Atwasat

إجراءات العزل في طرابلس.. محنة إضافية في زمن الحرب

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 19 أبريل 2020, 08:28 مساء
WTV_Frequency

استقل حسن سيارته ليملأ زجاجات المياه، متحديًا التدابير التي أمرت بها حكومة الوفاق، في طرابلس للحد من تفشي فيروس «كورونا» (كوفيد-19)، فيما تدوي من بعيد في العاصمة الليبية أصوات نيران المدفعية، لتذكّر بخطر آخر، وفق تقرير لوكالة «فرانس برس» يسلط الضوء على الأوضاع في طرابلس العاصمة.

وأصدرت حكومة الوفاق هذا الأسبوع قرار «الحظر التام» لمدة عشرة أيام في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لمواجهة مخاطر تفشي فيروس «كورونا المستجد» في البلاد.

ويسمح للمواطنين التنقل سيرًا على الأقدام فقط من السابعة صباحًا، وحتى الثانية عشرة ظهرًا للتسوق.

ويقول حسن، بينما يضع زجاجاته في صندوق سيارته، «آلام ظهري لا تسمح لي أن أحمل المياه من الجامع إلى البيت سيرًا على الأقدام، ليس لدى خيار آخر إلا الخروج بالسيارة»، ويضيف الرجل الخمسيني أن منزله يبعد 500 متر عن مسجد الحي الذي يحتوي على بئر ماء، خاصة مع قطع المياه عن العاصمة.

ويحجم العديد من سكان طرابلس المستاؤين من الحرب ونقص المواد الأساسية، عن الالتزام بتدابير العزل التي اتخذتها حكومة الوفاق الوطني، السارية منذ يوم الجمعة، فيما سجلت الحكومة وفاة واحدة و49 إصابة بوباء «كوفيد-19» في البلاد.

المحلات بعيدة
ولم تعد شوارع العاصمة تشهد الاختناقات المرورية المعتادة، لكن تشاهد سيارات تمر فيها، لا سيما في الضواحي حيث يندر وجود الشرطة لضمان تطبيق تدابير الاحتواء.

ويوضح عبد العليم سيد العابد، الذي قرر أيضًا أن يستقل سيارته، أن «المحلات بعيدة عن بيتنا ولا يوجد شيء بالقرب من هنا، إلا المخبز الذي يبعد نصف كيلومتر تقريبًا (....). من المستحيل الذهاب سيرًا على الأقدام لشراء الماء والحليب أو لاستبدال أسطوانة الغاز»

ويقطن العابد مع زوجته وثلاثة أطفال في مزرعة في ضاحية جنوب شرق العاصمة.

ويضيف أنه مع وجود الشاة والدجاج، فإن «اللحوم والبيض تكفينا وكذلك بعض الخضراوات المزروعة في أرضنا»، مضيفًا بابتسامة «حتى إننا نعطي منها للجيران».

لكن عددًا كبيرًا من الليبيين لا يملكون هذه الإمكانية، إذ تسببت تدابير العزل مع السماح ببضع ساعات فقط للتسوق، في طوابير أمام المحلات التجارية لا تساعد في احتواء انتشار الفيروس.

في جنزور شرق العاصمة، ينتظر أكثر من مئة شخص، بينهم أطفال، خارج المخبز الوحيد في الحي، إذ يعاني صاحب المخبز جمال النفاثي لفرض إجراءات التباعد الاجتماعي، فيما لم يضع الزبائن كمامات واقية.

ويقول: «نأتي في وقت مبكر لتجهيز كميات ضخمة خلال ساعات قليلة فقط، ونظرًا للظروف الأمنية غادر أربعة عمال ولم يبق سوى ثلاثة حاليا»، مضيفًا: «نواجه صعوبات ونأمل تمديد وقت عملنا لكي نخفف الضغط على عمالنا».

رياضة في الشوارع الخالية
وإذ ينظر معظم الناس إلى العزل على أنه قيد ومحنة إضافية في زمن الحرب، لكنه يعتبر نعمة بالنسبة لآخرين أوفر حظًّا يجدون فيه فرصة لاستنشاق الهواء، بعيدًا عن الاختناقات المرورية ومضايقات السائقين.
وارتدت حلومة، وهي مدرسة متقاعدة، أخيرًا حذاءها الرياضي الذي «اشتريته منذ سنوات ولم أستعمله أبدًا».

وقالت السيدة الستينية التي خرجت بصحبة ابنها لعدم إحساسها بالأمان، وفق قولها، إنها انتهزت فرصة العزل «للمشي في الحي بما أنه لا يوجد سيارات.. من النادر جدًّا بالنسبة لنا أن تكون الطرق فارغة هكذا».

وخرجت كذلك إلى الشارع أربع شابات يرتدين بزات رياضية ملونة، وقالت إحداهن: «من النادر أن نخرج سيرًا على الأقدام حتى لشراء بعض الأشياء البسيطة من الدكان القريب في الحي».

وقالت صديقتها: «الجانب الإيجابي بالنسبة للحظر أننا كفتيات نستطيع أخيرًا الخروج للمشي بمفردنا دون القلق من مضايقات ومعاكسات الشباب لنا».

وذكّرت وزارة الصحة في حكومة الوفاق، المواطنين السبت بالقواعد الواجب اتباعها، محذرة من أن الغرامات ستفرض على المخالفين، وفي إشارة إلى عدم وجود التزام كافٍ بإجراءات الوقاية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
صب قواعد خرسانية لـ5 أبراج على خط الرويس - أبوعرقوب
صب قواعد خرسانية لـ5 أبراج على خط الرويس - أبوعرقوب
العثور على 3 قذائف هاون بسهل جفارة
العثور على 3 قذائف هاون بسهل جفارة
الشهوبي يبحث التعاون مع «بيكر» العالمية
الشهوبي يبحث التعاون مع «بيكر» العالمية
إحباط تهريب شحنة كوابل في ميناء مصراتة
إحباط تهريب شحنة كوابل في ميناء مصراتة
لجنة برلمانية تواصل نقاشاتها حول تأثير «ضريبة الدولار» على دخل المواطن
لجنة برلمانية تواصل نقاشاتها حول تأثير «ضريبة الدولار» على دخل ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم