يصادف اليوم الحادي عشر من شهر يونيو، الذكرى 51 لجلاء القواعد الأميركية من الأراضي الليبية، وأهمها قاعدة «هويلس» الجوية القريبة من العاصمة طرابلس، والمعروفة باسم قاعدة «الملاحة» ثم «عقبة بن نافع» قبل أن يطلق عليها اسم «امعيتيقة»، نسبة لفتاة قضت نحبها إثر سقوط طائرة عسكرية أميركية على منزل عائلتها المجاور للقاعدة.
وتمركزت القوات الجوية الأميركية في القاعدة رسميا بموجب اتفاقية وقعتها حكومة الولايات المتحدة في 9 سبتمبر 1954، بعد مفاوضات بدأت في السنة الأولى من الاستقلال، ممثلة في سفيرها لدى ليبيا أندرو جي لنش، مع حكومة محمود المنتصر، وهي أول حكومة ليبية بعيد إعلان استقلال البلاد، مقابل معونة مالية لصالح المملكة الليبية الوليدة، ثم صادق عليها البرلمان في 30 أكتوبر 1954.
وأثارت الاتفاقية في وقت لاحق، كثيرا من الجدل بين الحكومة ومجلس النواب الليبي، جراء عمليات التوسع التي قامت بها القوات الجوية الأميركية على حساب بعض أراضي مواطنين مجاورة للقاعدة، ثم أصبح إجلاء هذه القاعدة وغيرها مطلبا سياسيا ينادي بتصفية القواعد الأجنبية من قبل عدد من النواب الليبيين.
وفي العام 1966، وأمام الضغط الشعبي المتزايد الرافض لوجود القواعد الأجنبية في ليبيا، قاد وزير الخارجية الليبي آنذاك، حسين مازق، مفاوضات مع الجانبين البريطاني والأميركي بشأن جلاء قواعدهما من ليبيا، لكن المفاوضات لم تستمر.
وفي العام 1970، وعقب إطاحة النظام الملكي، دخل النظام الجديد في مفاوضات مع الطرف الأميركي بشأن إنهاء معاهدة الوجود الأميركي في هذه القاعدة وما تبعها على الأرض الليبية، أسفرت عن موافقة الجانب الأميركي على الانسحاب من القاعدة، وتسليمها إلى الحكومة الليبية، وجرى تنفيذ ذلك في 11 يونيو 1970، اليوم الذي صار يعرف بذكرى جلاء القواعد الأميركية من الأراضي الليبية.
تعليقات