قالت وكالة «بلومبيرغ» الأميركية، اليوم الخميس، إن المواجهة بين مجلس النواب ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة، تهدد خطط إنهاء عقد من الفوضى والانقسام وتعزيز إنتاج النفط، مؤكدة أن «السلام الهش في ليبيا على المحك».

وصوت مجلس النواب، الخميس، بالإجماع على اختيار فتحي باشاغا رئيسًا للحكومة الجديدة، وخلال جلسة التصويت قال رئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح، إنه تلقى رسالة تزكية من المجلس الأعلى للدولة تؤيد ترشح باشاغا لرئاسة الحكومة الجديدة.

وفي مؤشر على التوترات المتزايدة، أطلق مسلحون مجهولون النار على سيارة كانت تقل الدبيبة ليلاً في العاصمة طرابلس في محاولة لاغتياله حسبما أفادت مواقع محلية دون أن يتعرض لأذى وفق وكالة «بلومبيرغ».

ماذا بعد الانتخابات الليبية المؤجلة؟
وأوضحت أن الانتخابات المؤجلة كانت لتقود إلى بداية جديدة لليبيا الغنية بالنفط بعد سنوات من الصراع والدمار الاقتصادي الذي أعقب الإطاحة بالعقيد معمر القذافي في ثورة دعمها حلف شمال الأطلسي في العام 2011. حيث صممت خطة السلام بعد سنوات من المحادثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة، وتهدف إلى توحيد الإدارات المتنافسة في شرق ليبيا وغربها، ووضع مختلف المجموعات المسلحة تحت قيادة عسكرية وطنية واحدة.

والآن تهدد المواجهة الحالية بزعزعة استقرار البلاد بعد أكثر من عام من الهدوء النسبي الذي سمح بتعافي إنتاج النفط. وحذر التقرير من تسبب تعيين رئيس حكومة جديدة في انقسام ليبيا مرة أخرى، كما حدث في العام 2014 إلى حكومتين متوازيتين تتنافسان وتقاتلان بعضهما البعض مع تداعيات كبيرة على سوق النفط العالمية.

- بليحق: مجلس النواب يختار باشاغا رئيسا للحكومة بالإجماع
- 15 نائبا يشككون في «مشروعية» تصويت البرلمان على التعديل الدستوري
- ننشر نص التعديل الدستوري الثاني عشر

واستبعد بشكل تام الباحث في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود جليل حرشاوي تنحي الدبيبة قائلًا: «سيبقى ثابتًا في السلطة في جميع الأحوال لن يسقط»، وأضاف «ليس هناك احتمال ضئيل لخروج الدبيبة من السلطة»، وهذا يعني ظهور إدارات متنافسة مرة أخرى. وتوقع حرشاوي أن «تستمر الأمور في التطور بطرق تقدم في النهاية مكافآت للجهات الفاعلة الراغبة في تنفيذ أعمال عنف واسعة النطاق أو فرض حصار نفطي». 

وليبيا التي تحوز على أكبر احتياطات نفطية في أفريقيا كانت بنيتها التحتية الهائلة للطاقة في قلب الصراع السياسي، حيث تقوم الجماعات المسلحة أو المحتجون بإغلاق المنشآت بشكل دوري للضغط على الجهات الفاعلة بهدف تحقيق مطالب سياسية أو اقتصادية. وقد تمكنت ليبيا من الحفاظ على إنتاجها فوق 1.2 مليون برميل يوميًا لمعظم العام الماضي بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في أواخر العام 2020 وتشكيل حكومة الدبيبة المؤقتة.

بلومبيرغ تحذر من عودة عمليات الحصار النفطي
ودق التقرير الأميركي ناقوس الخطر من إمكانية عودة عمليات الحصار النفطي وانقسام المؤسسات إلى حرمان ليبيا من مليارات الدولارات اللازمة لمساعدة الاقتصاد على التعافي من سنوات الحرب. كما ستتعرض سوق النفط إلى تقلبات جديدة.

وفي إفادة صحفية يوم الإثنين، رفض الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق، التعليق على تعيين رئيس حكومة جديد، بينما حث الليبيين على تجاوز الانقسامات. وقال إن «نظامًا تنفيذيًا أكثر توحيدًا، ونظامًا مصرفيًا أكثر توحيدًا، هذا هو الطريق إلى الأمام».

وعندما عين الدبيبة، وهو رجل أعمال تدعمه مجموعات محلية في الغرب، قبل عام على رأس أول إدارة موحدة في ليبيا منذ حوالي سبع سنوات، كانت تقتضي مهمته الرئيسية الوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، لكن الاستحقاق تأجل وسط خلافات حول قوانين الانتخابات والمرشحين الرئيسيين بمن في ذلك الدبيبة، والمشير خليفة حفتر، ونجل القذافي سيف الإسلام القذافي، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية بسبب جرائم حرب.

وقال الدبيبة إنه لن يترك منصبه إلى حين تشكيل حكومة منتخبة، محذرًا في خطاب تلفزيوني، الثلاثاء، من أن استبداله سيعيد البلاد إلى «الفوضى». في أحسن الأحوال ستكون تلك الانتخابات بعد أشهر بينما قال البرلمان إنها قد تكون في العام 2023 في حين يتحدث الدبيبة عن شهر يونيو، تماشيًا مع هدف الأمم المتحدة.

واختار مجلس النواب وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيسا للحكومة في جلسة المجلس الخميس، حيث يشغل باشاغا منذ 2015، منصب الرئيس التنفيذي لشركة «مسارات لتقنية المعلومات والاتصالات».