أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، «حالة القوة القاهرة» بعد فقدان أكثر من 300 ألف برميل في اليوم بسبب إيقاف إنتاج الخام من حقول الشرارة والفيل والوفاء والحمادة جنوب غرب ليبيا من قبل «أفراد تابعين لحرس المنشآت النفطية»، محذرة من أن استمرار هذه الإغلاقات «نتيجته إهدار ثروات البلاد، واستمراره إنما إفقار للشعب الليبي».

وأعربت المؤسسة في بيان، مساء اليوم الإثنين، عن أسفها لما «آلت إليه الأمور من قيام أفراد، وجهات غير مختصة خارج إطار القانون، بإغلاق ضخ الخام من حقول الشرارة والفيل والوفاء والحمادة في فصل جديد من مسلسل الإغلاقات كلما تتحسن أسعار النفط».

‏‎وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله: «لا يمكن لنا أن نقبل أو نغض الطرف عن هذه الممارسات التي تسبب معاناة للمواطنين، ولا يمكن أن نجعل من هذه الممارسات وسيلة تسيس قوت الليبيين لأغراض جهوية أو لتحقيق مكاسب ومصالح أفراد دون مراعاة لأبجديات العمل المهني، ولن نسمح لهؤلاءبلعب دور في قطاع النفط الوطني».

- «حرس المنشآت» يغلق عددا من الحقول النفطية

وأضاف صنع الله: «لقد أضحى تنفيذ التزاماتنا تجاه المكررين في السوق النفطية مستحيلاً، وعليه فإننا مضطرون لإعلان (حالة القوة القاهرة)»، مشيرًا إلى أنه «تواصل مع دوائر اتخاذ القرار في البلاد لإحاطتهم بتبعات إيقاف الإنتاج من ضياع فرص بيعية، وتكبد تكاليف مباشرة وأخرى غير مباشرة».

صنع الله يحذر من فقدان كميات من غاز حقل الوفاء
كما حذر صنع الله من أن استمرار الإغلاق قد تمتد تداعياته «إلى فقدان كميات من غاز حقل الوفاء في مكمنه، وهجرته للدول المجاورة التي لديها اتصال مكمني ويستحيل استرجاعه، مما يؤثر على احتياطات البلاد الغازية في هذا المكمن لمجاورته للحدود الليبية الجزائرية»، منوهًا إلى أن المؤسسة مضطرة «خلال أيام لإيقاف مصفاة الزاوية التي تغذي المنطقة الغربية حتى باطن الجبل بالمحروقات».

وأعلنت الشركة العامة للكهرباء، في وقت سابق اليوم، توقف الغاز المغذي لمحطات توليد الكهرباء في الرويس والزاوية والخمس ومصراتة، ما أدى لفقد 2500 ميغاوات، وصعوبة توفير التيار جراء نقص الوقود المشغل للمحطات.

مؤسسة النفط ستبلغ النيابة العامة للتحقيق
ونوهت المؤسسة الوطنية للنفط إلى أنها ستبلغ النيابة العامة «التي بالتأكيد لن تسمح لأي جهة غير مختصة كائنًا من كانت أن تفرض أجنداتها»، معربة عن ثقتها في «أن مكتب العام سيتخذ الإجراءات اللازمة من تحري وجمع معلومات واستدلالات لكشف المخططين والمنفذين والمستفيدين من وراء هذا العمل المشين». ‏‎

‏‎وقال صنع الله، في ختام البيان، «إنني طيلة مسيرتي الوظيفية لطالما تمسكت بالصراحة والوضوح، وما يقوم به كل هؤلاء من عبث لن يثني عزمنا في قطاع النفط على المضي قدمًا في المساهمة في بناء دولة القانون، دولة المؤسسات ومعاودة الإنتاج والصادرات والنهوض به من بين الركام واستعادة نشاطه ودوره الحيوي» منددًا بكل مَن تسبب في أذى المواطن البسيط وأسهم في هذه الإقفالات.