قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الوضع في ليبيا لا يقلق روسيا وتركيا فقط، واللتين تعملان على صياغة اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في ليبيا، بل إنه «صداع» كبير لكثير من اللاعبين الدوليين.
وتابع لافروف، في مقابلة مع مكتب قناة العربية اليوم، «على مدى السنوات الخمس الماضية، بذلت العديد من الدول الأوروبية ودول المنطقة، العديد من الجهود لإنهاء الحرب والتغلب على العواقب الوخيمة الناجمة عن الإجراءات العدوانية لحلف شمال الأطلسي، متجاوزة قرار مجلس الأمن الدولي في العام 2011».
وشدد على ضرورة استعادة الدولة الليبية «التي دمرها هذا العدوان»، مضيفا أن روسيا وتركيا من بين أولئك الذين يريدون المساهمة في ذلك، موضحا أن روسيا أقامت منذ البداية اتصالات مع جميع الأحزاب والسياسيين الليبيين وحافظت عليها، على عكس العديد من اللاعبين الخارجيين الآخرين، سواء في طرابلس أو طبرق أو بنغازي أو سرت أو أي مكان آخر.
مشاورات روسية - تركية
وأكد لافروف، أنه بالإضافة إلى روسيا وتركيا، شاركت فرنسا وإيطاليا والإمارات في مختلف مراحل «الدراما» الليبية لتقديم نوع من الحوار، كما لعب مؤتمر برلين حول ليبيا دورًا مهمًا، حيث اعتمد إعلانًا وافق عليه لاحقًا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لافتا أيضا إلى إعلان القاهرة الذي أيده رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وقائد قوات القيادة العامة خليفة حفتر، ثم جاءت مبادرات وقف إطلاق النار التي أطلقها عقيلة صالح ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، وكل ذلك جهود ورغبة من القادة الليبيين أنفسهم، فيما تدعم روسيا وتركيا هذه الجهود فقط.
وأضاف أن مشاورات جرت قبل أيام قليلة في أنقرة بين دبلوماسيين روس وأتراك وممثلين عن وزارتي الدفاع، تهدف إلى مساعدة الأطراف على تعزيزها وإدخالها في المجال القانوني لنظام وقف الأعمال العدائية، والذي تم إنشاؤه بالفعل خلال الشهرين الماضيين، «وآمل أن نتمكن من التعامل معها».
لكنه شدد على أن هناك دولا لا تريد أن تنتهي الأزمة الليبية بالطريقة التي يريدها الليبيون وتريد استخدام «الخريطة» الليبية في الألعاب الجيوسياسية، «آمل أن يركز جميع اللاعبين الدوليين والأوروبيين والإقليميين الصادقين على جدول الأعمال الإيجابي المتفق عليه في مؤتمر برلين حول ليبيا».
وأكد لافروف، أن أي اتفاق يجب أن تتوصل إليه الأطراف الليبية نفسها، ويمكن لروسيا وتركيا فقط تقديم خدمات الوساطة للأطراف من أجل استقرار الوضع «على الأرض» حتى لا تستأنف الأعمال العدائية، ومن ثم العودة إلى تنفيذ أجندة برلين، بما في ذلك اللجنة العسكرية (5+5)، القضايا الاقتصادية، وقبل كل شيء القرارات المتعلقة بمشكلة إنتاج النفط، وبالطبع الإصلاحات السياسية والانتخابات الدستورية.
تقاسم عائدات النفط
فيما لفت إلى أن مناقشة الخطط المحتملة لتقاسم عائدات مبيعات النفط، هو أمر يخص الأطراف الليبية نفسها، حيث أثيرت في سياق اتصالات بين عقيلة صالح وفائز السراج، فيما تتم حاليا مناقشة الأمر في طبرق، بمن في ذلك ممثلو «الجيش الوطني الليبي»، قائلا «كل ما نقوم به هو محاولة حملهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات حتى يتوصلوا إلى اتفاق حول كيفية تقاسم الموارد الطبيعية التي حصلوا عليها فيما بينهم بفضل تاريخهم».
وشدد لافروف على أن الدعوة إلى طرد جميع العسكريين الأجانب من ليبيا لن تتم إلا بعد أن يقرر الليبيون من يرضون به ومن لا يرضون به في قيادة البلاد، والطريقة التي يريدون أن تكون عليها دولتهم.
تعليقات