Atwasat

«أميركان انتربرايز» يحذر من تأثير الانقسام على عودة انتشار «داعش» في ليبيا

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الأربعاء 15 ديسمبر 2021, 01:11 مساء
WTV_Frequency

حذر معهد أميركي متخصص في الشؤون الأمنية من إعادة تنظيم «داعش» في ليبيا تشكيل قدراته الهجومية، لكن أنشطته لا تزال محصورة في جنوب غرب البلاد، فيما قد يعمل التنظيم بشكل متزايد كجهاز دعم لشبكات الجماعة الإرهابية في غرب أفريقيا.

وزعم مشروع «كريتيكال ثريتس» الأميركي الصادر عن معهد «أميركان انتربرايز»، يوم الإثنين، أن «داعش» في ليبيا عزز قدراته الهجومية، بما في ذلك بناء ونشر عبوات ناسفة يدوية الصنع، في وقت انسحب أعضاؤه إلى منطقة فزان في جنوب غرب ليبيا بعد هزيمة التنظيم العام 2016 في سرت، في شمال وسط البلد، حيث دخلوا بعدها فترة سكون. ليستأنف التنظيم الهجمات في العام 2018. وتصاعدت هجماته في صيف العام 2021 بعد فترة هدوء استمرت عامًا.

وكان المعهد يشير إلى استهدافه نقاط تفتيش للجيش الوطني الليبي في سبها وزلة بمنطقة فزان، حيث استخدمت المجموعة تفجيرًا انتحاريًا بسيارة مفخخة في أوائل يونيو لأول مرة منذ العام 2018، ووقعت هذه الهجمات في 6 يونيو و22 أغسطس، وكانت تهدف على الأرجح إلى إضعاف قدرة قوات الأمن على تعطيل تحركات المسلحين وتهريب الأسلحة والأشخاص في فزان. كما أن للهجمات قيمة دعائية حيث يشير تنظيم «داعش» في ليبيا إلى وجوده المتجدد ويسعى إلى اكتساب مجندين جدد وإعادة بناء قوة مقاتلة.

تعزيز التوترات في فزان
ويرى «أميركان انتربرايز» أن نشاط تنظيم «داعش» في ليبيا يفاقم من التوترات الشديدة بالفعل بين الفصائل الليبية المتنافسة للسيطرة على جنوب غرب ليبيا. إذ تعد فزان قليلة السكان ولكنها ذات قيمة استراتيجية. ومع تقدم الجيش الوطني الليبي التابع للقيادة العامة إلى الجنوب الغربي في محاولة لتطويق العاصمة طرابلس في العام 2019 يواصل حاليا استخدام موقعه في فزان لإبراز سلطته والتنافس مع المطالبين بالسلطة الحكومية والعسكرية الليبية. وفعلا تم منع مسؤول حكومي من السفر إلى فزان في أكتوبر الماضي. كما أصدرت قوات الجيش الوطني الليبي المتمركزة في فزان مذكرة تفتيش واعتقال لمرشح رئاسي منافس في نوفمبر.

اقرأ أيضا: المسماري: مفجر بوابة زلة «داعشي» من ذوي البشرة السمراء

وأكد المعهد الأميركي أن وجود «داعش» في ليبيا خلق ذريعة إضافية للمنافسة في هذه المنطقة في فزان، في حين استخدم الجيش الوطني الليبي انتشاره لفرض سيطرة أكبر على الموقع بما في ذلك جزء من الحدود الليبية الجزائرية. لافتًا إلى انشغال الجهات الأمنية بالمناورات السياسية حول مهمة مكافحة تنظيم الدولة.

ويحذر المركز الأميركي من عودة التنظيم الإرهابي إلى شن هجماته على أهداف عالية المستوى في الساحل الليبي خلال فترة الانتخابات المقبلة. مذكرًا بأهدافه السابقة لتعطيل تشكيل الدولة الليبية. إذ تعارض المجموعة الانتقال الديمقراطي مثل الانتخابات، مما يجعل مراكز الاقتراع أو المرشحين للانتخابات أهدافًا محتملة. ففي مايو 2018، قصف تنظيم الدولة في ليبيا مقر لجنة حكومية مسؤولة عن إدارة الانتخابات في طرابلس، مما أسفر عن مقتل 12 فردًا على الأقل. وساعد عناصره المتمركزون في فزان في تنسيق هذا الهجوم وخططوا لهجوم واحد آخر على الأقل في طرابلس في أوائل العام 2018.

ويمكن لخلايا التنظيم الإرهابي النشطة في منطقة طرابلس استغلال نقاط الضعف والخلافات بين الميليشيات المتكررة بشأن السيطرة على المؤسسات والموارد، لمهاجمة أهداف حساسة خلال فترة الانتخابات، لا سيما إذا تسببت التوترات بين الجماعات المسلحة حول نتائجها في زعزعة استقرار العاصمة.

«القاعدة» تستخدم ليبيا كقاعدة لوجستية
يذهب التقرير الأميركي إلى دق ناقوس الخطر من دور منطقة جنوب غرب ليبيا في دعم جهود «الدولة الإسلامية» في دول الساحل وحوض بحيرة تشاد. فقد اندمج التنظيم في ليبيا بشكل متزايد مع شبكاته في غرب أفريقيا ودعم تطوير الجماعات الأخرى. فيما ساعد التقارب بينهم في توفير غطاء استراتيجي وتكتيكي لمجال التدريب في نيجيريا في وقت مبكر من العام 2015. وتكشف المعلومات الاستخباراتية أن إرهابيي الدولة سافروا بين ليبيا ونيجيريا في أبريل ونوفمبر العام 2021، مشيرًا إلى التعاون المستمر بينهما. كما أشار «داعش» في ليبيا إلى دعمه لفرعه بغرب أفريقيا من خلال الدعاية في يوليو، مما يشير إلى نيتهم في تعزيز التعاون مع الجماعة التي أصبحت الفرع المهيمن للتنظيم في شمال غرب أفريقيا.

ويتوقع المعهد الأميركي أن يتبع تنظيم «داعش» في ليبيا نمط نشاط القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في جنوب غرب ليبيا من خلال تحوله إلى وحدة دعم للجهد الرئيسي لـ«داعش» في غرب أفريقيا. علما أن «القاعدة» تستخدم ليبيا كقاعدة لوجستية ومقر قيادة ومنطقة عبور لدعم عملها الإرهابي في مالي. كما يمكن لـ«داعش» في ليبيا أيضًا أن يستمد قوته من حلفائه في غرب أفريقيا إذا تزعزع الاستقرار مجددًا وتم خلق فرصة أخرى لتوسع تنظيمي غرب أفريقيا وفي الصحراء الكبرى، فقد سافر مقاتلو غرب أفريقيا تاريخيا للانضمام إلى تنظيم الدولة في ليبيا. كما يشير المصدر الأميركي إلى تمتع الجماعات التابعة لتنظيم «داعش» في غرب أفريقيا بإمكانية الوصول إلى طرق التهريب المربحة التي تعبر إلى جنوب غرب ليبيا وتسللت أيضًا إلى قطاع تعدين الذهب في غرب الساحل.

«داعش» والوضع السياسي الليبي
في المقابل، يلفت معهد «أميركان انتربرايز» إلى تشكيل التنظيم الدموي تهديدًا محدودًا، لكنه قد تنتج عنه تأثيرات غير متناسبة في ظل ظروف معينة. إذ لا يزال ظله في ليبيا وقد يكون له تأثير ضار على الوضع السياسي الليبي، لاسيما إذا ضرب هدفًا حساسًا وأثار تصعيدًا بين قوات الأمن المتنافسة التي تميل إلى استخدام عمليات مكافحة الإرهاب لتحقيق أهداف سياسية أخرى. محذرًا المصدر ذاته من التكامل الإقليمي بين الجماعات الإرهابية المتزايد الذي قد يعمل كجهاز دعم لشبكة الدولة الإسلامية المتنامية في غرب أفريقيا. ما يشكل عاملًا إضافيًا محتملًا لقوة «داعش» في ليبيا.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وفد إيطالي يتفقد الإجراءات الأمنية والتشغيلية في مطار مصراتة
وفد إيطالي يتفقد الإجراءات الأمنية والتشغيلية في مطار مصراتة
وزيرة العدل تبحث مع السفير الصيني تطوير قوانين الاستثمار والجرائم الإلكترونية
وزيرة العدل تبحث مع السفير الصيني تطوير قوانين الاستثمار والجرائم...
مبعوث المنفي يسلم بوريطة رسالة لملك المغرب
مبعوث المنفي يسلم بوريطة رسالة لملك المغرب
إيقاف مواطن هدَّد شقيقته بسلاح ناري لمطالبتها بالميراث
إيقاف مواطن هدَّد شقيقته بسلاح ناري لمطالبتها بالميراث
«استئناف جنوب طرابلس» تقرر وقف قرار ضريبة الدولار «موقتًا»
«استئناف جنوب طرابلس» تقرر وقف قرار ضريبة الدولار «موقتًا»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم