أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط رفع حالة القوة القاهرة عن ميناء الحريقة، موجهة الشركات المشغلة بمباشرة الإنتاج ثم التصدير.

جاء ذلك عقب عقد رئيس مجلس إدارة المؤسسة مصطفى صنع الله، اجتماعا طارئا، اليوم الإثنين، مع رؤساء شركات الخليج العربي للنفط وسرت ورأس لانوف، في مقر شركة الخليج بمدينة بنغازي؛ لمناقشة التحديات أمام تلك الشركات، وقد ترأس الاجتماع وكيل وزارة النفط والغاز رفعت العبار، حسب بيان المؤسسة على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

واتفق المجتمعون على تولي المؤسسة إصدار بيان محدث يتناول الالتزامات المتراكمة على شركات قطاع النفط، وجدولتها تمهيدا إلى سداد المستحق منها، وذلك خلال شهرين منذ اليوم، على أن تعطى الأولوية للشركات الوطنية.

وأوضح البيان أن المؤسسة ستكلف شركة مختصة «ذات سمعة طيبة وتصنيف ائتماني عال» لتقييم المرافق في القطاع من تسهيلات سطحية وآبار وخزانات؛ لوضع خطط للمحافظة على سلامة كل الأصول المملوكة للدولة وصيانتها، على أن يتم التقييم بطريقة النمط السريع.

واتفق صنع الله والعبار على العمل معا بهدف تحقيق مستهدفات القطاع، والرفع من القدرة الإنتاجية، ووضع مصلحة القطاع فوق الاعتبارات الأخرى بالاستمرار بتبني نفس المنهجية في إدارة القطاع، «القائمة على الحيادية و التمسك بالدور الفني غير السياسي لمصلحة جميع الليبيين».

صنع الله: نسير الآن في الطريق الصحيح
وجاء الاجتماع بناء على تعليمات رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة بشأن اتخاذ التدابير اللازمة لرفع حالة القوة القاهرة واستئناف الإنتاج.

ورحب صنع الله بـ«العبار»، قائلا: «بلا شك، وجود شباب في مناصب قيادية يحدث الفارق ويضيف الكثير، ولا أخفي عليكم فقد لامست فيه الجدية وروح المبادرة، والحرص على دعم المؤسسة والمحافظة على استمرار الإنتاج، ومتفائل أكثر من أي وقت مضى من أننا نسير الآن في الطريق الصحيح».

بدوره، أعرب العبار عن تقديره لعقد هذا اللقاء، قائلا: «سنعمل معا بروح الفريق الواحد فالمواطن الليبي يستحق منا الكثير»، وتابع: «يجب أن أكون صريحا معكم، فلطالما كانت العلاقة بين وزارة النفط والمؤسسة الوطنية للنفط بها تجاذبات، لكن في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ ليبيا المعاصر ليس أمامنا سوى التعاضد والتكامل، وعن نفسي فإنني أثني وأثمن عاليا جهود رئيس وأعضاء مجلس الإدارة الذين عملوا في ظروف حرجة وقاسية ولم يألوا جهدا في سبيل المحافظة على حيادية هذا القطاع، وسأبذل قصارى جهدي للسيطرة على كل التحديات، وتوفير التمويل اللازم في مواعيده فلا فرصة لمزيد من إضاعة الوقت».

وثمن صنع الله الاستجابة السريعة من قبل رئيس حكومة الوحدة، بإصداره قرار مجلس الوزراء رقم 49، بتخصيص مليار دينار واعتباره جزءا من ميزانية مؤسسة النفط، موضحا أن استجابة الحكومة «بمثابة إعادة الروح لهذه الشركات، وأعطيت التعليمات بالفعل إليها بسداد الالتزامات، ومعالجة المشكلات الفنية وإعادة الإنتاج بشكل تدريجي».

وتناول الحضور في جلسة مطولة حالة التعثر المالي التي تعاني منها الشركات الوطنية، من خلال استعراض للالتزامات المتراكمة التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، والتي خلقت حالة من التعسر المالي «تعذر معها الاستمرار في تشغيل جميع المرافق والآبار والتسهيلات السطحية بشكل آمن»، وفق البيان.