قالت جريدة «فاينانشال تايمز» البريطانية إن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة تحقق في توريد شركات إماراتية وقود طائرات إلى بنغازي.

وأشارت الجريدة، في تقريرها، إلى أن الشحنة تقدر بـ11 ألف طن، ويشتبه في أنها تمثل انتهاكًا لقرار الأمم المتحدة حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.

وقالت المبعوثة الأممية بالوكالة إلى ليبيا، ستيفاني ويليامز، إنه في تقدير الأمم المتحدة، يعتبر وقود الطائرات «إمدادات قتالية» وأن الشحن إلى بنغازي يمثل انتهاكًا للحظر، حسب الجريدة.

وسلطت «فاينانشال تايمز» الضوء على شكاوى دبلوماسيين منذ شهور مما يصفونه بـ«الانتهاكات المتكررة والصارخة لحظر الأسلحة من قبل القوى الأجنبية» الداعمة لأطراف الصراع الليبي.

وثائق عن الشحنات الإماراتية
وقالت الجريدة إنها اطلعت على «وثائق الشحن والبضائع» التي تحوي «تفاصيل نادرة» عن ثلاث شركات مسجلة في الإمارات، قد تكون متورطة في هذا الأمر.

ونقلت الجريدة عن مسؤولين في الأمم المتحدة أن «التحقيقات جارية لتحديد كيفية إجراء المعاملات المالية وتحديد المتورطين».

ولم تتمكن «فاينانشال تايمز» من التوصل إلى الشركات الثلاث التي ذكرت أن اثنتين منها موقعهما في إماراتي الشارقة وعجمان

وإحدى تلك الشركتين تدخل ضمن مساهميها شركة «ديليجانس»، ومقرها بريطانيا، وقد أرسلت الجريدة إليها أسئلة عبر البريد الإلكتروني لكنها لم تتلق منها ردًّا، كما لم تجب عن الاتصال عبر الهاتف، وفق ما جاء في التقرير.

وأوضحت «فاينانشال تايمز» أن تفريغ وقود الطائرات في بنغازي «تم في 16 مارس» الماضي بالتزامن مع «زيادة في الضربات الجوية والهجمات الصاروخية على طرابلس».

دعم إماراتي بالذخائر والمعدات
ونقلت الجريدة عن مسؤولين ليبيين، لم تسمهم، في طرابلس أن الإمارات «واصلت نقل الذخائر والمعدات العسكرية» إلى القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، رغم اتفاق يناير (الاتفاق الخاص بمؤتمر برلين) بين القوى الأجنبية لوقف التدخل، كما لم ترد حكومة الإمارات على طلب للتعليق.

اقرأ أيضًا: الاتحاد الأوروبي يطلق عملية بحرية لمراقبة حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا

وتظهر الوثائق أن الوقود «طُلب من شركة الخطوط الجوية الليبية السريعة»، بينما قالت شركة «ليبيان إكسبريس»، للجريدة، إنها لم تكن لديها عمليات في بنغازي ولم تشارك في شحن الوقود.

ويليامز: الوقود مرجح استخدامه عسكريًّا
من جهتها، أعربت ويليامز عن «قلقها بشأن هذا الحادث؛ لأن الاستيراد غير المشروع لوقود الطائرات من مؤسسة النفط الوطنية الموازية في الشرق من المرجح أن يستخدم لدعم عمليات القوات الجوية التابعة للقيادة العامة للجيش، حيث إن مؤسسة النفط الشرعية ومقرها طرابلس تقوم بالفعل بتزويد كميات كافية من وقود الطائرات للاستخدام التجاري».

وبالمثل، قالت مؤسسة النفط لـ«فاينانشال تايمز» إنه لا مبرر مدنيًّا لاستيراد وقود الطائرات إلى شرق ليبيا.

وتقوم المؤسسة الوطنية للنفط بتكرير وقود الطائرات، إذ زودت المنطقة الشرقية بـ 73 ألف طن العام الماضي رغم انخفاض الحركة الجوية بسبب الصراع من العام 2015 إلى العام 2018، وقالت المؤسسة إنها قدمت من 45 إلى 50 ألف طن من وقود الطائرات سنويًّا إلى الشرق.