قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة إنه يعتزم إعادة فتح الباب قريبا للمستثمرين والشركات الإيطالية، معقبا: «أود منهم أن يعتبروا ليبيا بيتهم وليس مجرد استثمار»، وأشار إلى «التفاوض مع مجموعات (إيطالية) كبيرة، على غرار ساليني إيمبريليو، التي يجري التفاوض معها على عقد بأكثر من مليار دولار».

وأكمل: «سنبحث مع (رئيس الوزراء الإيطالي ماريو) دراغي مسألة تسهيل عمل الشركات الإيطالية المهمة التي نرغب في التعامل معها»، مضيفا: «أود من الشركات أن يعتبروا ليبيا وطنهم، وليس مجرد» مكان للمشروعات، حسب مقابلة مع جريدة «كورييري ديلا سيرا» اليوم الثلاثاء، نقلتها وكالة الأنباء الإيطالية «آكي».

و«ساليني إيمبريليو» هي مجموعة صناعية إيطالية متخصصة في أعمال الإنشاءات، تأسست في العام 1959، وهي ثالث مقاول عام في إيطاليا، وتصنف الأولى في مجال إنشاء محطات الطاقة الكهرومائية.

وأبدى أمله في رؤية العديد من الشركات الإيطالية الصغيرة تعود إلى ليبيا، مصّرا على «الحاجة الملحة لتعزيز صناعة الطاقة والبنية التحتية الوطنية لدى» البلاد، وأردف: «فبالإضافة إلى المشاكل الهائلة مع شبكة الكهرباء، فإن الرعاية الصحية محطمَّة، بالإضافة إلى وضع الطرق، وكثير من الأمور الأخرى».

توقع بزيادة التبادل التجاري بين البلدين إلى 16 مليارا
وتوقع الدبيبة أن يصل حجم التبادل الإيطالي ـ الليبي السنوي قريبا إلى «أكثر من 16 مليارا»، داعيا شركة الخطوط الجوية الإيطالية إلى إعادة فتح رحلاتها من ليبيا قريبا، وعقب: «كذلك ينبغي أن تحلق طائراتنا إلى روما وميلانو».

أما بشأن عملاق الطاقة الإيطالي «إيني»، فقال إنها «شريك رئيسي في مجال النفط والغاز»، لافتا إلى مشاركة فنيين من الشركة في استكشاف آبار جديدة في إقليم برقة، كما أشار إلى استثمارات «إيني» في مجالات البيئة وتحسين المستشفيات في ليبيا.

العلاقات مع مصر وتركيا
وأضاف الدبيبة أن الأمر متاح لأي شخص يساعد في إعادة البناء دون تمييز، وستظل إيطاليا «بيدقا مركزيا»، في هذا الإطار.

وتحدث عن تركيا قائلا إنها «شريك مهم للغاية لاقتصادنا واستقرارنا»، وكذلك مصر التي «تعدّ مركزية» بالنسبة لمستقبل ليبيا.

التعاون في ملف الهجرة
وبشأن ملف الهجرة، أشار الدبيبة إلى أن المسؤولية مشتركة، قائلا: «الحل لا يأتي إلا من خلال التعاون بيننا وبين أوروبا».

وتابع: «الليبيون هم من بين الضحايا الأوائل للمهاجرين غير الشرعيين، ونحن لا نختلف عن إيطاليا أو اليونان أو فرنسا أو تركيا أو البلدان الأخرى المتأثرة بالظاهرة، لذا يجب أن تجلس أوروبا معنا على الطاولة، لحماية حدودنا، بل وتخفيف معاناة الهاربين من الجوع والحروب والفقر أيضًا».

وأشار إلى أن الحديث هنا عن «مشكلة إنسانية وليست جيوسياسية أو أمنية»، داعيا إلى «مساعدة البلدان التي يفر منها الناس».

إنجاز 80% من ملف توحيد المؤسسات
وأكد الدبيبة أنه يمكن «توحيد» ليبيا من جديد، مضيفا: «عملية تغيير السلطة منذ العام 2011 كانت صعبة ودموية للغاية، ومنذ ذلك الحين، فكرت كل منطقة من مناطقنا وقبائلنا ومدننا في مصالحها الخاصة فقط، وأدى غياب الدولة المركزية إلى تفضيل القبلية، وانتهى بنا الأمر إلى وجود ثلاث حكومات متوازية، وبرلمانين، ومصرفين مركزيين، والعديد من وكالات النفط الصغيرة» والانقسام أيضا في المؤسسات.

وأوضح أنه جرى إنجاز 80% من ملف توحيد المؤسسات في أقل من شهر، والتي تشمل «وزارات الحكومة المختلفة والبرلمان والمصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط».

إنشاء جيش موحد وحل الميليشيات
وأكمل: «يبقى السؤال الكبير المتمثل في إنشاء جيش وطني واحد»، متابعا: «مسألة اتحاد الجيش تناقش خلال محادثات بوساطة الأمم المتحدة في جنيف، التي سمحت بوقف إطلاق النار، ويجب حل الميليشيات بشكل شامل، ودمجها في قواتنا الأمنية أو الشرطة أو هياكل الدولة المدنية، وعلى الوزارات والشركات العامة استيعاب رجال الميليشيات الراغبين في ترك بنادقهم في منازلهم».

بنغازي مدينة مهمة للغاية تمر بفترة صعبة
وأشار إلى مرور بنغازي «بفترة صعبة»، مؤكدا أنها «مدينة مهمة للغاية»، واستطرد: «وزير داخليتي (خالد مازن) كان هناك منذ يومين، والآن الشرطة المحلية تعتمد علينا، ووزيرة خارجيتنا نجلاء المنقوش تزورها هي الأخرى، وأنا شخصيا أصررت على أن تكون امرأة لتعزيز مجتمعنا المدني والتحدث إلى العالم، وفخور بها بشكل خاص».

وأعرب عن أمله أن يعاد فتح قنصلية إيطاليا في بنغازي خلال ثلاثة أشهر، مؤكدا أن «الأمن العام في البلاد اليوم أفضل مما كان عليه قبل خمسة أشهر».