توفى اليوم، الجمعة، في طرابلس، الفنان الليبي عبدالرحمن قنيوة، عن عمر ناهز الـ78 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض، وقال أحد أفراد عائلته لـ«بوابة الوسط» إن الوفاة حدثت فجرا، وأن الفنان سيشيع إلى مثواه الأخير عصر اليوم إلى مقبرة سيدي منيدر.
ويعد الفنان الراحل من الملحنين البارزين، الذي أثروا المكتبة الغنائية الليبية، على مدى أكثر من نصف القرن، وبدأت مسيرته منذ كان عمره أربع سنوات بانخراطه في «كتاب حورية» لقراءة وتجويد القرآن الكريم على يدي الشيخ مختار حورية، ثم أداء الأناشيد بمرحلة الدراسة الابتدائية وكانت من نظم المرحوم علي سيالة، لينتقل في المرحلة الدراسية التالية إلى النشاط الكشفي رفقة الفنانين علي ماهر ومحمد الكور وأحمد الغزيوي.
وفي المرحلة الثانوية تجلت موهبته عبر المناشط الثقافية والفنية والرياضية المدرسية قبل أن ينتقل إلى المرحلة الجامعية، حيث وجد المناخ المناسب لممارسة هواياته التي لم تتوقف عند الجانب الفني والثقافي، بل تعدت ذلك إلى المجال الرياضي عبر فريق الجامعة لكرة السلة ثم لاعب بأندية النصر والهلال والاتحاد، إلى ذلك كان من الرواد المؤسسين لنادي الشباب العربي التقدمي بشارع بن عاشور في طرابلس، وكان له الدور الكبير في تفوق هذا النادي في مجال النشاط المتكامل على مستوى أندية ليبيا.
وقدم خلال مسيرته عشرات الابتهالات التي تخصص فيها لحنا وأداء، إلى جانب أعماله التي تغنت بالوطن وبالإنسانية، وتعامل مع أصوات كبيرة تصدرت مسار الأغنية لفترة طويلة كالفنانة نجاة الصغيرة والفنان كارم محمود وأصوات عربية أخرى، واتسعت موهبته لألوان أخرى من الأعمال الغنائية كالمونولوج الذي قدمه كثيراً عبر رواده الليبيين مثل يوسف الغرياني «قزقيزة» عبر أعمال لا زالت عالقة في أذهاننا منذ فترة السبعينات، وكذلك تأليف الموسيقى التصويرية لعدد من المسلسلات التلفزيونيّة المميزة، منها «فندق البخلاء» و«الفال».
وتقلد الفنان الراحل عبدالرحمن قنيوة وظائف قيادية في مجالات الثقافة والفن والاقتصاد، فهو من خريجي الجامعة الليبية المبكرين، متحصلاً على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية ودبلوم إدارة التعليم العالي من الولايات المتحدة، كما تولى مناصب مدير المركز القومي للدراسات والأبحاث الموسيقية ومدير معهد جمال الميلادي، وغيرها من المواقع الإدارية التنفيذية.
تعليقات