قالت شركة ميتا، الخميس، إن منصتيها «فيسبوك» و«إنستغرام»، حذفتا شبكة حسابات مزيفة تتخذ من تركيا مقرا، وتستهدف ليبيا بشكل أساسي، كما وجدت رابطا بين نشاط هذه الحسابات وحزب العدالة والبناء.
جاء ذلك في تقرير مفصل عبر موقعها الإلكتروني، كجزء من تلخيص تنفيذي للسلوك المزيف المنسق للعام 2021.
وقالت الشركة إنها أزالت 41 حسابا على «فيسبوك» و133 صفحة وثلاث مجموعات و14 حسابا على «إنستغرام»، وجدت أنها «تنتهك سياسة الشركة ضد السلوك المنسق غير الأصيل»، لافتة إلى أن هذه الشبكة نشأت في المقام الأول في تركيا واستهدفت ليبيا بشكل أساسي.
- «فيسبوك» تكشف شبكة تستخدم حسابات مزيفة
- «طباخ بوتين» وراء 27 حسابا وصفحة ليبية مزيفة في «فيسبوك»
- مصدرها روسيا.. «فيسبوك» تكشف كيف استهدفت شبكات «زائفة» يتابعها الملايين ليبيا والحوار السياسي
وهذه العملية ضمن 52 شبكة أزالتها الشركة، خلال 2021، عندما وجدت أنها شاركت في جهود منسقة للتلاعب أو إفساد النقاش العام من أجل هدف استراتيجي، مع الاعتماد بشكل مركزي على الحسابات المزيفة لتضليل الناس.
وقالت الشركة إن الشبكات المزيفة التي رصدتها على مدار العام أُنشئت في 34 دولة، بما في ذلك أميركا اللاتينية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
ما طبيعة الحسابات المزيفة المكتشفة؟
وفيما يخص شبكة الحسابات التي تستهدف ليبيا، أفادت الشركة بأن الأشخاص الذين يقفون وراء الحسابات المزيفة (السلوك المنسق غير الأصيل)، جرى اكتشاف بعضها وتعطيله، كانوا يستهدفون نشر المجموعات والصفحات وإدارتها، بما في ذلك تلك التي يُزعم أنها تنتمي إلى شخصيات ومؤسسات عامة في ليبيا، بما في ذلك المطارات والهيئات الحكومية، رئيس وزراء سابق وسياسيون وصحفيون ونشطاء، لافتة إلى أنها قامت بتعطيل بعض صفحات هذه الشبكة بسبب انتحال الهوية وانتهاكات أخرى.
وأوضحت أن الأشخاص الذين يقفون وراء هذا النشاط نشروا أخبارا وأحداثا باللغة العربية جارية في المنطقة، بما في ذلك تأخر الانتخابات وانتقاد صعود المرأة في السياسة والمجتمع والإعلام.
ما علاقتها بالشخصيات النسائية العامة؟
ولفتت إلى أن هذه الشبكة أنشأت صفحات تزعم أنها تدار من قبل شخصيات عامة نسائية للإدلاء ببيانات تحريضية نيابة عنهن، ثم يستخدمون صفحاتهم الأخرى للإشارة إلى هذه التعليقات الوهمية لانتقادهم، على الأرجح لتشجيع المضايقات.
روابط مع حزب العدالة والبناء
وعلى الرغم من أن الأشخاص الذين يقفون وراءها حاولوا إخفاء هوياتهم وتنسيقهم، تقول «ميتا» إنها وجدت روابط مع حزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان المسلمين. وقالت الشركة إنها وجدت هذه الشبكة كجزء من تحقيق داخلي في السلوك غير الصحيح المنسق المشتبه به في ليبيا المرتبط بتقارير سابقة عن انتحال الهوية.
تفاصيل نشاط الحسابات المزيفة المكتشفة
وبشأن البيانات التفصيلية، قالت الشركة إن حوالي 1.7 مليون حساب تابع واحدا أو أكثر من هذه الصفحات، وانضم حوالي 600 شخص إلى واحدة أو أكثر من المجموعات، وتابع حوالي 4000 حساب واحدا أو أكثر من حسابات «إنستغرام».
أما الدعاية والإعلان، تقول الشركة إن حوالي 59 ألف دولار أميركي جرى إنفاقها على الإعلانات على «فيسبوك» و«إنستغرام» تُدفع بالدولار الأميركي والفرنك السويسري في المقام الأول.
تحقيقات شركة «ميتا»
وتقول شركة التكنولوجيا الرائدة، التي تحوّل اسمها أخيرا إلى ميتا (سابقا فيسبوك)، إنها أبلغت منذ العام 2017 عن أكثر من 150 عملية تأثير مع تفاصيل عن كل عملية إزالة للشبكة حتى يعرف الناس التهديدات التي تلاحظها الشركة، سواء كانت من دول قومية أو شركات تجارية أو مجموعات غير منسوبة لها.
وأشارت في تقريرها إلى أن مشاركة المعلومات ساعدت فرق الشركة والصحفيين الاستقصائيين والمسؤولين الحكوميين وغيرهم، على فهم المخاطر الأمنية على مستوى الإنترنت وكشفها بشكل أفضل، بما في ذلك قبل الانتخابات الحاسمة.
عمليات سابقة.. من روسيا
وفي أكتوبر 2019، أعلنت شركة «فيسبوك» عن حذف حسابات وصفحات مزيفة مرتبطة برجل الأعمال الروسي، يفغيني بريغوجين، الذي يلقب بطباخ الرئيس فلاديمير بوتين، والمقرب منه، بعد نشرها معلومات وأخبارا مضللة، ومن بينها 15 حسابا و12 صفحة معنية بليبيا.
وفي ديسمبر 2020، أعلنت «فيسبوك» أيضا، إزالة مئات الحسابات والمجموعات، على منصتي «فيسبوك» و«إنستغرام»، ضمن ثلاث شبكات نشأت في روسيا وفرنسا عدد منها يستهدف ليبيا، وتحديدا الحوار السياسي، بعدما تأكدت من ممارستها «سلوكا زائفا منسقا».
ما هو السلوك المنسق غير الأصيل؟
تعرّف الشركة السلوك المنسق غير الأصيل بأنه جهود منسقة للتلاعب بالنقاش العام من أجل هدف استراتيجي، حيث تكون الحسابات المزيفة مركزية للعملية، ويقوم هذا السلوك غير الأصيل في سياق الحملات المحلية وغير الحكومية أو تنسيق السلوك غير الأصيل نيابة عن جهة أجنبية أو حكومية.
لذلك، تقوم الشركة عندما تلاحظ حملات تتضمن مجموعات حسابات وصفحات تسعى لتضليل الأشخاص بشأن هويتهم وماذا يفعلون أثناء الاعتماد على حسابات مزيفة، بإزالة كل من الحسابات غير الأصلية والحقيقية والصفحات والمجموعات المشاركة مباشرة في هذا النشاط.
تعليقات