أشاد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيف بوريل، بالتنسيق الليبي مع دول الجوار لإيجاد حلول للإشكاليات المتعلقة بمراقبة الحدود والتصدي للهجرة غير الشرعية والإرهاب.
جاء ذلك، خلال لقاء في طرابلس جمع بوريل بعضو المجلس الرئاسي موسى الكوني، الذي استعرض نتائج جولته لعدد من دول الجوار، وفقًا لوكالة الأنباء الليبية «وال».
وشدَّد بوريل على أن «الاهتمام بالجنوب الليبي ومراقبة الحدود ودعم برامج معالجة الهجرة والجرائم العابرة للحدود تقف على رأس أولويات الاتحاد الأوروبي، لما يمثله ذلك من خطوة استباقية لمعالجة هذه الإشكاليات قبل أن تتدفق نحو بلدان الشمال».
- المنفي لـ«بوريل»: مستعد لإصدار مرسوم رئاسي للانتخابات وفق «تطلعات الليبيين»
- بوريل يشدد على أهمية تجديد شرعية المؤسسات الليبية وإصلاح قطاع الأمن
- الكوني يبحث مع رئيس النيجر تأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والهجرة
وقال «بوريل» إن الاتحاد الأوروبي، من خلال البعثة السياسية والبعثة المدنية لمراقبة الحدود، يضع أمام السلطات الليبية جميع الإمكانات لمعالجة هذه الأزمة وفق شراكة معنية مع دول الجوار.
إشكاليات المرتزقة والفصائل المسلحة
وتطرق الكوني، خلال اللقاء، إلى «إشكاليات المرتزقة والفصائل المسلحة وعملية إدماجهم في مجتمعاتهم بعد عودتهم، معتبرًا أن المواجهة العسكرية لا تكون الحل الأمثل»، لافتًا إلى أن الشراكة المعنية مع الاتحاد الأوربي لبرامج الإدماج والمصالحة تعد على درجة من الأهمية.
وأوضح أن «خروج المرتزقة السودانيين بذاته يحتاج لوقفة، خاصة باعتبار أن بعض الفصائل التي وقعت اتفاقات مع الحكومة الانتقالية صار بإمكانها العودة للسودان، بينما لا يزال الإشكال قائمًا مع بعض الفصائل التي يصعب عودتها للسودان دون نزع سلاحها والبحث عن آليات إدماجها، وهذا ينطبق على الفصائل المسلحة التشادية التي تتمركز في ليبيا، والتي يجب أن تتكاتف الجهات الدولية لإيجاد مخرج منصف لمختلف الأطراف من خلال مساعي المصالحة وتجنب ويلات المصادمات المسلحة التي لا تخلف غير الموت والدمار».
الاتفاقية الرباعية
وأشار الكوني إلى ضرورة تفعيل الاتفاقية الرباعية مع دول الجوار لمواجهة مختلف التحديات، معتبرًا أن إبرام اتفاقية ثنائية تذهب باتجاه إمكانية سرعة مواجهة التحديات الخاصة بكل منطقة برزت بشكلٍ ملح وفق خصوصية الإشكاليات المتعلقة بكل منطقة.
واستعرض نتائج جولته لدول الجوار، التي ناقش خلالها إشكاليات الهجرة والجرائم العابرة للحدود والإرهاب والمرتزقة، وهي الأخطار التي تهدد أمن واستقرار ليبيا، كما تهدد أمن واستقرار دول الجوار، معتبرًا أن الحل الأمثل لهذه الإشكاليات يجب أن يكون إقليميًا وبدعم أوروبي ودولي.
مراكز لتدريب المهاجرين
واستعرض الكوني خلال لقائه مع المسؤول الأوروبي، مشاوراته في النيجر، والتي تمثل حدودها نقطة العبور الأوسع للهجرة نحو ليبيا، معتبرًا أن الحل يكمن في التنمية المكانية وإنشاء مراكز لتدريب المهاجرين لإعداد اليد العاملة المؤهلة التي يمكن إدماجها بسهولة في سوق العمل في ليبيا أو في أوروبا.
وأكد ممثل الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي أن «الاتحاد على أتم استعداد لمساندة ليبيا في مراقبة حدودها بتقديم الدعم اللوجستي الضروري وآليات المراقبة وتدريب حرس الحدود والجهات ذات العلاقة، معتبرًا أن استقرار الجنوب وهو استقرار لليبيا والذي من شأنه أن يهيئ المناخ الضروري لإجراء الانتخابات في وقتها».
وجدد الكونى، خلال اللقاء، التزام المجلس الرئاسي بموعد إجراء الانتخابات رغم تأخر إقرار القاعدة الدستورية، وأن الأمر قد يؤدي الى إصدار مرسوم رئاسي بشأن آلية تنظيم الانتخابات، وإتاحة الفرصة للشعب الليبي لاختيار من يمثله ومن يقوده.
تعليقات