عقد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، اليوم الإثنين، اجتماعا مع مندوبي وسفراء المجموعة العربية بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على هامش مشاركته في أعمال الدورة الـ 43 للمجلس.

وقال السراج في كلمته للمجموعة العربية التي نشرها المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي عبر صفحته على «فيسبوك» إنه «حرص على لقاء الأشقاء ليتحدث بصراحة عن جوانب من الأزمة الليبية، التي تشكل جزءا من مشهد عربي مأزوم في معظمه، يحتاج إلى بلورة موقف عربي فعال تجاهه».

واستعرض السراج «التحديات الجسام التي تواجه ليبيا، لبناء دولة مدنية ديمقراطية منذ سقوط النظام السابق»، و«أهم المحطات التي سبقت العدوان على العاصمة طرابلس ومشاركة حكومة الوفاق الوطني الإيجابية في جميع المؤتمرات واللقاءات التي عقدت لحل الأزمة والالتزام بمخرجاتها جميعا في حين تنصل منها الطرف الآخر».

لقاء أبوظبي
وتابع: «رغم ذلك ظلت الأيدي ممدودة، حيث عقد لقاء في فبراير العام الماضي في أبوظبي، خرج بتفاهمات تستبعد الحل العسكري، والاتفاق على المشاركة في المؤتمر الوطني الجامع الذي دعت إليه الأمم المتحدة، وفقا لخطة سلام تفضي إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، لنتفاجأ بالاعتداء على طرابلس في الرابع من شهر أبريل الماضي، قبل أيام من عقد المؤتمر، وأثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا».

واعتبر السراج أن «الهدف الواضح كان هو نسف مسار التسوية السياسية، واجهاض تطلعات الليبيين لبناء الدولة المدنية، والعودة بالبلاد للحكم العسكري الاستبدادي». إضافة «إلى التدخلات السلبية الإقليمية والدولية التي ساهمت في تفاقم الأزمة، وأوصلت البلاد إلى حالة حرب تحصد أرواح الليبيين».

وأوضح السراج «أن ما تلقاه الطرف المعتدي طوال سنوات من دعم عسكري شجعه على الابتعاد عن المسار السياسي، وجعله يتوهم بأن في مقدوره الانقلاب والاستيلاء على السلطة، لكن مشروعه تحطم على أسوار طرابلس، وعرض ما تسبب فيه العدوان من خسائر في الأرواح والمقدرات إضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من الأسر».

«ليبيا لن ترتهن لشخص»
وقال المكتب الإعلامي إن السراج «فند مزاعم المعتدي بأن عدوانه يأتي من أجل محاربة الإرهاب متجاهلًا أن قوات حكومة الوفاق الوطني هي من حرر مدينة سرت من تنظيم الدولة الإرهابي، وقدمت الآف الشهداء والجرحى في عملية البنيان المرصوص».

وقال السراج إن «طرابلس كانت قبل العدوان تستضيف أكثر من أربعين سفارة وبعثة دبلوماسية، كما أن الترتيبات الأمنية بلغت مرحلة متقدمة، وكان البلد مهيأ للسلام عبر المؤتمر الجامع». مؤكدا أنه «آن للدول الداعمة للعدوان أن تدرك بأن الرهان على المتمرد الذي أشعل الحرب هو رهان خاسر، ولا جدوى من ورائه سوى إطالة أمد الحرب، وقتل المزيد من الشباب الليبي، وتدمير البنية التحتية التي تخدم جميع الليبيين».

وأكد رئيس المجلس الرئاسي أن «ليبيا لن ترتهن لشخص» لأنها «أكبر من الأشخاص جميعاً»، وتطرق إلى قرار مجلس الأمن الدولي الذي يتبنى مخرجات مؤتمر برلين والمسارات الثلاث التي أقرها والذي صدر في 12 فبراير الجاري.

وقال السراج «إن الانتهاكات استمرت بعد القرار كما أن تدفق الأسلحة على المعتدي لم يتوقف»، مشدداً على أن «مراقبة حظر الأسلحة يجب أن تكون براً وجواً وبحراً، عدا ذلك فهي لن تجدي».

موقف الجامعة العربية
كما تطرق السراج في حديثه إلى موقف الجامعة العربية من الأزمة الليبية حيث قال إنها «عجزت عن عقد جلسة على مستوى المندوبين لبحث العدوان على عاصمة عربية، بينما تسرع إلى عقد الجلسات لقضايا أقل حدة وأهمية من الأزمة الليبية»، مؤكدا بالقول «لقد تألمنا من هذا الموقف ونحتج عليه، لكننا على ثقة من حرص الكثير من الاشقاء على استقرار ليبيا، وآن لهم أن يتخذوا الموقف العادل والفعال».

وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي إن السراج رحب إثر انتهائه من إلقاء كلمته، في معرض رده على أحد الأسئلة «بإقرار آلية لرصد الانتهاكات مشترطاً أن يشمل عملها جميع مناطق ليبيا دون استثناء».