Atwasat

غسان سلامة يحذر من تراجع دور الأمم المتحدة في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 01 سبتمبر 2021, 07:41 مساء
WTV_Frequency

حذر الرئيس السابق لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، غسان سلامة، من تراجع دور المنظمة الدولية في قيادة عملية التسوية السياسية للأزمة الليبية لأن ذلك من شأنه أن يسمح بعودة التنافس بين الدول، محددًا ثلاثة أطراف مسؤولة عن ضمان التقدم المحرز في العملية السياسية والتقدم إلى الأمام.

وقال سلامة في مقابلة مع جريدة «الأخبار» اللبنانية، نشرت اليوم الأربعاء، إن هناك ثلاثة مبادئ سار عليها خلال توليه رئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا: الأول أن تكون الأمم المتحدة في مقعد القيادة، والثاني أن لا تتراجع عن هذا الدور، والثالث البقاء إلى جانب ضحايا النزاع.

الأمم المتحدة ليست لديها مصالح اقتصادية ومادية في ليبيا
وأوضح أن «المبدأ الأول، هو ضرورة أن تكون الأمم المتحدة في مقعد القيادة»، معتقدًا أنه أثبت ذلك «لأن الأمم المتحدة هي الطرف الوحيد الذي ليست لديه مصالح اقتصادية ومالية في ليبيا، والذي يمكن له أن يكون على طرف الحياد في النزاعات الداخلية».

ونبه سلامة إلى أنه «إذا أخرجتَ الأمم المتحدة من مقعد القيادة في أي نزاع، لا سيما في النزاع الليبي، ما ستشهده هو تنافس حاد بين الدول المختلفة على الجلوس على مقعد القيادة، وهذا ما نشهده إلى حد ما اليوم في ليبيا. أعتقد أن من الخطر أن يتراجع دور الأمم المتحدة هناك، لأن غيابها سيؤدي إلى مزيد التنافس بين أميركا وفرنسا وإيطاليا وتركيا ومصر وغيرها من الدول».

- غسان سلامة: هذا سبب زيادة أعداد المقاتلين الأجانب والمرتزقة في ليبيا
- سلامة: تلقيت تنبيها قبل «حرب العاصمة» بـ3 أيام.. وغوتيريس رد بـ«تطمينات» من رئيسين
- سلامة ووليامز يطالبان المجتمع الدولي بـ«إشارة حازمة» للجهات الفاعلة في ليبيا

ورأى «أن الأمم المتحدة لا دور لها إلا إذا تبنّت مصالح الشعب الذي تعمل معه مقابل الدول الأجنبية»، وعلى ذلك يجزم «بأنه لم يحضر دبلوماسي أجنبي واحد أي اجتماع ليبي – ليبي» دعا إليه خلال مهمته في ليبيا، مشددًا على أهمية «أن تكون إلى جانب ضحايا قوى الفساد والنهب في البلد حيث تعمل، لا سيما في الدول الريعية مثل ليبيا والعراق، حيث هناك ثروات حقيقية هي موضع نزاع بين مختلف الأطراف».

وقال سلامة إن هذه المبادئ الثلاثة «يمكن لك أن تعمل مع الليبيين ليتفقوا على شيء ثم تذهب إلى المجتمع الدولي وتقول لهم: احترموا ما اتفق عليه الليبيون!»، مؤكدًا أن هذا كان هدفه، إلا أن هجوم قائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر على طرابلس في أبريل 2019، منعه من إنشاء المؤتمر الوطني الليبي، الذي كان قد دعا إليه في مدينة غدامس، ممثلين عن مختلف شراح المجتمع الليبي.

«قمة برلين» مرجع مسارات التسوية الليبية
وأضاف سلامة أن هذا التطور اضطره إلى تغيير استراتيجيته آنذاك، ومطالبة مجلس الأمن بتمكينه من بناء «تفاهم دولي يكون غطاءً لأي اتفاق يصل إليه الليبيون»، معتبرًا أن «قمة برلين» في يناير 2020 «حتى الآن هي المرجع الذي سارت عليه المسارات الثلاثة المتزامنة، التي هي المسار الاقتصادي الذي أعاد عملية إنتاج النفط إلى ليبيا، والمسار العسكري (5+5) الذي لولاه لما حصل أي تفاهم سياسي، وأيضًا التفاهم السياسي».

ويرى سلامة أن هناك الكثير من الأمور التي يجب القيام بها الآن في ليبيا، معتقدًا أن المسؤولية في هذا الشأن «ثلاثية» على الأمم المتحدة والليبيون أنفسهم والدول الخارجية، داعيًا الأمم المتحدة إلى مساعدة الليبيين بعد اقتناعهم «بصوابية استراتيجيتها»، لا أن تتركهم يتفاهمون وتبقى مجرد شاهد.

كما أكد أن «المسؤولية الثانية تقع على الليبيين أنفسهم» لأن المسارات الثلاثة لعملية التسوية «هي ملكهم، وعليهم أن يدافعوا عنها». فيما تقع «المسؤولية الثالثة، على الدول الخارجية، التي عندما رأت أن الأمم المتحدة خطت خطوة إلى الوراء في العملية النشطة للتوصل إلى تفاهم، بدأت مجددًا في التنافس على الأرض الليبية».

وبشأن الانتخابات المقبلة، قال سلامة إن «المشكلة الكبرى التي لدينا في ليبيا، هي أنها لم تشهد انتخابات رئاسية سابقًا. حل نظام (القائد الملهم) في مكان النظام الملكي، وتلته الفوضى لمدة عشر سنوات. لذلك، لدى كثير من الليبيين خوف من أن تؤدي الانتخابات، ليس إلى مأسسة المشاركة السياسية والحياة الديمقراطية في بلدهم، بل إلى استئثار شخص بعينه بالسلطة من خلال الانتخابات».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
انتهاء صيانة عمارات الكيش في بنغازي (صور)
انتهاء صيانة عمارات الكيش في بنغازي (صور)
الكبير يبحث في واشنطن مع «المركزي الفرنسي» جهود غسل الأموال والدفع الإلكتروني
الكبير يبحث في واشنطن مع «المركزي الفرنسي» جهود غسل الأموال ...
من السبعة إلى الغرارات.. استمرار إزالة عقارات لفتح مسار الدائري الثالث (صور)
من السبعة إلى الغرارات.. استمرار إزالة عقارات لفتح مسار الدائري ...
البعثات الأوروبية تعليقا على استقالة باتيلي: يجب تمهيد الطريق لحكومة موحدة وانتخابات
البعثات الأوروبية تعليقا على استقالة باتيلي: يجب تمهيد الطريق ...
«أجوكو» و«إس إل بي» تبحثان تطوير الإنتاج النفطي في ليبيا
«أجوكو» و«إس إل بي» تبحثان تطوير الإنتاج النفطي في ليبيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم