ضرر كبير لحق بمحطات الكهرباء نتيجة الاشتباكات المسلحة حول العاصمة طرابلس، وهو ما تعمل الشركة العامة للكهرباء على إصلاحه بعد سيطرة قوات حكومة الوفاق على كامل العاصمة ومناطق أخرى، إذ تجرى حاليا أعمال صيانة لعدد من المحطات والبنية التحتية التي تحطمت، ولا سيما في مناطق مشروع الهضبة وعين زارة وبئر الأسطى ميلاد والسبيعة وسيدي السائح ووادي الربيع وقصر بن غشير والجفارة.

اللجنة العليا لمتابعة بناء الشبكة الكهربائية بالمناطق المتضررة أكدت بعد أيام من إعلان حكومة الوفاق السيطرة على جنوب طرابلس والمناطق المحيطة، أن البنية التحتية لشبكات النقل والجهد المتوسط والتوزيع مدمرة بالكامل مما يستلزم إعادة بناء الشبكة الكهربائية من جديد.

إعادة بناء شبكة الكهرباء من جديد
وقال رئيس اللجنة عياد القنيدي إنه من خلال الزيارات الميدانية التي قامت بها اللجنة العليا لمتابعة بناء الشبكة الكهربائية بالمناطق المتضررة جنوب العاصمة طرابلس والمناطق المجاورة لها، تبين أن البنية التحتية لشبكات النقل والجهد المتوسط والتوزيع مدمرة بالكامل مما يستلزم إعادة بناء الشبكة الكهربائية من جديد، مشيرا إلى ضرورة تكاتف كل الإدارات الفنية بالشركة للعمل كفريق واحد وبذل جهد مضاعف لبناء الشبكة الكهربائية وبالإمكانات المتاحة حتى يتم توفير المواد اللازمة.

للاطلاع على العدد 239 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا 

واستعرضت الشركة الأضرار التي لحقت بجميع مكونات شبكات النقل والجهد المتوسط والتوزيع، منبهة بأن الأضرار في بعض الشبكات نسبة 80%، مضيفة أن شبكة التوزيع مدمرة بالكامل ويستلزم ذلك بناء الشبكة من جديد في مناطق مشروع الهضبة وعين زارة وبئر الأسطى ميلاد والسبيعة وسيدي السائح ووادي الربيع وقصر بن غشير والجفارة.

الأولوية للمناطق المكتظة بالسكان
وشملت خطة الشركة لإيصال التيار الكهربائي بشكل سريع المناطق المكتظة بالسكان كمرحلة أولى ثم الزراعية تليها الصناعية بالإمكانات المتاحة لدى الإدارات الفنية، إلى حين توفير الإمكانات اللازمة لإعادة بناء الشبكة الكهربائية في عدد من مناطق جنوب طرابلس.

ومن بين المحطات المتضررة، محطة الهيرة جنوب طرابلس، التي جرى تجديدها بالكامل خلال العام الماضي، ولم يتم تشغيلها من جديد، حسب الشركة، التي نشرها عبر صفحتها على موقع «فيسبوك» صورا تظهر حجم الدمار الذي لحق بالمحطة، وتفحم محولاتها، إضافة إلى تلف الكوابل الخاصة بها، مشيرة إلى أن المحطة تربط منطقتي الجبل الغربي وطرابلس وكذلك منطقة سوق الخميس مسيحل والمغذي الرئيس لمنطقة العزيزية.

وتسببت الاشتباكات المسلحة حول طرابلس في أضرار كبيرة للمحطات، إذ أكد مدير عام التحكم بالشركة محمد مختار أن الاشتباكات ألحقت أضرارا بخطوط نقل وتصريف الطاقة وخطوط الجهد الفائق 400 كيلو فولت و220 كيلو فولت، إذ إن هناك نحو 30 دائرة نقل وطاقة تأثرت، مما أدى إلى انعزال بين الشبكتين الشرقية والغربية، في ظل وجود قدرات إنتاجية فائضة في المنطقة الشرقية، لم تتمكن الشركة من الاستفادة منها أو توزيعها.

وأشار إلى أن محطة الخليج مثلا كان تنتج 320 ميغاوات، لم تتمكن الشركة من الاستفادة بها أو ربطها مع الشبكة العامة، رغم أن المحطة جاهزة. هذه الأضرار أدت إلى تخفيف الأحمال، لا سيما أن الشركة متأثرة أصلا بعوامل أخرى، منها زيادة الاستهلاك مع قدوم فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة وزيادة استخدام المكيفات والمبردات، فضلا عن ضعف الشبكة بشكل عام، وقوع تعديات وأعمال سرقة للخطوط. وعن آلية الضرر الواقعة على المحطات جراء الاشتباكات، قالت الشركة إن أي عطب بالقرب من محطات التوليد يؤدي إلى هزة عنيفة للشبكة «ومع ضعف الشبكة يتسبب ذلك في خروج المحطة عن العمل وفقدان السيطرة عليها وحدوث انهيار كلي للنظام».

انهيار أبراج محطة جنوب طرابلس
وأثناء الاشتباكات، انهارت الأبراج في محطة جنوب طرابلس، «الأمر الذي لم يؤثر في طرابلس فقط، بل أثر في مناطق أخرى منها المنطقة الجنوبية، لأن هذه المحطة بها دائرة ربط ونقل للطاقة، وهو الأمر ذاته بالنسبة لما حدث في محطات أخرى»، حسب مدير عام النقل بشبكة الكهرباء، ضو محمد ضو، الذي لفت إلى أن هناك دوائر ربط رئيسية تربط بين المنطقتين الشرقية والغربية باتت خارج الخدمة، ومع محاولة الكشف عليها بشكل سريع، لم يتمكن الفنيون من أعمال الصيان.

كما شملت المحطات المتضررة أيضا «الهيرة» 220 كيلو فولت وهي محطة ربط رئيسية ومهمة جدا، ومحطة التبة 220 كيلو فولت، وجزء كبير من محطة الهضبة 220 كيلو فولت التي تضرر جزء كبير منها، وباتت خارج الخدمة. وأكد ضو أن الشركة تسعى إلى توفير قطع غيار مع الاستعانة بالشركات المحلية في أعمال الصيانة التي تفوق قدرة فرق الصيانة بالشركة.

بناء محطة كهرباء في صبراتة
وبعد أيام من بدء أعمال الصيانة، أعلنت الشركة العامة للكهرباء، الإثنين، إنجاز أكثر من 50% من أعمال مشروع بناء محطة كهرباء 220 كيلو فولت صبراتة، والذي تنفذه شركة الأعمال الكهربائية. والتقى المدير التنفيذي للشركة علي ساسي أعضاء المجلس التسييري لبلدية صبراتة، في مقر الشركة بالعاصمة طرابلس، لبحث استكمال المشروع. وقد رحب ساسي بالوفد، مشيرا إلى أهمية التعاون لصالح المواطنين في المنطقة، بينما أكد أعضاء المجلس التسييري أنهم سينسقون مع شركة الكهرباء، في ظل الظروف الصعبة حاليا.

للاطلاع على العدد 239 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا 

وبدأت الإدارة العامة لمشروعات التوزي بشركة الكهرباء الإشراف على تنفيذ الاختبارات التشغيلية بمحطة 30/11 كيلو فولت البيطرة بمنطقة سوق الخميس بالخمس، مع ربطها بالشبكة العامة وتشغيلها خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي يساهم في دعم واستقرار الشبكة الكهربائية بمنطقة سوق الخميس.

شبكة المياه متضررة أيضا
وتسبب انقطاع الكهرباء، الناتج في أحيان كثيرة عن الأضرار التي لحقت بمحطات وشبكة الكهرباء، في توقف أعمال ضخ المياه عبر المسار الأوسط المغذي لمدن: بني وليد وترهونة وسوق الأحد وسوق الخميس ومسييحل وغريان، وبعض مدن الجبل الغربي: السائح وطرابلس، حسب جهاز النهر الصناعي، الذي أشار إلى انقطاع الكهرباء والاتصالات بمحطة الضخ بموقع ترهونة خلال الفترة الماضية، بينما تواصلت أعمال الصيانة لصمام التحكم وإجراء اختبارات التشغيل في المحطة.

وأكد جهاز النهر الصناعي استمرار أعمال التشغيل وضخ المياه إلى المدن ومناطق الاستهلاك بما هو متاح للتشغيل من الآبار، وبما يتوافق مع الحالة التشغيلية لصمامات التحكم بالتدفق المتهالكة، بسبب أعمال التخريب والسرقة التي تعرضت لها 123 بئرًا، وفقد ما يقرب من 460 ألف متر مكعب يوميًّ، مشيرا إلى ورود مراسلات عديدة من المواطنين حول ضعف وانقطاع المياه، خاصة عن بعض مناطق طرابلس، منوهًا بتعثر أعمال الصيانة المجدولة للآبار وصمامات التحكم بالتدفق للظروف الأمنية السيئة والصراعات المسلحة، مما أربك أيضًا سير العمليات التشغيلية وجعلها في وضع حرج جدا.