Atwasat

سياسي سلَفي: لهذه الأسباب لن تتدخل مصر في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 09 سبتمبر 2014, 12:53 مساء
WTV_Frequency

أكد نادر بكار مساعد رئيس حزب «النور» -الجناح السياسي للدعوة السلفية في مصر- أن الوضع الأمني في ليبيا بات يشكل تحديًّا كبيرًا أمام القاهرة، مضيفًا أن الدولة الليبية لم تكن تُشكِّل أي خطر حقيقي منذ محاولة القذافي اقتحام الحدود المشتركة منتصف العام 1977 وحتى مقتله، بقدر ما هددت الفترة التي أعقبت ذلك الحدود والداخل المصري.

وفي مقال من ثلاثة أجزاء، نشرت جريدة «الشروق» المصرية جزأه الأخير اليوم الثلاثاء، تناول «بكار» خيارات التدخل المصري في ليبيا لإزالة التهديدات التي تشكلها الأوضاع المتوترة في ليبيا.

مناصبة القاهرة العداء
يفند «بكار» -الذي دعم حزبه ثورة 30 يونيو ضد حكم الإخوان في مصر- القلق المصري من الوضع الليبي في ثلاث نقاط:
1- تهريب السلاح الليبي إلى مصر، واستخدامه في بعض بؤر التوتر المجتمعي والنزاع القبلي.
2- تنامي قوة الجماعات المسلحة ذات النزعة التكفيرية التي تناصب القاهرة العداء على خلفية الصراع بين النظام الحالي في مصر وجماعة الإخوان المسلمين، التي من المرجح أن تكون متورطة في استهدافات تكفيرية بالداخل المصري، وعمليات تصفية للعمالة المصرية في ليبيا (على الهوية).
3- تَحوُّل ليبيا بأسرها إلى دولة «ميليشيات» متعددة الانتماءات، أقوى بمراحل من الدولة الرسمية.

ويؤكد «بكار» أن تصريح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أثناء زيارته الأخيرة لروسيا، وإن كان قد حسم مبكرًا أمر التدخل العسكري المصري في ليبيا -على الأقل من الناحية الرسمية وحتى إشعار آخر- فإن خيارات التدخل غير الدبلوماسية تبقى مطروحة، مضيفًا أن تجارب تدخل الجيش المصري في أراضي دول أخرى عولجت آثارها بالاشتراك مع دول عربية وغربية على رأسها الولايات المتحدة لتحرير الكويت مطلع تسعينات القرن الماضي، بتحقيق هدفها بنجاح، ما أعطى للجيش المصري ميزة عند دول الخليج.

ويحدد «بكار» الخيارات المطروحة أمام القاهرة بشأن ليبيا في تدخل عسكري هناك بإحدى ثلاث صور:
١ـ الاجتياح الكامل المحدد بهدف نهائي هو تمكين حكومة موالية للنظام المصري أو على الأقل موافقة على هذا التدخل ودعم هذه الحكومة حتى تسيطر تمامًا على الداخل الليبي، ويتضمن ذلك عملية تكوين ثم تدريب للجيش الليبي تمهيدًا لنقل مهام حفظ الأمن إليه بعد انسحاب القوات المصرية.
٢ـ توغل القوات المصرية بعمق يسمح بتكوين شريط حدودي آمن مع الجانب الليبي ويوقف مبكرًا أي تسلل محتمل للجماعات المسلحة.
٣ـ توجيه ضربات جوية مركزة قد تصاحبها عمليات برية محدودة لمواقع الجماعات المسلحة، وتوقيت إنهائها لا يرتبط بإنهاء المشكلة الليبية الداخلية، وتهدف الضربة بشكل رئيسي لإجهاض قدرة التنظيمات المسلحة على التسلل للقيام بعمليات إرهابية في مصر.

اجتياح كامل
يرى «بكار» أن جني ثمار عملية اجتياح كامل لليبيا يحتاج على الأقل من خمس إلى عشر سنوات، مشيرًا إلى أن الشريك الليبي الذي يمكن الاعتماد عليه لإكساب التدخل الشرعية المطلوبة هو شريك غير موجود خصوصًا بعد «الفشل الذريع» لتجربة حفتر.

كما يلفت أيضًا، في تعقيبه على هذا الاحتمال للتدخل المصري في ليبيا، إلى خطورة تشتيت الجيش المصري واستنزاف قدراته على أكثر من جبهة (سيناء، والمساعدة في حفظ الأمن الداخلي، وليبيا)، مع ضخامة مسرح العمليات في الداخل الليبي.

توغل بعمق مناسب
وعن إمكانية التدخل العسكري المصري المباشر والمنفرد بعمق مناسب لتكوين شريط حدودي آمن في الداخل الليبي، يشير «بكار» إلى أن تركز العمليات العسكرية المصرية على الشرق الليبي دون غيره، لاسيما وهو الأكثر سخونة والمعقل الرئيسي لـ «الميليشيات تكفيرية الهوى»، قد يُجنِّب الجيش الآثار السلبية لمواجهة قبلية متعددة الأطراف، إلا أن النتيجة الوحيدة المضمونة هنا تنحصر في إيقاف تهريب الأسلحة وتسلل المتطرفين عبر هذه البوابة، بالإضافة إلى صعوبة التنبؤ بسقف زمني واضح لإنهاء عملية كهذه، قد يستمر معها تمركز القوات المصرية بطول الشرق الليبي مدة طويلة تسمح باستهداف عناصر هذه القوات على المدى البعيد، مضيفًا أنه في نهاية المطاف ستُكيف العملية المصرية دوليًّا باعتبارها احتلالاً لدولة ذات سيادة، مع ما يستلزمه ذلك من عقوبات اقتصادية متوقعة وحالة من العزلة الدولية وربما مواجهة مباشرة مع الدول الكبرى حفاظًا على مصالحها في ليبيا.

ضربات مركزة وعملية محدودة
وعن الصورة الثالثة للتدخل العسكري المصري في ليبيا بتوجيه ضربات جوية مركزة قد تصاحبها عمليات برية محدودة على مواقع الجماعات المسلحة، لتعضيد مجموعات أخرى توالي النظام المصري، يؤكد «بكار» أن عرقلة تَقدُّم التشكيلات المسلحة على الأرض، بالإضافة إلى قطع طرق الإمداد الداخلي عنها، وإضعاف قوتها وتشتيت قدراتها الهجومية أمام الفريق الليبي الآخر، هو ما سيكون أقصى نتيجة مرجوة من هذه العملية، بافتراض أن هناك نواة لقوات ليبية تستطيع القاهرة مساندتها لبسط نفوذها واستعادة زمام الأمور.

ويشير إلى أنه من ناحية الالتزامات الدولية لمصر يبقى هذا السيناريو داخلاً في إطار الأعمال العدائية إلا لو وجد البرلمان أو الحكومة الليبية التي تطلب رسميًّا المساعدة بتوفير هذا الغطاء الجوي لقواتها في حربها على الإرهاب.

وأخيرًا يخلص «بكار» في مقاله إلى نتيجة مفاداها أن احتمال لجوء القاهرة إلى سيناريو التدخل العسكري (المنفرد) والمباشر يبدو احتمالاً ضئيلاً، متسائلاً عن إمكانية التدخل غير المباشر (استخباراتيًّا) والتدخل العسكري الجماعي عربيًّا أو دوليًّا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«اقتصاد بلس» يناقش: هل تحمل مشاورات «المركزي» مع صندوق النقد حلولا اقتصادية؟
«اقتصاد بلس» يناقش: هل تحمل مشاورات «المركزي» مع صندوق النقد ...
«تغطية خاصة» ونقاش مفتوح: القضاء في مواجهة عقيلة والكبير!!
«تغطية خاصة» ونقاش مفتوح: القضاء في مواجهة عقيلة والكبير!!
الدبيبة في أديس أبابا على رأس وفد وزاري
الدبيبة في أديس أبابا على رأس وفد وزاري
حفتر يبحث «مجمل أوضاع الجنوب» مع حماد وعمداء بلديات الواحات
حفتر يبحث «مجمل أوضاع الجنوب» مع حماد وعمداء بلديات الواحات
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم