يشوب المشهد الليبي العديد من الأخبار المتضاربة حول قصف مقاتلات حربية لمواقع عسكرية في العاصمة طرابلس، بعد تأكيدات قادة ميدانيين لعملية "فجر ليبيا" تعرض مواقع تابعة لهم للقصف وسقوط قتلى وجرحى. القاعدة التي انطلقت منها المقاتلات ونوعها وعددها كلها دخلت في خانة التكهنات والافتراضات غير المؤكّدة، كما أن المواقع التي قصفت هي الأخرى غير مؤكّدة، فالبعض قال إنها في منقطة وادي الربيع وصلاح الدين والبعض أكد أنها في طريق المطار وقصر بن غشير.

الطائرات انطلقت من طبرق
أحمد هدية الناطق باسم القوة الوسطى بدرع ليبيا يؤكّد أن الطائرتين انطلقتا من طبرق وفق المعلومات المتاحة، بأوامر مباشرة من قادة ما يسمى بعملية الكرامة.

ويضيف لـ"بوابة الوسط" مساء اليوم، الاثنين: "بحسب معلوماتنا فإنَّ الطائرتين الحربيتين انطلقتا من قاعدة جمال عبدالناصر بطبرق، لكن دون التأكد أين حطت الطائرتان للتزود بالوقود، من قاعدة الوطية أو أي موقع عسكري آخر"، منوهًا بأن الطائرتين ضربتا أهدافًا لمواقع عسكرية تابعة لقوات الدروع وعملية فجر ليبيا، بمنطقة وادي الربيع وقصر بن غشير".

وقال علاء الحويك الناطق باسم القوة الثالثة لـ"درع ليبيا" في تصريح لقناة (النبأ) الإخبارية: "إنَّ خمسة أشخاص من ثوار (فجر ليبيا) قتلوا وأصيب آخرون لم يتم حصرهم حتى الآن، جراء قصف طائرتين لمواقع الثوار بمنطقة وادي الربيع والمعسكرات المجاورة لطريق المطار".

وفي السياق ذاته، أكد مصدر بمركز طرابلس الطبي، اليوم الاثنين، استقباله عددًا من المصابين في القصف الجوي، مؤكّدًا وفاة أحد منتسبي الدروع فور وصوله إلى المستشفى.

لا قصف لمستودعات الذخيرة في "الجفرة"
نفى إسماعيل الغول عضو مجلس النواب عن الجفرة في تصريحه لـ"بوابة الوسط" الأخبار التي تحدثت عن قصف قاعدة مستودعات الذخيرة بالمنطقة، مؤكدًا أنها أخبار مغلوطة وغير صحيحة.

وعن وجهة نظر المجلس حول عملية القصف، أكد الغول أن الجلسة الصباحية استمع فيها النواب لوزير المالية المكلّف ونائب محافظ مصرف ليبيا المركزي، وناقشت جملةً من الموضوعات المتعلّقة بالموازنة العامة للدولة ووضعية المصرف المركزي، ونقص السيولة المصرفية. مشيرًا إلى عزم مجلس النواب إصدار بيان رسمي في وقت لاحق، بشأن عملية قصف مواقع بالعاصمة طرابلس.

وكان طارق الغناي الناطق باسم اللواء الأول لحرس الحدود (القعقاع) أكّد في تصريح صحفي أنَّ القصف استهدف مواقع لتخزين الأسلحة الثقيلة وذخائرها في منطقة ميدان الفروسية بطريق المطار، كما استهدف مواقع لتجمع عسكري لقوات الدروع بمنطقة وادي الربيع، بجانب ضرب مستودعات للذخائر في منطقة الجفرة، مشيرًا إلى أن القصف استهدف دشم الذخائر في الجفرة، التي يتزود منها درع الوسطى بذخائر دباباته وراجمات الصواريخ.

الحكومة: "لا معلومات عن الواقعة"
بدورها، أكدت الحكومة الليبية الموقّتة أنها لا تملك معلومات قاطعة حول الجهة المسؤولة عن عمليات القصف، وأنها أمرت رئاسة أركان الجيش والاستخبارات العسكرية بالتحقيق حول الحادثة، كما أنها قامت بالاتصال بالدول الصديقة لذات الغرض.

وحمّلت الحكومة في بيان صحفي الأطراف المتناحرة والمتقاتلة التي ترفض الانصياع لأوامر الشرعية، المسؤولية الكاملة لتهديد أرواح المدنيين وتدمير ممتلكاتهم.

طارق الصويعي ضابط سابق في سلاح الجو الليبي، يؤكد استحالة انطلاق مقاتلات حربية من شرق البلاد، دون أن تهبط اضطراريًا للتزود بالوقود في منطقة الجفرة أو مدينة سرت.

ويشير الصويعي متسائلاً: "كل المعلومات المتوفرة من الجفرة وسرت بأنهما لم تستقبلا طائرات حربية للتزود بالوقود خلال اليومين الماضيين، فكيف لفرضية انطلاق مقاتلة من طبرق أو بنغازي باتجاه طرابلس، أن تكون فرضية صحيحة؟".

المجتمع الدولي "لن يتدخّل عسكريًا"
وعقب قصف الأهداف مواقع تجمع المسلّحين لقوات "فجر ليبيا"، راجت وبشكل سريع الأحاديث والشائعات، عن تدخل حلف "الناتو" أو طائرات إيطالية وفرنسية في عملية القصف الجوي.

لكن رئيس بعثة الأمم المتَّحدة للدعم في طرابلس طارق متري نفى الأنباء عن تدخل دولي ومسؤوليته عن عمليات القصف.

وأكد متري أنَّ الأمم المتحدة أجرت اتصالات بكل من إيطاليا وفرنسا فور سماع أنباء عن القصف الجوي، وأن الدولتين نفيتا مشاركتهما في القصف الجوي. مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي ليس لديه النية للتدخل العسكري في ليبيا.

وتبقى فرضية قيام مقاتلات أجنبية بتنفيذ عملية القصف غير واردة، حيث نفى بدوره السفير الإيطالي جوزيبي بوتشينو في تصريح سابق لـ"بوابة الوسط" هذه الأنباء، مؤكدًا أن إيطاليا لا تعتزم التدخل في الشأن الليبي. وأن كل ما راج حول تنفيذ مقاتلات إيطالية طلعات هجومية في طرابلس ليلة الأمس، هي أخبار مغلوطة وكاذبة.