قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن بلاده «تتفهم المخاوف الأمنية المشروعة لمصر حيال حدودها المشتركة مع ليبيا».
واعتبر قالن إن القاهرة «تتبع سياسة خاطئة بدعم حفتر»، في إشارة لقائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر الذي أطلق منذ أبريل 2019 حربًا للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس قبل أن تتراجع قواته لصالح قوات حكومة الوفاق خلال الأسابيع الماضية.
اقرأ أيضًا.. وزير الخارجية التركي: لا يمكننا التغاضي عن أهمية السلام في ليبيا بالنسبة لمصر
وأضاف قالن ردًّا على سؤال حول مستقبل تركيا في ليبيا: «سنبقى هناك طالما أن الحكومة الليبية (حكومة الوفاق الوطني) تريد بقاءنا»، وذلك في لقاء للمسؤول التركي الرفيع مع «فرانس برس»، ونشرته وكالة أنباء الأناضول التركية.
هدنة مستدامة
وفيما اتهم قالن الإمارات بـ«تمويل الحرب»، رأى «ضرورة إرساء هدنة مستدامة في ليبيا»، موضحًا أن بلاده «تدعم موقف الحكومة الليبية (الوفاق الوطني) التي تؤكد ضرورة انسحاب قوات الجنرال الانقلابي خليفة حفتر من مدينتي سرت والجفرة لضمان وقف إطلاق نار مستدام».
وأشار إلى إمكانية «إرساء الهدنة في حال العودة إلى مسار الاتفاقية السياسية المبرمة في المغرب العام 2015» مضيفًا: «هذا هو موقف الحكومة الليبية، ونحن ندعمه».
وانتقد المسؤول التركي الموقف الفرنسي، قائلاً إن فرنسا «تعرض أمن حلف شمال الأطلسي (ناتو) للخطر بدعم حفتر». وواصل: «نحن ندعم حكومة شرعية في ليبيا؛ بينما الحكومة الفرنسية تدعم بارون حرب غير شرعي، وتعرض أمن الناتو والبحر المتوسط وشمال أفريقيا والاستقرار السياسي في ليبيا للخطر».
اقرأ أيضًا.. السيسي خلال كلمته عن التدخل المباشر في ليبيا: سرت والجفرة خط أحمر.. ومتمسكون بوقف إطلاق النار (فيديو)
وقال إبراهيم قالن: «بينما كل هذه الحقائق جلية أمامنا، ما زالوا (فرنسا) يوجهون أصابع الاتهام إلينا وينتقدوننا». وواصل الحديث: «فرنسا هي نفسها تتدخل في شؤون المنطقة وتعمل مع الجهات الخاطئة وتدعم الجهات غير الشرعية، ومن ثم تعود وتتهمنا نحن».
وعاد الناطق باسم الرئاسة التركية لانتقاد حفتر، بالقول: «لقد كان غير موثوقًا منذ البداية، وقوَّض جميع اتفاقات الهدنة ومبادرات خفض التوتر». وأوضح: «الحكومة الليبية (الوفاق الوطني) لن تدعم أية مفاوضات حفتر طرف فيها، وهذا هو الاستنتاج الذي نستخلصه من موقفها ونؤيده».
تصريحات الرئاسة التركية تأتي غداة تلويح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإمكانية تدخل بلاده عسكريًّا في ليبيا، حيث صرح السيسي خلال تفقده المنطقة الغربية العسكرية بأن «أي تدخل مباشر لمصر في ليبيا باتت له شرعية دولية»، قائلاً إن بلاده «لن تسمح بتجاوز الصراع في ليبيا خط سرت، مشيرًا إلى أن «سرت والجفرة بالنسبة لأمن مصر خط أحمر لن نسمح بالمساس به».
تعليقات