أكدت ليبيا وتركيا عزمهما على مواصلة جهودهما لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات «الدفاع والصحة والسياحة والتعليم والثقافة والإعلام والاستثمارات المتبادلة والبلديات والتمويل». كما اتفقتا على ضرورة عقد مؤتمر إقليمي لضمان الحوار والتعاون في شرق البحر الأبيض المتوسط.

جاء ذلك في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، مساء اليوم الاثنين، في ختام الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى الليبي التركي الذي عقد في أنقرة برئاسة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة والرئيس التركي رجب طيب إردوغان بحضور عدد من الوزراء المختصين من الجانبين.

وأوضح البيان أن مجلس التعاون الاستراتيجي الليبي التركي يهدف إلى «تحسين العلاقة القائمة على الصداقة والأخوة الراسخة على أساس المنفعة المتبادلة والاحترام والمساواة وتعميق وتنويع التعاون بين البلدين».

المشاكل في ليبيا يمكن حلها من خلال الأساليب السياسية
وأكد المشاركون في الاجتماع على أهمية حماية سيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها السياسية في جميع أنحاء البلاد في الشرق والغرب والجنوب، وأن «المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية هما السلطة التنفيذية الشرعية الوحيدة لليبيا، والتي تم تحديدها من خلال الانتخابات التي أجريت في اجتماع منتدى الحوار السياسي الليبي».

- تركيا وليبيا تجددان تمسكهما باتفاق ترسيم الحدود البحرية
- إردوغان: مستعدون لدعم ليبيا في مجال إعادة الإعمار

كما أكد الاجتماع أن المشاكل في ليبيا «يمكن حلها من خلال الأساليب السياسية التي تقودها ليبيا والمملوكة في إطار الاتفاق السياسي الليبي الموقع 2015 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، واستنتاجات مؤتمر برلين وخريطة طريق منتدى الحوار الليبي، بالإضافة إلى أهمية إسهام تركيا لضمان وقف دائم ومستدام لإطلاق النار».

اتفاقية الحدود البحرية تحمل أهمية للمصالح المشتركة لليبيا وتركيا
وجرى خلال الاجتماع، تسليط الضوء على أن مذكرة التفاهم بشأن الصلاحيات البحرية الموقعة بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني السابقة في نوفمبر 2019، مؤكدين أنها «تحمل أهمية للمصالح المشتركة لكلا البلدين والاستقرار والتعاون الإقليميين، وصحة المبادئ الواردة بها، والتعبير عن الإرادة للمضي قدماً في تأطيرها».

ودعت ليبيا وتركيا إلى «ضرورة عقد مؤتمر إقليمي لكل الأطراف يدعم الحوار والتعاون في شرق البحر الأبيض المتوسط ينتهي لضمان حقوق الجميع»، مشيرين إلى رغبتهما «في تعزيز التعاون للإصلاح الأمني وبناء القدرات وفق الحاجة وبناءً على طلب حكومة الليبية».

وشدد الجانبين على «إدانة الإرهاب بغض النظر عن دوافعه وبجميع أشكاله ومظاهره»، مؤكدين على أهمية العمل «بتضامن كامل» في مكافحة الجماعات الإرهابية والمنظمات الإجرامية التي تشكل تهديدًا لكلا البلدين.

كما أكد الجانبين على مواصلة تعزيز تعاونهم الثنائي والإقليمي والدولي «ضد التطرف العنيف، وجميع أشكال ومظاهر الانفصال، والجرائم المنظمة العابرة للحدود، وتهريب المخدرات، والاتجار بالبشر، وغسل الأموال، والجرائم ضد التراث الثقافي والتاريخي، والجرائم الإلكترونية، وحملات التضليل، وتهريب المهاجرين والتهديدات الأمنية العابرة للحدود».

واتفق الجانبان، على التعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والاتجار بالمهاجرين، و«تقاسم الخبرات في مجال الهجرة غير الشرعية»، و«زيادة حجم التجارة الثنائية إلى 5 مليارات دولار أمريكي بطريقة متوازنة».

ليبيا وتركيا تتفقان على استئناف المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة
وبشأن التعاون الاقتصادي بين ليبيا وتركيا، نوه البيان إلى أن الاجتماع المقبل للجنة الاقتصادية الليبية التركية المشتركة «سيعقد في أقرب وقت، مع استئناف المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة، بالإضافة إلى الدور المحتمل للمقاولين الأتراك والقطاع الخاص في عملية إعادة الإعمار في ليبيا والتأكيد على الالتزام بمعالجة القضايا العالقة للشركات التركية، وفقاً  للعقود الصحيحة لهذه الشركات وفي إطار التشريعات السارية بالبلدين وبما يضمن مصالح طرفي التعاقد». مشددين على أهمية تحسين وتعميق التعاون في مجال الطاقة من أجل المنفعة المتبادلة لكلا البلدين، والتعبير عن استعدادهم لبدء العمل في هذا الشأن».

وعن استئناف الخطوط الجوية رحلاتها إلى ليبيا، أكد البيان أن الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي الليبي التركي جرى خلاله بحث «آلية التوصل إلى تفاهم بشأن إجراء الفحص الميداني المطلوب للخطوط الجوية التركية لاستئناف رحلاتها إلى ليبيا».

الاتفاق على تنظيم برنامج تدريبي للدبلوماسيين بين ليبيا وتركيا
وأقر الجانبان خلال الاجتماع، تنظيم برنامج تدريبي للدبلوماسيين الليبيين في المرحلة الأولى، وفقا لمذكرة التفاهم بين الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية التركية ومعهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي في ليبيا الموقعة في 14 مارس 2012. كما تم الاتفاق على إجراء مباحثات سياسية بين وزارات الخارجية بصورة دورية وبمستوى يحدده الوزراء المعنيون عن طريق القنوات الدبلوماسية.

كما اتفق البلدين على الالتزام بتعزيز التنسيق بين مؤسساتهم الصحية في مكافحة الأوبئة، في المقام الأول ضد جائحة فيروس كورونا. إضافة إلى الموافقة على العمل بوحدة في قضايا الأمن العالمي والإقليمي والوطني، امتثالا لمصالحهم الوطنية والشواغل الأمنية. وعبرا عن ثقتهما في أن العمل المنتظم للجنة سيعزز العلاقات الاستراتيجية والأخوية بين البلدين وسيسهم في تعزيز الروابط التاريخية بين شعبيهما. كما اتفقتا الجانبان على متابعة نتائج الاجتماع الأول للجنة عن كثب، وعقد الاجتماع التالي في ليبيا.