رأى تقرير لجريدة «الإندبندنت أون صنداي» أن ثمة تهديدًا خطيرًا بوقوع أعمال عنف سياسي، سواء أُجريت الانتخابات أم لا، رغم حالة الغموض الذي يسيطر على المشهد قبل أيام من الموعد المحدد مسبقًا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

جاء ذلك في تقرير كتبه مراسل الجريدة، بورزو دراجي، بعنوان: «لماذا قد تشعل الانتخابات في ليبيا عنفًا يفترض أن تخمده؟».

وبعدما يشير التقرير إلى غياب موقف الانتخابات حتى الآن، رغم تمسك البعض بضرورة إجرائها، يقول: «بغض النظر عما إذا كانت ستحدث أم لا، فهناك تهديد خطير بوقوع أعمال عنف سياسي».

«مخالفات صارخة» رغم عدم انطلاق الحملات الانتخابية
ويضيف أن الانتخابات التي كان يفترض أن تساعد في استعادة الوحدة والاستقرار، وجدت تعثرًا بفعل «الخلافات حول شرعية التصويت وأهلية بعض المرشحين الأوفر حظًّا». كما يقول التقرير إنه على الرغم من أن الحملات الانتخابية الرسمية لم تبدأ بعد، فقد ظهرت «مخالفات صارخة».

الرؤوس الثلاثة
ويتحدث التقرير عن ثلاثة مرشحين بارزين للانتخابات الرئاسية، وما يثور حولهم من ملاحظات، لافتًا في هذا الصدد إلى ترشح سيف الإسلام القذافي وهو مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، في حين يشير إلى «استخدام عبدالحميد الدبيبة موارد الدولة في حملته الانتخابية»، كما «يسيطر المشير خليفة حفتر على البنية التحتية الأمنية في شرق البلاد وغربها».

- «24 ديسمبر».. قرار تأجيل الانتخابات يتأرجح بين المفوضية والبرلمان.. والجميع في انتظار وليامز
- الطريق إلى صناديق الانتخاب محفوف بالبنادق.. من يضمن تأمين الناخبين والمرشحين؟

ولفت التقرير إلى مظاهر التحشيد العسكري في بعض المناطق خلال الأيام الماضية، سواء في العاصمة طرابلس التي شهدت تحركات لمجموعات مسلحة حاولت السيطرة على مقار حكومية، أو في الجنوب حيث انتشار قوات تابعة للقيادة العامة التي تنحى المشير حفتر عن القيادة من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية، بينما «لا تزال شحنات الأسلحة تتدفق من الداعمين الأجانب إلى البلاد».

مظاهر التحشيد العسكري
وفي طرابلس تحديدًا يلفت التقرير النظر إلى استئناف الفصائل المسلحة المتنافسة اشتباكاتها، في سياق المنافسة فيما بينها، وهو ما يهدد المدنيين الذين من المفترض أن يخرجوا للتصويت في الاقتراع المفترض الجمعة المقبل، كما ينوه إلى تواصل «المرتزقة المسلحين المتحالفين مع تركيا وروسيا الحفاظ على وجودهم في البلاد»، حسب الجريدة.

وتلفت الجريدة النظر إلى تحذير منظمة «هيومن رايتس ووتش»، الشهر الماضي، من قيام الجماعات المسلحة في جميع أنحاء البلاد بترهيب واحتجاز ومهاجمة الصحفيين والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، ما يفسد روح الخطاب المدني والمشاركة.