أكدت جريدة «كوميرسانت» الروسية، استعصاء مسألة إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، مستبعدة قبول خطة فعلية لسحبهم لكنها توقعت المضي في إجراء انتخابات بنهاية العام الجاري بسبب الضغط الدولي.

وسلطت الصحيفة الضوء على مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا، اليوم الأربعاء، الذي أوضحت أن هدفه التحضير للانتخابات العامة ومراجعة عملية المصالحة التي انطلقت في أكتوبر الماضي. أما القضية الأكثر إثارة للجدل والتي لم يتم حلها حتى الآن هي انسحاب المرتزقة الأجانب من ليبيا. حيث يتحدث جميع أطراف النزاع والوسطاء عن ذلك، لكن الوضع لا يتغير كما نقل موقع قناة «ار تي» الروسية عن الجريدة.

واقتضى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر انسحاب جميع القوات العسكرية الأجنبية بحلول 23 من يناير. لكن منذ ذلك الحين، لم يتغير الوضع بشكل كبير. فهناك في ليبيا، بموجب اتفاق مع حكومة الوفاق الوطني، عسكريون أتراك وسوريون جلبتهم أنقرة، بالإضافة إلى مرتزقة من تشاد والسودان وسوريين أيضا وقوات «فاغنر» إلى جانب الجيش الوطني الليبي.

وأشارت إلى أنه في الوقت نفسه فإن أنقرة، مستندة إلى الاتفاقات الرسمية مع السلطات السابقة في طرابلس، ولن تغادر البلاد، بل هي تطالب برحيل المرتزقة الداعمين للجيش الوطني الليبي. وباقي الأطراف، من حيث المبدأ، لا تعترف بوجودها في ليبيا، وتصر في الوقت نفسه على انسحاب الأتراك.

- «رويترز»: تقرير أممي يكشف تعزيز روسيا دعمها اللوجستي لـ«فاغنر» في ليبيا
- «أفريكوم» ترصد قوات ومعدات «فاغنر» في الخطوط الأمامية بسرت
- سباق المرتزقة بين تركيا وروسيا: «سادات» مقابل «فاغنر» في ليبيا

ونتيجة لذلك، فقد وجدت السلطات الليبية الجديدة، التي تتمثل مهمتها في التوفيق بين المواقف المختلفة، نفسها في وضع صعب. ففي أبريل، ألمحت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش إلى أن طرابلس تتفاوض مع أنقرة بشأن سحب قواتها من البلاد، لكن كلامها لم يلق دعما.

وفي الصدد، قال الباحث في الشؤون الليبية في معهد كلينجيندايل الهولندي للعلاقات الدولية، جلال حرشاوي، لـ«كوميرسانت» أنه «من المستبعد قبول أو حتى اقتراح أي خطة واقعية لانسحاب فعلي للمقاتلين الأجانب».

ويرى حرشاوي أن من المهم عقد المؤتمر في برلين. وأضاف «أعتقد أن الانتخابات يمكن أن تجري هذا العام، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الضغط الذي يمارسه المجتمع الدولي على الليبيين».