دعا المبعوث الأممي المستقيل، يان كوبيش، حكومة الوحدة الوطنية إلى «توفير كل الدعم الأمني والمالي واللوجستي للمفوضية» الوطنية العليا للانتخابات و«ضمان حسن سير العمل في مكاتبها، وسلاسة العمليات في جميع أنحاء البلاد» استعدادًا لإجراء الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر المقبل.

كما دعا كوبيش في إحاطته حول تطورات الأوضاع في ليبيا إلى مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، مزيد المنظمات المحلية والإقليمية والدولية إلى تقديم طلب اعتمادها إلى المفوضية الوطنية العليا للانتخابات «في الوقت المناسب لإرسال مراقبين لانتخابات ديسمبر» المرتقبة.

وذكر كوبيش أن المفوضية عكفت بدءًا من 5 أكتوبر الماضي، على اعتماد مراقبين محليين ودوليين ووسائل إعلام، مشيرًا إلى أن «أكثر من 3200 مراقب محلي، و320 ممثلًا لوسائل الإعلام المحلية و20 من وسائل الإعلام الدولية و9 منظمات دولية قدموا طلباتهم للاعتماد من قبل المفوضية للانتخابات المقبلة حتى اليوم».

كوبيش ينبه إلى استمرار شدة الاستقطاب السياسي في ليبيا مع اقتراب موعد الانتخابات
ورغم إشادته بالجهود المستمرة للمفوضية لتنفيذ الانتخابات رغم التحديات الفنية وضيق الوقت، نبه كوبيش إلى «أن المناخ السياسي لا يزال شديد الاستقطاب» رغم تأكيد المرشحين وعدد من الناخبين المسجلين «أن الشعب الليبي من جميع أنحاء البلاد متلهف للتوجه إلى صناديق الاقتراع وانتخاب ممثليه بشكل ديمقراطي».

وأشار أيضًا إلى استمرار معارضة إجراء الانتخابات «بناء على الإطار القانوني الحالي» وعدم ملاءمة الظروف، من قبل «بعض القادة والفئات» الذين يشككون «في شرعية القوانين الانتخابية الصادرة عن مجلس النواب بحجج مختلفة، وبالتالي في شرعية العملية برمتها».

الانتخابات سبيل ليبيا للوصول إلى الاستقرار
وأضاف كوبيش أنه «مع المضي في هذه العملية، تتصاعد التوترات حول أهلية بعض المرشحين الرئاسيين البارزين، تصاحبها مخاوف من حدوث مواجهة مسلحة، أو من أن الإطار الحالي قد يعيد البلاد إلى الحكم الاستبدادي»، داعيًا «كل مَن لديه اعتراض على العملية أو المرشحين إلى توجيه هذه الطعون عبر الآليات القضائية القائمة، وإلى إبداء الاحترام الكامل لحكم السلطة القضائية».

وأوضح أن الذين يعارضون الانتخابات بحجة الإطار التشريعي الحالي والقاعدة الدستورية وعدم وجود دستور دائم أو قاعدة دستورية وعدم توافر الظروف المثالية «متفقون على أن ليبيا بحاجة إلى انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة. وعن لسانهم، فإن سبيل الوصول إلى ليبيا مستقرة وموحدة يكون من خلال صناديق الاقتراع وليس من خلال صناديق الذخيرة».

وذكر أن «المؤيدين للانتخابات يؤكدون أن المواجهات السياسية يجب ألا تتحول، ولن تتحول، إلى مواجهة مسلحة، وأنهم لن يسلكوا هذا السبيل وأن الليبيين سيجدون فيما بينهم حلولًا لمشاكلهم إذا ما تركوا دون تدخل خارجي».

وجدد كوبيش دعوته للأطراف الليبية المعنية «لأن يتخذوا خطوات، بما في ذلك مع المساعي الحميدة للبعثة، من أجل تعزيز الثقة المتبادلة وبناء الدعم للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة وقبول النتائج»، مكررًا الدعوة «لجميع المؤسسات الليبية المعنية لتقديم الدعم اللازم للمفوضية لإجراء انتخابات نزيهة وشاملة وذات مصداقية، في بيئة آمنة وسلمية، وبمشاركة وتمثيل كامل ومتساوٍ وهادف للمرأة وإشراك للشباب».