Atwasat

معهد دولي: الانتخابات لن تنهي الانقسام في ليبيا و«المنافسة صفرية» على السلطة

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 03 ديسمبر 2021, 09:42 مساء
WTV_Frequency

يرى معهد «تشاتام هاوس» الدولي، أن ليبيا تشهد «منافسة صفرية» على السلطة، في خضم الانتخابات المزمع عقدها أواخر الشهر الجاري، على الرغم من الدعوات المؤدية للانتخابات سواء داخليًا أو خارجيًا.

ويوضح المعهد أن انتخابات 24 ديسمبر 2021، من المقرر أن توفر «حكومة وطنية موحدة وشرعية لليبيا لأول مرة منذ 2014»، لكن هذا «التركيز قصير النظر على تشكيل حكومة جديدة، يحجب حقيقة أن النجاح لا يتمثل في مجرد وجود تلك الحكومة، بل ما يمكنها تحقيقه»، خاصة أن «هناك القليل من الوضوح حول كيفية عمل أدوار ومسؤوليات المناصب الرئيسية في العملية».

وسائل لبدء المصالحة الوطنية
ويشدد المعهد على ضرورة إنشاء وسائل لبدء المصالحة الوطنية ومعالجة مصادر الصراع داخل القطاعين الاقتصادي والأمني لتحقيق أي مكاسب مستدامة، وحتى لا يتكرر ما حدث في 2014، من «حرب الأهلية في أعقاب الانتخابات البرلمانية مع ظهور حكومات متنافسة»، هذا حال «إذا كان هذا الاستطلاع الأخير ناجحًا».

استخدام الأموال العامة للحصول على الدعم السياسي
وتابع المعهد أن أولئك الذين في مواقع السلطة يرون في الانتخابات فرصة للتقدم أو التجديد الذاتي؛ لكنهم يضعون «أولوية لحماية وضعهم الحالي في حالة انهيار العملية»، وضرب مثلًا برئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة،عبدالحميد الدبيبة، وكيف كان يتحدث حول أن «الاستقرار» يجب أن يسبق الانتخابات، مشيرًا إلى «التماس الدبيبة الدعم» من خلال تطبيق السياسات الشعبوية، مثل منحة دعم الزواج وبدء إعادة الإعمار من خلال مشروع «إحياء الحياة»، ومع ذلك، فإن طرح هذه العقود أثار الدهشة. ويرى منتقدوه أن هذه المشاريع ليست أكثر من سلسلة من المكاسب، باستخدام الأموال العامة للحصول على الدعم السياسي».

ويتحدث المعهد عن محاولة المشير حفتر ضمان قدرته على الترشح لمنصب الرئاسة، مع الحفاظ على استقلاله من خلال «منع التوحيد السياسي أو العسكري في ليبيا»، مضيفًا «إذا فشلت الانتخابات، أو إذا كان أداء حفتر سيئًا، فسيعود بلا شك إلى الثكنات ويخالف سلطة المنتصر»، قائلًا: «هذا مرجح للغاية لأنه من الصعب رؤية كيف سيحصل على الأصوات اللازمة، لتجاوز الخط في غرب البلاد الأكثر اكتظاظًا بالسكان التي أمضى عامين في مهاجمتها».

وفيما يرى المعهد أن عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، منافس لحفتر، في الانتخابات رغم أنه «فعل الكثير لتسهيل ترشيح حفتر»، كما «صاغ وأقر قوانين الانتخابات من جانب واحد»، والتي حولت ليبيا إلى نظام رئاسي، مع أساس دستوري تمت صياغته «بشكل سيئ»، مما يؤدي إلى إنشاء «سلطة تنفيذية غير مقيدة إلى حد كبير»، ومن شأنه أن يؤخر التصويت على البرلمان الجديد حتى شهر على الأقل بعد الانتخابات الرئاسية.

ويسلط المعهد الضوء على ترشح سيف الإسلام القذافي للرئاسة، لكنه يرى أن احتمالات فوز سيف «محدودة للغاية» بسبب الطبيعة المجزأة لما يسمى بـ«الخضر»، لكن عودة ظهوره تشكل تحديًا إضافيًا لحفتر، حيث يتنافسان على دعم  الجماهير نفسها.

وتابع «ربما يكون السؤال الأهم في هذه المرحلة هو من سيكون قادرًا على الجري؟.. أصبحت هذه القضية أكثر إثارة للجدل يومًا بعد يوم».
إصرار على تنظيم الانتخابات

- «واشنطن بوست»: الليبيون يخشون من تمزق البلاد مرة أخرى بسبب الانتخابات

ويشير المعهد إلى أن الإصرار القوي للمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، وسفيرها، ريتشارد نورلاند، على إجراء الانتخابات بأي وسيلة ضرورية «يوحي بأن الانتخابات ستحدث، لكن الخلافات القانونية حول العملية تهدد الآن بعرقلة مسارها».

ويرى أنه «حتى لو تم إجراء الاقتراع، كان هناك القليل من المحتوى للإجماع الدولي حول الحاجة إلى الانتخابات، الحاجة إلى إظهار التقدم نحو هذا الهدف تعني أن غض الطرف قد تحول إلى تدخل مزعزع للاستقرار من قبل الجهات الخارجية في أي منتدى مهم».

ويؤكد المعهد أنه من غير المرجح «التوصل إلى نتيجة حاسمة في الانتخابات المقبلة، بالنظر إلى مستوى الانقسام داخل ليبيا»، مضيفًا «من المشروع أن نسأل عما يمكن أن تتغير بالفعل الانتخابات المخطط لها.. بالنظر إلى مستوى التشرذم داخل ليبيا».

القليل من الوقت للوافدين الجدد على الساحة السياسية
ولا يرجح التوصل إلى نتيجة حاسمة، «هناك القليل من الوقت للوافدين الجدد على الساحة السياسية لإحداث تأثير، وهذا هو مستوى الخلاف حول معايير العملية نفسها بحيث سيكون من السهل على الخصوم الليبيين التنصل من النتائج».

و«بالنظر إلى التزام المجتمع الدولي بإجراء الانتخابات، يجب عليه الآن أن يبذل قصارى جهده لإنقاذ العملية التي بدأها.. وتوضيح الأسئلة المفتوحة حول تسلسل الاقتراع ونقل السلطة والتوضيحات حول أدوار ومسؤوليات المناصب الرئيسية قبل 24 ديسمبر»، يقول المعهد، وهو سياسي رائد عالميًا مهمته مساعدة الحكومات والمجتمعات على بناء عالم مستدام آمن ومزدهر وعادل، كما يعرف نفسه.

ويضيف أن الانتخابات تشكل جزءًا مهمًا من العملية السياسية في ليبيا، ولكنها ليست العنصر الوحيد، إذ يتضمن هذا قبول أن الحكومة الجديدة لن تتصدى لكل هذه التحديات المسببة للانقسام دون النظر في المساعدة من المجتمع الدولي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تجار لـ«بوابة الوسط»: قفزات قياسية بالأسعار مع قرار «ضريبة الدولار»
تجار لـ«بوابة الوسط»: قفزات قياسية بالأسعار مع قرار «ضريبة ...
«الداخلية» توضح سبب غلق منفذ رأس اجدير
«الداخلية» توضح سبب غلق منفذ رأس اجدير
عبدالجليل يوقع مذكرة تفاهم لتنظيم معرض طبي
عبدالجليل يوقع مذكرة تفاهم لتنظيم معرض طبي
حالة الطقس في ليبيا (الثلاثاء 19 مارس 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الثلاثاء 19 مارس 2024)
أسعار العملات أمام الدينار الليبي في السوق الرسمية (الثلاثاء 18 مارس 2024)
أسعار العملات أمام الدينار الليبي في السوق الرسمية (الثلاثاء 18 ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم