بعث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس الجمعة رسالة إلى مجلس الأمن الدولي لتعيين الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف مبعوثاً أممياً خاصاً إلى ليبيا، وذلك بعد ما قاربت 9 اشهر على تعثر التوافق على خليفة للمستقيل غسان سلامة.

وتوصل مجلس الأمن في سبتمبر الماضي، الى قرار يقضي بفصل مهمة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وتعيين ممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ العملية السياسية والمفاوضات الدولية، ومنسق منفصل للقيام بالأنشطة اليومية لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وبينما يرتقب ان يعود المنصب الاول الى ملادينوف يتوقع تعيين شخصية من أفريقيا لمنصب منسق لاحقا.

هل هو الرجل المناسب ؟
فهل سيكون الدبلوماسي البلغاري الرجل المناسب لقيادة ليبيا على طريق المصالحة والسلام الدائم؟ وانتهى الامر بالدبلوماسي البالغ من العمر 48 عامًا وهو أب لطفلين إلى بناء إجماع داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على تعيينه بعد ما يقرب من تسعة أشهر من رحيل غسان سلامة. إذ لا يبدو الآن أن هناك ما يعارض تعيينه مبعوثًا للأمم المتحدة إلى ليبيا.

وشارك نيكولاي ملادينوف في شؤون الحكم وهو صديق مقرب لرئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف وعضو في حزبه اليميني، وتولى ملادينوف منصب وزير الدفاع في بلغاريا من يوليو 2009 إلى يناير 2010، بعدها حمل حقيبة وزارة الخارجية في الفترة من فبراير 2010 إلى مارس 2013. كما شغل عضوية البرلمان البلغاري بين عامي 2001 و2005، وعضوية البرلمان الأوروبي بين عامي 2007 و2009، وكان ضمن الوفد الأوروبي إلى كل من العراق وأفغانستان وإسرائيل.والى جانب ذلك شغل العديد من المناصب في قطاعات أخرى منها البنك الدولي.

أما في 2 أغسطس 2013 عين ملادينوف ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة بالعراق ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي). وفي 5 فبراير 2015 عين الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون ملادينوف منسقا خاصا لعملية السلام في الشرق الأوسط، وخلف في المنصب روبرت سيري.ويكون المرشح الدولي للمنصب على وشك ترك منصبه كمنسق خاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط حيث يقول متابعون أن التوافق على اسمه جاء نتيجة لتمكنه من تجنيب حدوث حرب جديدة بين إسرائيل وغزة.

وأكثر من مرة كان يخشى أن يكون «على بعد يومين أو ثلاثة أيام من حرب أخرى» ، كما صرح لقناة «فرانس 24» في ديسمبر 2019. في حين «لم تعد مهمته محاولة إعادة إطلاق عملية السلام التي دفنت بين الإسرائيليين والفلسطينيين». فقد اعترف في مؤتمر «جيروزاليم بوست« السنوي في سبتمبر الماضي أن الأمر اقتصر على «منع اندلاع أعمال عدائية جديدة» ، على الرغم من ازدهار المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى.

مهمة شاقة في ليبيا
وبالنسبة لمهمته في ليبيا سيكون أمام نيكولاي ملادينوف مهمة شاقة لدفع عملية السلام بعد نشاط الثنائي اللبناني غسان سلامة والأميركية ستيفاني ويليامز التي تعمل منذ الربيع الماضي على الملف. الأخيرة التي تم التمديد لمهمتها المؤقتة عدة مرات ويمكن أن يستمر عملها حتى تكمل المرحلة الأولى الحاسمة من المصالحة بين طرفي الصراع الليبي. فقد التقى نحو 75 ممثلا عن الطرفين تحت رعاية الامم المتحدة في تونس في الفترة من 9 إلى 15 نوفمبر .ومن المقرر استئناف المشاورات في غضون ايام في محاولة لتشكيل مجلس رئاسي وحكومة موحدة للبلاد.

ويثير مراقبون تساؤلات إن كان المبعوث الجديد سيستعيد النجاحات التي حققها السابقون أم أنه سيتعين عليه رسم عملية تسوية جديدة في حال فشل المفاوضات الجارية ؟ إذ سيساعده لأول مرة منسق يومي في بعثة الأمم المتحدة الى ليبيا ، وهو منصب ينبغي أن يُعهد به إلى شخصية أفريقية.