صدر، اليوم الخميس، العدد 274 من جريدة «الوسط»، بعد يوم واحد من احتفال الليبيين بالعشرية الأولى لثورة 17 فبراير مع دخول البلاد مرحلة انتقالية يعهد بقيادتها إلى حكومة جديدة، جاءت نتاج ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي انتهى في جنيف قبل أسبوعين.

وتتكون السلطة التنفيذية الجديدة من مجلس رئاسي جديد (رئيس+نائبين) ورئيس للحكومة، الذي بدأ وفق ما نقل عنه إجراء مشاورات لتشكيل فريق وزاري يلفه الكثير من الغموض لم يفصح عن تركيبته أمام مطبات المحاصصة القبلية والجهوية التي ينتظر أن تلقي بظلها على عملية اختياره، مع التساؤل ما إذا ستكون الحكومة الجديدة ضيقة أم موسعة؟.

اضغط هنا للإطلاع على العدد 274 من جريدة «الوسط»
في السياق نفسه، بدأ المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا يان كوبيش الإثنين والثلاثاء أول زيارة له لليبيا، حيث باشر لقاءاته بالأطراف المحلية، كان محورها مناقشة «صعوبات تشكيل الحكومة ومنحها الثقة وضمان انتقال سلس إلى السلطة التنفيذية الموحدة وضرورة المضي قدماً في التنفيذ الكامل لخارطة الطريق». تفاصيل أوفى تجدونها على صفحات الجريدة.

تحذير من المحاصصة
وفي حوار تنشره جريدة «الوسط» في عددها الجديد، اعتبر وزير العدل خلال فترة المجلس الوطني الانتقالي، محمد العلاقي، أن أخطر ما يواجه ليبيا مع احتفالها بالذكرى العاشرة لثورة 17 فبراير 2011 هو محاولة ترسيخ «المحاصصة» كمبدأ لتعيين أو اختيار المسؤولين في المناصب المختلفة، مشدداً على خطورة هذه الفكرة على المناصب القضائية بشكل خاص. وحذر العلاقي، الذي شغل منصب نقيب المحامين الليبيين سابقاً، في الحوار، من احتمال أن تسود الفوضى عملية الانتخابات العامة المقبلة، المقررة في 24 ديسمبر من العام الجاري، وذلك حال إجرائها دون سند دستوري أو قانوني واضح، مشيراً إلى أن الثورة أخفقت في تحقيق أهدافها حتى الآن نتيجة فشل الساسة، ولا سيما في مجلسي النواب والأعلى للدولة.

استطلاع «الوسط»
وبالتزامن مع الذكرى العاشرة لثورة فبراير، أجرت الجريدة استطلاعا موسعا، حول ما آلت إليه الثورة، ومستقبل الأوضاع الراهنة، شارك فيه كتاب وباحثون ونشطاء. ومن سؤال الثورة إلى أسئلة السلطة الموقتة، والطريق إلى الانتخابات المقبلة، جاءت آراء المشاركين متنوعة، على اختلاف مشاربهم، بالتزامن مع احتفالات الليبيين لمناسبة إطاحة نظام معمر القذافي.

حوار وليامز
في هذا السياق، تحدثت «واشنطن بوست» مؤخراً مع ستيفاني وليامز، الدبلوماسية الأميركية السابقة التي قادت الجهود بصفتها الممثلة الخاصة بالإنابة للأمم المتحدة في ليبيا، في أعقاب تنحيها عن منصبها. وقالت وليامز في الحوار الذي ننشره في العدد الجديد من جريدة «الوسط»، إن الليبيين مرهقون، ويريدون بطريقة ما استعادة سيادتهم، التي تم تقطيعها وانتهاكها بالكامل. يريدون توحيد مؤسساتهم ويريدون حقاً الانتخابات. جميع استطلاعات الرأي متسقة فيما يتعلق بالانتخابات - 70 إلى أكثر من 80 بالمئة يريدون الانتخابات. إذن هذا ما وصل إليه البلد. أعتقد أن هناك فرصة الآن، إذا كان المجتمع الدولي موجوداً لدعمهم، فيمكنهم المضي قدماً، على حد تعبيرها.

اضغط هنا للإطلاع على العدد 274 من جريدة «الوسط»
اقتصاديا، نتعرف على ملامح سنوات ما بعد الثورة، وفق تقرير يرصد انهيار وتراجع الاقتصاد الليبي خلال السنوات العشر التي تلت ثورة 17 فبراير 2011، وهي الفترة التي شهدت تذبذبا في معدلات إنتاج النفط، ولم يتمكن خلالها الاقتصاد الوطني من الوصول إلى معدلات نمو مقبولة. وانهار الاقتصاد الليبي في أعقاب الثورة التى أدت إلى إطاحة نظام معمر القذافي، لكن مع استمرار الحرب في البلاد، فقد تراجع كل النشاط الاقتصادي خاصة إنتاج النفط، بينما لم يصل الاقتصاد إلى ما كان عليه الوضع قبل الثورة. وبعد 10 سنوات، تركت الثورة الليبيين يواجهون تراجع سعر صرف الدينار وزيادة أسعار السلع، مع أزمة في التيار الكهربائي والوقود، فضلا عن توقف كثير من مشروعات البنية التحتية، التي كانت تشارك في تنفيذها دول أجنبية، حسب وكالة «فرانس برس». تفاصيل أوفى تجدونها على صفحات «الوسط».