قال قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، إن الوضع في منطقة الساحل الأفريقي تأثر بأحداث الأزمة الليبية، وعواقب التدخل الأجنبي بهذا البلد مشيرا إلى تسببه في انفجار حقيقي، وتفاقم حالة عدم الاستقرار في أفريقيا ومنطقة الساحل.

جاءت تصريحات شنقريحة في جلسة بعنوان «التعاون العسكري والعسكري التقني في أفريقيا والشرق الأوسط كعامل رئيسي في تعزيز الأمن الإقليمي»، ضمن فعاليات مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي، الذي اختتمت أشغاله الخميس.

واعتبر نائب وزير الدفاع الجزائري أن التدخل الأجنبي في ليبيا أدى إلى تدهور الوضع الأمني في منطقة الساحل الأفريقي، مضيفا «لقد أصبح انتشار الأسلحة والمخدرات وظهور الجماعات المسلحة غير الحكومية من العوامل الخطيرة التي ساهمت في تفاقم الوضع، وبذلك أصبحت منطقة الساحل منطقة تتصاعد فيها بؤر التوتر أكثر فأكثر».

مبادرات جزائرية للتسوية في ليبيا
وقال شنقريحة الذي يزور روسيا للمرة الثانية في اقل من سنة أن «الجزائر جارة لليبيا، تتابع عن كثب الأحداث التي تجري هناك وغالبا ما تأتي بمبادرات تهدف إلى تحقيق تسوية سياسية للأزمة الليبية».

وفي بيان آخر لوزارة الدفاع الجزائرية بمناسبة زيارته موسكو ولقائه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال شنقريحة أن بلاده تسعى للعب دور محوري في منطقة المتوسط وأفريقيا، وضمان تفوقها العسكري بالنظر إلى التهديدات والأزمات القائمة في شمال أفريقيا والساحل، على غرار التطورات في ليبيا ومالي.وشارك قائد أركان الجيش الجزائري في روسيا، خلال زيارة رسمية بدعوة من شويغو في فعاليات الندوة التاسعة للأمن الدولي.

اقرأ أيضا: الجزائر تستكمل مشروع الربط الكهربائي مع ليبيا خلال 3 سنوات

وتتقاطع مواقف شنقريحة مع كلمة وزير الخارجية الجزائري صبري بوقدوم خلال مؤتمر برلين الثاني المنددة بالانتهاكات المستمرة لحظر الأسلحة في ليبيا والتأخر المستمر في سحب القوات الأجنبية والجماعات المسلحة والمرتزقة. موضحا أن الجزائر «كجار مباشر لليبيا تتأثر بشكل فوري، أكثر من أي طرف آخر، بالأحداث الجارية في محيط حدودها» وهو الأمر الذي تعتبره الجزائر تهديدا لأمنها.

وبتساؤل أبدى الوزير الجزائري صعوبة في فهم «لماذا ولأي غرض لم يتوقف تدفق الأسلحة إلى الأطراف الليبية، وهذا بالرغم من عديد القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي التي نص عليها الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وكذلك الالتزامات الواضحة التي تم التعهد بها في مؤتمر برلين». محذرا من تسبب ذلك في تقويض مصداقية الأمم المتحدة.