دعا رئيس وزراء تونس الأسبق يوسف الشاهد، إلى ضرورة العمل على استمرار وإنجاح الانتخابات الليبية المقررة في 24 ديسمبر المقبل، مشددًا على أهمية المصالحة الوطنية كونها «تساعد في تجنب الطعن في الانتخابات أو عدم الاعتراف بها».

وأكد الشاهد، في مقال نشرته مجلة «نيوز ويك»، أن ليبيا مستقرة ومزدهرة أمر مهم للشعب الليبي والمنطقة بشكل عام، موضحًا أنه بعد ثورة 2011 ولفترة طويلة «استُخدمت ليبيا كأداة لزعزعة الاستقرار وكأرض خصبة للأيديولوجيين الراديكاليين الذين يدفعون بالانقسام والعنف والإرهاب».

- تونس تحث المجتمع الدولي على توفير شروط نجاح الانتخابات في ليبيا
- تجنبا للسيناريو التونسي.. الشاهد ينصح الليبيين بتحديد شكل النظام والدستور أولا

واعتبر أن تقرير المصير الديمقراطي في ليبيا تعرض للسحق والإحباط، وذلك بمواقف ضد رغبات الشعب، مما أدى إلى دوامة من اليأس وعدم الثقة واللامبالاة، مشيرًا إلى قطع طرق التجارة التي كانت تفيد كلًا من ليبيا وتونس.

مستقبل ليبيا بيد شعبها.. وديمقراطية الفعل لا الاسم مطلوبة 
وشدد على أن «ليبيا المستقرة والمزدهرة والديمقراطية هي وحدها القادرة على مواجهة اليأس وإلهام الأمل بدلًا عن ذلك، فمستقبل جديد في متناول اليد في ليبيا الآن».

وقال المسؤول التونسي السابق إنه من الضروري أن تستمر الانتخابات وتنجح، «فالهدف النهائي هو إنشاء ديمقراطية حقيقية في ليبيا وليس ديمقراطية بالاسم فقط... تحتاج الديمقراطية إلى المحتوى من أجل البقاء والتطور».

استقرار ليبيا يحل أزمة المهاجرين
وذهب إلى أن «ليبيا الديمقراطية ستفيد جميع جيرانها، من أولئك الذين يشاركون حدودها، إلى أولئك عبر البحر الأبيض المتوسط، كما يوفر قرب ليبيا من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان فرصة لإعادة ضبط اتجاهات الهجرة، مع التركيز على المعاملة القانونية والآمنة والأخلاقية ومعالجة المهاجرين».

وتابع: «لن يكون هناك ما يكفي من الموارد والإرادة السياسية لمواجهة هذه اللحظة إلا من خلال ليبيا مستقرة ومزدهرة، فلن تحمي ليبيا المستقرة حقوق المهاجرين فحسب، بل ستساعد أيضًا في تقليل المستوى المرتفع للهجرة من شمال أفريقيا».

إمكانيات ليبيا تساعد في مواجهة تغير المناخ
وعن تغير المناخ، قال إن ليبيا في وضع فريد، حيث يمكن الاستفادة من الأشكال القديمة لإنتاج الطاقة مع الاستثمار بكثافة في أشكال الإنتاج المتجددة الجديدة. مع إمكانات لا تصدق لتوليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح «لكن دون جمهورية ديمقراطية، فإن تحقيق هذه المساءلة أمر غير مرجح، وستستمر المحركات الاقتصادية الليبية في خدمة أقلية فقط».

ويعتقد الشاهد أن الرسالة التي سترسلها ليبيا الديمقراطية إلى الشعوب المضطهدة في العالم من شأنها «رفع من لا صوت لهم، وتمكين الناس، وإظهار بديل للعنف، وإطلاق العنان لتطلعات الشعب».

رغبات خارجية في إبقاء شمال أفريقيا ضعيفا
كما يرى أن ليبيا المستقرة ستوفر دعامة «ضد النفوذ الأجنبي في المنطقة»، مشيرًا إلى أن بعض البلدان ترى أن سياستها الخارجية تنفذ بشكل أفضل من خلال الإبقاء على دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضعيفة ومنقسمة، «لكن هذه الظروف ليست مفيدة لأي جهة فاعلة أخرى حسنة النية في المنطقة».

وواصل رئيس وزراء تونس الأسبق: «ستكون ليبيا قادرة على المشاركة على قدم المساواة مع الشركاء الأوروبيين والأفارقة مثل تونس، وأن تكون قدوة للآخرين في المنطقة.. إذا ما تحقق لها الاستقرار».