Atwasat

رفض أوروبي لتكرار سيناريو تجذر «فاغنر» بليبيا في مالي.. موسكو ترد وباماكو تدافع

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الأحد 26 سبتمبر 2021, 05:36 مساء
WTV_Frequency

عزَّز دفاع روسيا على «الحق المشروع» للشركة العسكرية الخاصة «فاغنر» بالتواجد في مالي من الشكوك الغربية في تعزيز أهداف الكرملين الجيوسياسية، مثلما حدث في ليبيا رغم نفيها في كل مناسبة علاقتها بهم.

وتحت قبة الأمم المتحدة خلال اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، شد الأنظار دور مزعوم لروسيا في توسيع وجود مقاتلي «فاغنر» من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى سورية وليبيا وأخيرًا مالي، وأمام الضغوط الدولية خرج وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس السبت، ليؤكد أن مالي فعلًا طلبت من شركات روسية خاصة تعزيز الأمن في الدولة التي تشهد نزاعات، مجددًا أن لا علاقة لموسكو بذلك.

وقال لافروف: «إنها أنشطة تنفذ على أساس شرعي». وأضاف: «ليس لنا أي علاقة بذلك». واستطرد موضحًا أسباب توجهات باماكو «كان على القوات الفرنسية محاربة الإرهابيين الذين أسَّسوا وجودًا لهم في كيدال شمال مالي؛ لكنها لم تتمكن من ذلك، والإرهابيون يواصلون الهيمنة على تلك المنطقة». مشيرًا إلى «أن الاتحاد الأوروبي أعلن أن روسيا سيجري إبعادها وردعها والتواصل معها».

ووجه سؤالًا إلى منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، في لقاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلًا: «ما الذي ستتواصل فيه معنا؟».

اعتراض فرنسي - ألماني ومالي تتمسك بالبحث عن شركاء أمنيين
بدورهما، اعترضت فرنسا وألمانيا على وجود مجموعة «فاغنر» التي يقال إنها مرتبطة بالكرملين في مالي، وتتهمها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في جمهورية أفريقيا الوسطى والتورط في الصراع بليبيا.

ودافع رئيس وزراء مالي شوغل كوكالا مايغا، أمس السبت، على قرار البحث عن شركاء آخرين، وذكر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلًا: إن «عملية برخان الفرنسية تعلن فجأة انسحابها» مع تحوّلها إلى «تحالف دولي لم تُعرَف معالمه بعد»، معتبرًا أن «الإعلان الأحادي عن انسحاب برخان وتحوّلها، لم يأخذ في الاعتبار الارتباط الثلاثي الذي يجمعنا»، في إشارة إلى الأمم المتحدة ومالي وفرنسا.

- مالي: غموض نوايا الحكام العسكريين يضع فرنسا وأوروبا في موقف صعب
- فرنسا تحذر روسيا من انخراط «فاغنر» بالنزاع في مالي
- من بينها ليبيا.. تشاد تحذر من «تدخل» المرتزقة الروس في دول الجوار
- فرنسا: بارلي تزور مالي في ظل أجواء متوترة بين باريس والمجلس العسكري

وكانت باريس أعلنت إعادة تشكيل قوة «برخان» التابعة لها في مالي وقوامها 5 آلاف جندي لتضم شركاء أوروبيين آخرين وبدأت في وقت مبكر من الشهر الحالي في إعادة الانتشار من قواعد في شمال مالي. وحذرت فرنسا مالي من أن التعاقد مع عناصر مسلّحين من الشركة الأمنية الروسية الخاصة، سيؤدي إلى عزلة البلاد دوليًا.

مخاوف أوروبية من تعزيز الوجود الروسي في مالي
ويخشى الخبراء والمسؤولون الغربيون أن يجعل تدخل مرتزقة «فاغنر» في مالي الحاكم العسكري الجديد للبلاد مدينًا بالولاء والفضل لموسكو، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار، التي أدت بالفعل إلى نزوح ملايين الأشخاص من منازلهم، بحسب مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، اليوم الأحد.

وأوضحت أن وجود ألف مرتزق في بلد بحجم مالي بمثابة قطرة في بحر؛ لكن التقارير أثارت القلق في العواصم الغربية، وخاصة باريس، التي تسعى لتقليص وجودها في منطقة الساحل الغربي لأفريقيا بعد 8 سنوات من مكافحة الإرهاب.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، سافرت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، إلى مالي لدفعها الى إعادة التفكير في هذه الخطوة.

والجمعة، حذَّر وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، نظيره الروسي من أي انخراط لمقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية، في النزاع الذي تشهده مالي. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية «بشأن مالي، حذّر الوزير نظيره الروسي من تداعيات خطيرة لانخراط مجموعة فاغنر في البلد».

استراتيجية موسكو الجديدة في أفريقيا
وتعلق «فورين بوليسي»، أن النشر المحتمل لمقاتلي «فاغنر» في مالي يتناسب مع استراتيجية موسكو الجديدة التي تعتمد على إرسال المرتزقة الروس لدعم القادة الأفارقة المحاصرين، ما يمنح الكرملين نفوذًا كبيرًا في القارة السمراء.

وقال مدير الأبحاث في مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني، جوزيف سيجل، «لدينا خريطة واضحة جدًا لكيفية حدوث ذلك». وأشار سيجل إلى أنه تم إرسال أكثر من 2000 مقاتل من «فاغنر» إلى جمهورية أفريقيا الوسطى منذ العام 2017.

وأضاف: «ظاهريًا، هم مدربون عسكريون غير مسلحين، مما مكّن انتشارهم من الالتفاف على حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة العام 2013 على البلاد. لكن الروس سرعان ما اتخذوا مكانة عالية، حيث عملوا كحراس لرئيس أفريقيا الوسطى فوستين أرشانج تواديرا، كما أن فاليري زاخاروف، وهو مسؤول سابق في المخابرات العسكرية الروسية، يعمل مستشارًا للأمن القومي لتواديرا».

«فاغنر» تعزز أهداف الكرملين الجيوسياسية
وتسعى مجموعة «فاغنر» إلى تعزيز أهداف الكرملين الجيوسياسية، مقابل منحها مكافآت استخراج الموارد الطبيعية المربحة في الدول التي يعملون فيها، بحسب فورين بوليسي. وأشارت إلى أنه نمط تم تنفيذه في سورية وليبيا والسودان، وجمهورية أفريقيا الوسطى، حيث منحت الشركات التابعة للمجموعة امتيازات تعدين الذهب والماس في العام 2018. وقال سيجل للمجلة الأميركية «أراهن أنهم سيصلون إلى بعض مناجم الذهب واليورانيوم والبوكسيت في مالي».

ومنذ العام 2015، وقَّعت روسيا اتفاقات تعاون عسكري ثنائية مع أكثر من 20 دولة أفريقية. وخلال هذا الصيف، وقعت صفقات مع أكثر دولتين من حيث عدد السكان في القارة إثيوبيا ونيجيريا. وعقدت القمة الروسية الأفريقية الأولى، التي شارك في استضافتها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، في العام 2019 وقمة أخرى من المقرر عقدها العام المقبل.

ولا يزال دور روسيا في الانقلاب الذي قاده الجيش في أغسطس 2020، والذي أطاح بالرئيس المالي -آنذاك- إبراهيم بوبكر كيتا، غير واضح. لكن صحيفة «ديلي بيست» ذكرت أن اثنين من مخططي الانقلاب كانا في روسيا للتدريب العسكري وتوجها من موسكو إلى العاصمة المالية باماكو قبل أيام من الانقلاب.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بلدية سرت تبحث التصدي للتدعيات على خطوط النهر الصناعي
بلدية سرت تبحث التصدي للتدعيات على خطوط النهر الصناعي
ضبط سيارة مسروقة في صبراتة بالتعاون مع أمن الجفارة
ضبط سيارة مسروقة في صبراتة بالتعاون مع أمن الجفارة
التحقيق مع عنصري أمن تلاعبا بسلاح وسيارة شرطة
التحقيق مع عنصري أمن تلاعبا بسلاح وسيارة شرطة
الكبير وبن قدارة يبحثان توفير التمويل لزيادة إنتاج النفط والغاز
الكبير وبن قدارة يبحثان توفير التمويل لزيادة إنتاج النفط والغاز
مخالفات تغلق 6 صيدليات في سرت
مخالفات تغلق 6 صيدليات في سرت
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم