ليس هناك احتمال ضئيل لخروج الدبيبة من السلطة»، وهذا يعني ظهور إدارات متنافسة مرة أخرى. وتوقع حرشاوي أن «تستمر الأمور في التطور بطرق تقدم في النهاية مكافآت للجهات الفاعلة الراغبة في تنفيذ أعمال عنف واسعة النطاق أو فرض حصار نفطي».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
اتفاقية لإدارة المياه الجوفية بين ليبيا والجزائر وتونس
اتفاقية لإدارة المياه الجوفية بين ليبيا والجزائر وتونس
«جنايات طرابلس» تقضي بالسجن عامًا لثلاثة مسؤولين سابقين في وزارة الصحة
«جنايات طرابلس» تقضي بالسجن عامًا لثلاثة مسؤولين سابقين في وزارة ...
شركة مليتة تعيد تأهيل بئرين بحقل أبوالطفل
شركة مليتة تعيد تأهيل بئرين بحقل أبوالطفل
تسليم شحنة أدوية لمستشفيات ومراكز صحية في الجنوب
تسليم شحنة أدوية لمستشفيات ومراكز صحية في الجنوب
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم