جدد رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، اليوم الخميس، التأكيد على ضرورة «تسوية سلمية للصراع المستمر في ليبيا منذ سنوات على أساس إشراك جميع القوى السياسية البناءة المهتمة بتعزيز الدولة الليبية»، مشيرًا إلى أن «الهدف الرئيسي الأن هو وضع حد الآن للأعمال العدائية واستقرار الوضع الأمني».

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة في موسكو، قال ميشوستين مخاطبًا الدبيبة «لدينا اهتمام كبير بتطوير التفاعل البناء مع حكومة الوحدة الوطنية التي تترأسها الآن، ونحن مستعدون للعمل النشط على مستوى الوزارات والهيئات ذات الصلة».

وتبدي روسيا اهتمامًا بالعملية السياسية في ليبيا بمشاركة جميع القوى السياسية الرئيسية في البلاد، وهذا الأسبوع جددت موسكو تمسكها الثابت بحل المشكلات التي تواجهها ليبيا «عبر بناء حوار ليبي شامل بمشاركة جميع القوى السياسية الرئيسية في البلاد»، وذلك خلال مباحثات نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، مع يان كوبيش، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، حول سير التسوية الليبية.

ووصل الدبيبة في وقت مبكر الخميس إلى العاصمة الروسية موسكو رفقة وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش ووزير النفط والغاز محمد عون، أجرى، بعد ظهر اليوم، مباحثات مع رئيس وزراء روسيا الاتحادية ميخائيل ميشوستين، وقال المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، إن رئيس الوزراء أكد خلال لقائه مع ميشوستين «ضرورة خروج جميع المرتزقة من الأراضي الليبية وطلب من الجانب الروسي الضغط على شركة فاغنر في هذا الأمر».

ضمانات للمستثمرين في ليبيا
وفي الشأن الاقتصادي قال المسؤول الروسي خلال المؤتمر الصحفي «لسوء الحظ، تراجعت ديناميكية تعاوننا التجاري والاقتصادي مع ليبيا خلال الوباء. وتبلغ حاليًّا نحو 120 مليون دولار. نحن على استعداد للقيام بكل ما هو ضروري معًا لتهيئة الظروف المواتية لعودة الأعمال الروسية إلى ليبيا»، مشيرًا إلى «فرص جيدة في مجالات الطاقة والصناعة والبنية التحتية للنقل والمجمع الزراعي الصناعي. نحن مستعدون لتقديم حلولنا بشأن الخدمات الرقمية لأصدقائنا الليبيين».

اقرأ أيضا: الدبيبة يطلب من روسيا الضغط على «مجموعة فاغنر» للخروج من ليبيا

وفيما يتعلق بالاستثمار، رأي ميخائيل ميشوستين «أهمية اتخاذ قرارات فعالة تضمن الحقوق المناسبة لأولئك الذين يستثمرون في الاقتصاد الليبي خلال الفترة التي يتم فيها تشكيل هيئات حكومية جديدة»، وأوضح أن «ضمانات الاستثمار مهمة للغاية اليوم لعودة الشركات الروسية والأجنبية الأخرى إلى ليبيا».

وقال إن «لجنتنا الحكومية المشتركة للتعاون العلمي والتقني والتجاري والاقتصادي يجب أن تتعامل مع كل هذه القضايا. أصبح وزير الطاقة نيكولاي شولجينوف مؤخرًا رئيسًا للجنة. إنه محترف رائع ، رجل متمرس. نحن نتطلع إلى قراركم بشأن الرئيس الليبي المشارك في اللجنة». وواصل قائلًا: «نحن على استعداد لمواصلة تعاوننا ومساعدتنا في مواجهة عدوى فيروس كورونا والرعاية الصحية بشكل عام.».

الدبيبة: روسيا وتعزيز الاستقرار
من جهته، قال الدبيبة «مقتنعون بأن روسيا في وضع جيد لمواصلة تعزيز السلام في ليبيا»، وأضاف: «نأمل أن يواصل بلدكم الالتزام بهذه المبادئ خلال جهودنا الإضافية لتعزيز التعاون في مختلف المجالات».

وأردف رئيس حكومة الوحدة الوطنية - موجها حديثه إلى رئيس الوزراء الروسي - : «انطلاقًا من الموقف الفعال والقوي الذي تحتله دولتك، وتأثيرها الكبير على القوى الإقليمية والدولية، نعتقد أنه قد يساعد في تعزيز الاستقرار لمصالح الشعب الليبي، وكذلك يساعدنا على ضمان السيادة والسلامة الإقليمية وأمن بلدنا».