Atwasat

نقص الوقود في مدن الجنوب يدفع المواطنين إلى المبيت في المحطات

سبها - بوابة الوسط: رمضان كرنفودة الجمعة 06 مارس 2020, 10:41 صباحا
WTV_Frequency

لاتزال أزمة نقص الوقود في مدن الجنوب الليبي، وخاصة في سبها، قائمة دون حلول، رغم ما تخلفه من مصاعب، وما ينتج عنها من أزمات في حياة المواطنين الذين يواجهون أشكالا مختلفة من المشكلات والأعباء والتحديات في حياتهم اليومية. وتأخذ الأزمة ما بين يوم وآخر، أبعادا عدة، منها ارتفاع سعر الوقود في السوق السوداء، جنبا إلى جنب مع إرهاق الدولة واستنزاف مقدراتها عبر تهريبه إلى خارج البلاد.

ورصدت «الوسط» الأسبوع الجاري، اصطفاف المواطنين بسيارتهم، في طوابير ممتدة، ولساعات طويلة، أمام محطات توزيع الوقود، للحصول عليه دون جدوى، وسط شكاوى من أعمال التهريب وغياب المساواة في التوزيع، وظاهرة السوق السوداء.

المواطن محمد عبد الرازق قال لـ«الوسط»: «ذهبت إلى المحطة منذ الصباح الباكر، من أجل الحصول على الوقود، ووقفت لخمس ساعات متصلة في الطابور، من الساعة الخامسة صباحا وحتى العاشرة، وأعيش هذه المعاناة منذ سنوات عدة، لأنني لا أستطيع شراء الوقود من السوق السوداء التي وصل سعر اللتر الواحد فيها إلى دينارين».

وأضاف عبد الرازق: «لا أحد يفهم شيئا، ولا أحد يمنحنا معلومة وافية، ونحن غير قادرين على فهم ما يجري. سعر اللتر بالمحطات الرسمية وصل 500 درهم، رغم أن السعر الرسمي هو 15 درهما. وأنا أتساءل: كيف تقوم دولة ببيع الوقود بهذا الشكل، وهذا الفارق بين السعر المعلن والسعر المباع به فعليا، هذا أمر لا يختلف في شيء عن السوق السوداء».

مواطن آخر، وهو أحد الموظفين ويدعى صالح، قال وقد بدت عليه وجهه ملامح الضيق والاستياء لاستفحال الأزمة دون بارقة أمل في حلحلتها: «وصلت إلى المحطة في منتصف الليل، ونمت في سيارتي أمام باب المحطة حتى أكون من الأوائل في الحصول على الوقود في صباح اليوم التالي لأنني لا أستطيع شراءه من السوق السوداء، لعدة أسباب منها ارتفاع سعره وقلة السيولة النقدية التي لا نتحصل عليها إلا بعد عدة أشهر». وأضاف: «أنا مضطر للانتظار لساعات طويلة حتى أحصل على الوقود من أجل ضمان قدرتي على توصيل أبنائي إلى مدارسهم».

لمطالعة العدد 224 من جريدة «الوسط» انقر هنا

من خارج سبها، جاء خليفة محمد، بحثا عن الوقود الذي لم يجده في منطقته إلا عبر السوق السوداء التي لا يقدر على أسعارها المرتفعة. وأوضح لـ«الوسط»: «أنا لست من مدينة سبها، ولكني اضطررت إلى المجئ إلى هنا، منذ يوم واحد، والمبيت في المحطة من أجل الحصول على الوقود لأن سعره في منطقتي مرتفع جدا، حيث يباع في السوق السوداء، ولا نجده في محطات التوزيع الرسمية إلا نادرا، وإذا وجدناه يوما، نجده يباع بنصف دينار للتر الواحد، بما يخالف السعر الرسمي المقرر في الدولة للتر البنزين بواقع 15 درهما».

تنظيم المحطات
ولأن الأزمات تفرض دائما على المواطنين والمعنيين البحث عن حلول لها، أفرزت مشكلة نقص الوقود، وتكدس المحطات بالمواطنين الباحثين عنه، لجانا للتنظيم، تفاديا لوقوع مشكلات قد لا تحمد عقباها.

ناصر عيسى، عضو إحدى لجان التنظيم بمحطة دائري القرضة الزراعي، تحدث عن دور تلك اللجان لـ«الوسط» قائلا: «نحاول تنظيم عملية تزويد المواطنين بالوقود من محطات التوزيع، وذلك نظرا للزحام الذي ينذر بالمشكلات إذا تركناه دون تنظيم».

وعن طبيعة عملهم، قال عيسى: «يتم توزيع أرقام مسلسلة للمواطنين في الثامنة من صباح كل يوم، ولا يسمح المشرف على المحطة بدخول أي سيارة للتزود بالوقود، إلا عبر هذا الرقم، على أن تكون الورقة التي تحمل الرقم معتمدة بختم المحطة، وخلال اليوم الواحد يتم تعبئة ما يقرب من 150 سيارة دون أية عراقيل».

أحد أعضاء لجنة أزمة الوقود، طلب عدم ذكر اسمه،قال إن السبب الرئيسي لنقص الوقود في سبها، يتمثل في إغلاق مستودع سبها الذي كان مخصصا لاستقبال الوقود من مصراتة، وذلك جراء الحرب الدائرة في ليبيا، والتي أثرت بدورها على الوضع في جنوب البلاد.

وفي سبيل مواجهة الأزمة، حاولت بعض الجهات إيجاد حلول لمشكلة نقص الوقود، وجاء الحل من مستودع المنقار في المنطقة الشرقية، والذي وافق على تزويد الجنوب بالوقود، ولكن بعد المسافة بين الجنوب والشرق ضاعف الأسعار بشكل غير متوقع.

لمطالعة العدد 224 من جريدة «الوسط» انقر هنا

وذكرت مصادر مطلعة على الملف، أن سعر اللتر الواحد من البنزين ارتفع ليصبح 500 درهم، نتيجة ارتفاع تكلفة النقل من مستودع المنقار إلى الجنوب، حيث لا توجد أية جهة تتحمل أجرة النقل، فتم تحميلها على المواطنين، من خلال رفع سعر لتر البنزين.

وفي السياق نفسه، تحدث مدير الدوريات للحرس البلدي بالمنطقة الجنوبية المقدم عمر الأصفر عن الأزمة قائلا: «نقوم بالمتابعة لعمل المحطات من خلال إبلاغنا عبر صفحة الإدارة على فيسبوك، عن المحطات التي وصل الوقود إليها، حيث يتم نشر اسم المحطات، وكل منطقة بها محطات تابعة للدولة، تم تشكيل لجنة من أفراد الدوريات، لتأمينها والحرص على تسيير وتنظيم العمل بها، بشكل عادي، وبما يضمن عدم حدوث خروقات تؤثر على سير العمل، وبما يحقق مصالح المواطنين».

وعن مشكلة تهريب الوقود خارج ليبيا، قال مصدر أمني إن السنوات الماضية شهدت عمليات تهريب عديدة إلى خارج البلاد، وخاصة إلى بعض الدول الأفريقية، عندما كان مستودع سبها قيد العمل، ولكن حاليا أصبح التهريب قليل جدا ويكاد يكون منعدما، بحسب قول المصدر الأمني.

سيارات في طابور الانتظار للتزود بالوقود في إحدى المحطات
سيارات في طابور الانتظار للتزود بالوقود في إحدى المحطات

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«كتلة التوافق الوطني» بمجلس الدولة تتقدم ببلاغ ضد بن قدارة.. وتطالب بالتحقيق في «تضارب مصالح»
«كتلة التوافق الوطني» بمجلس الدولة تتقدم ببلاغ ضد بن قدارة.. ...
في اجتماعها الأول بالعسة.. الغرفة المشتركة تبدأ توزيع المهام الأمنية على الحدود مع تونس
في اجتماعها الأول بالعسة.. الغرفة المشتركة تبدأ توزيع المهام ...
بعد سجال الدبيبة والكبير.. «بوابة الوسط» تستكشف حقيقة تصفير الدين العام
بعد سجال الدبيبة والكبير.. «بوابة الوسط» تستكشف حقيقة تصفير الدين...
ضبط شخص يبيع أسطوانات غاز الطهي في السوق السوداء بالبيضاء
ضبط شخص يبيع أسطوانات غاز الطهي في السوق السوداء بالبيضاء
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 28 مارس 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 28 مارس 2024)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم