يزور الرئيس التونسي، قيس سعيد، غدًا الأحد، الجزائر في أول زيارة رسمية له خارج البلاد، منذ توليه منصبه في أكتوبر الماضي، عارضًا عليها «مبادرة مشتركة» لحل الأزمة الليبية.
وتأتي زيارة سعيد تلبية لدعوة من نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون، وذلك حسب بيان للرئاسة الجزائرية أشار إلى إجراء الطرفين محادثات حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين، إلى جانب مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الدولية والإقليمية، خاصة في ليبيا وفلسطين المحتلة.
اقرأ أيضًا: رئيس تونس: اللیبیون أشقاؤنا وما یؤذیهم یؤذینا
ودأب الرؤساء ورؤساء الحكومات في تونس على تقليد دبلوماسي بتدشين أولى زياراتهم الخارجية إلى الجزائر؛ تأكيدًا للعلاقات المتينة التي تجمع البلدين اللذين يرتبطان بحدود مشتركة.
واستبق قيس سعيد جولته المتأخرة للجزائر بكشف طبيعة الملفات التي ينوي مناقشتها مع تبون قائلًا: «إن المسألة الليبية ستكون أحد مواضيع الزيارة»، ولفت في مقابلة مع القناة التونسية الرسمية لمناسبة مرور 100 يوم على توليه الحكم إلى أن «تأخر» زيارته كان نتيجة الانتخابات الرئاسية التي شهدتها الجزائر أخيرًا، فضلًا عن مفاوضات تشكيل الحكومة في تونس.
وأوضح: «سأذهب إلى الجزائر، الأحد، كما وعدت، فالجزائر جزء منا»، مشيرًا إلي «إمكانية الاتفاق مع الجزائر حول مبادرة واحدة لحل الأزمة الليبية يكون أساسها الليبيين، فنحن ضد التدخل العسكري»، وتابع: «المقاربة الجزائرية هي نفس المقاربة التونسية؛ لذلك يمكن أن نصل إلى مبادرة واحدة».
وأكد سعيد أن بلاده «من أكبر الدول المتضررة من الأزمة الليبية، والجزائر أيضًا متضررة ولا يمكن إلا أن نلتقي حول حل يكون مصدره الشعب الليبي».
وجدد الرئيس التونسي تأكيده أن غياب بلاده عن مؤتمر برلين حول ليبيا، الذي انعقد في 19 يناير الماضي، مرده تأخر دعوتها، موضحًا: «نحن لا نركب القطار وهو يسير. وقد أعرب العديد عن أسفهم لهذه الدعوة المتأخرة».
وانعقد مؤتمر برلين بمشاركة 12 دولة و4 منظمات دولية وإقليمية، وخلص إلى بيان ختامي مكون من 55 نقطة من بينها ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار المعلن بمبادرة تركية روسية، وعدم التدخل في الشؤون الليبية، والالتزام بقرار مجلس الأمن الخاص بحظر توريد السلاح إلى ليبيا.
وأكد سعيد تواجد بلاده في كل الأعمال التحضيرية حول ليبيا في المستقبل، وليس في المؤتمرات التي تتوج الأعمال التحضيرية والأوراق التي تم إعدادها قبل المؤتمر في مستوى القمة، فـ«تونس يجب أن تكوم من أول الدول المعنية».
بدورها نادت الجزائر في مؤتمر برلين وقمة الكونغو برازافيل، التي عقدت الخميس الماضي، إلى ضرورة إشراك الدول المجاورة في أي عملية تسوية للازمة الليبية، ما يرجح دعوة تونس إلى مساعيها الدبلوماسية لاحتضان حوار بين الليبيين فوق أراضيها.
تعليقات