تحدث تقرير لمجلة «جون أفريك» الفرنسية، الخميس، عن تحركات المبعوث الفرنسي إلى ليبيا بول سولير، الذي يوصف بأنه «رجل ماكرون»، حيث عقد لقاءات مع مرشحين مفترضين للرئاسة، كما حضر اجتماعًا للجنة العسكرية المشتركة «5+5»، فيما قال التقرير إنها تأتي ضمن «مساعي باريس لاعتماد سياسة أكثر واقعية مع وجود منافسين لها وهما تركيا وروسيا».

ماكرون جعل القضية الليبية إحدى أولوياته
وذكر التقرير أن الرئيس إيمانويل ماكرون يحاول العودة بقوة إلى المشهد الليبي، حيث يدقق في تطور العملية الانتخابية قبل أيام قليلة من موعدها المفترض في 24 ديسمبر الجاري، فجعل القضية الليبية إحدى أولوياته من خلال إرسال مبعوثه أخيرًا إلى طرابلس بول سولير.

- ماكرون يتحدث عن 3 مكاسب لمؤتمر باريس حول ليبيا
- فرنسا تطالب مجلس الأمن بوضع حد للإفلات من العقاب في ليبيا
- لودريان: فرنسا والجزائر ترغبان في تنسيق المبادرات بشأن ليبيا

وكشفت المجلة إجراء «رجل ماكرون» منذ انطلاق العملية الانتخابية مقابلات متعددة مع المرشحين الرئيسيين للانتخابات، وهم رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ووزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، والمشير خليفة حفتر، والسفير السابق بالإمارات عارف علي النايض وآخرون، والى جانب ذلك كان للمبعوث الخاص حضور في الاجتماع الأخير للجنة العسكرية المشتركة «5+5» في تونس، التي هدفت إلى إعادة توحيد الجيش الوطني.

وقال الباحث في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، جلال حرشاوي، إن فرنسا التي أصبحت سياستها في الآونة الأخيرة أكثر براغماتية في الملف الليبي يمكن لها أن «تقبل الآن بقاء السلطة على المدى المتوسط لرئيس الحكومة الموقت الدبيبة المقرب من تركيا».

وأشار إلى أن سولير عاد منذ مارس الماضي إلى مهمته، الذي يعتبر المتخصص الأول في المسألة الليبية بغرض توجيه هذه القضية الاستراتيجية لفرنسا، والمهمة لأمن حوض البحر الأبيض المتوسط.

مهندس اجتماع باريس الدولي حول ليبيا
ويرى التقرير في احتضان باريس المؤتمر الدولي حول ليبيا في 12 نوفمبر الماضي، أنها تكون قد «سجلت من الناحية الدبلوماسية نقاطًا، حيث يقف وراء إعداده بول سولير»، لكن «العقل المدبر لسياسة ماكرون في ليبيا وجد صعوبة في إجبار باريس على العودة إلى هذه القضية الجيوستراتيجية الحاسمة، لا سيما أن لاعبيْن أجنبييْن يلقيان بكل ثقلهما على رقعة الشطرنج الليبية وهما تركيا وروسيا».

ولفت التقرير الفرنسي إلى تعزيز أنقرة وموسكو بالفعل نفوذهما في ليبيا، من خلال الانتشار على الأرض للقوات العسكرية التركية وعناصر من شركة «فاغنر» الروسية شبه العسكرية، في وقت يكافح الاتحاد الأوروبي للتحدث بصوت واحد، أما برلين فقد اكتسبت اليد العليا في المفاوضات لإنهاء الأزمة، وبات يتعين على باريس إقامة علاقات سلمية أكثر مع الحكومة الانتقالية.

وأوضح مصدر دبلوماسي فرنسي أن أفضل سيناريو لباريس هو أن يكون هناك محاور في الحكومة المقبلة، وأن تكون قادرة على ترحيل القوات الأجنبية، ومع ذلك فإن اللعبة لن تكون سهلة.

ويشير التقرير إلى أن المبعوث الخاص معروف في دوائر الاستخبارات بلقب «بول سعيد»، ونشب بينه وبين رئيس قسم الشرق وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو خلافات الشهر الماضي حول الملف الليبي، الأمر الذي تسبب في إقالة الأخير من منصبه.

وزير الداخلية السابق، المرشح للانتخابات الرئاسية فتحي باشاعا والفرنسي إلى ليبيا بول سولير (الإنترنت)

سفير ليبيا السابق لدى دولة الإمارات، المرشح للانتخابات الرئاسية عارف النايض والفرنسي إلى ليبيا بول سولير (الإنترنت)