Atwasat

هل تحول النفط إلى ورقة مساومة في ملف الأزمة الليبية؟

طرابلس - بوابة الوسط الجمعة 31 يناير 2020, 10:15 صباحا
WTV_Frequency

على مدى نحو أسبوعين، لم تفلح ردود الفعل الدولية المطالبة بالاستئناف الفوري لعمليات مؤسسة النفط بعد تعليق عمل خمسة موانئ نفطية وحقلي الشرارة والفيل -أكبر حقلين نفطيين في البلاد-، وهو ما أدى إلى انخفاض إنتاج النفط إلى 271 ألف برميل يومياً منذ 18 يناير الحالي.

ويتساءل محللون عن مفهوم الدعوات التي صدرت عن واشنطن و17 دولة أوروبية إلى الاستئناف «العاجل» لإنتاج النفط، خصوصاً أن تضمين كلمة «العاجل» في مختلف البيانات وما رافقها من تجاهل من قبل القوى التي أغلقت موانئ النفط يطرح تساؤلات حول جدية مطالبات تمس جزءاً من أمن الطاقة العالمي.

على سبيل المثال، فإن التجاهل كان مصير دعوة بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا بالاتفاق مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المعتمدة لدى ليبيا، إلى الاستئناف الفوري لعمليات المؤسسة منذ إطلاقها الأسبوع الماضي.

ومع تفاقم الخسائر وعدم الاستجابة لهذه الدعوات، كانت زيارة رئيس مؤسسة النفط، مصطفى صنع الله ومحافظ المصرف المركزي في طرابلس الصديق الكبير إلى لندن، حيث خاطبا الرأي العام الدولي عبر مراكز بحثية ووسائل إعلام عالمية.

اضغط هنا للإطلاع على العدد 219 من جريدة «الوسط»

صنع الله، وخلال كلمة ألقاها في معهد «تشاتام هاوس» في لندن الإثنين حذر من أن «السماح بالقيام بأنشطة غير قانونية مثل وقف إنتاج النفط الليبي يعتبر سابقة أولى من نوعها». وتساءل: «كيف سيرد المجتمع الدولي على إقفال النفط؟ من المهم جداً ألا تتم مكافأة هذا السلوك غير القانوني».

أما الكبير، وخلال مقابلة مع وكالة «رويترز» في لندن، قال: «النفط يمثل 93 إلى 95% من إجمالي الإيرادات ويغطي 70% من إجمالي الإنفاق.. هذه رصاصة في الرأس، ستؤذي ليبيا والشعب الليبي.. يحدونا أمل كبير أن تحل الأزمة بأسرع وقت ممكن لأنها تضر بالجميع».

وفي هذا السياق جاءت تصريحات وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البريطاني أندرو موريسون، التي دعا فيها إلى «ضرورة رفع حصار النفط شرق ليبيا»، خلال لقائه مع صنع الله.

وأشار موريسون إلى تضرر الشعب والاقتصاد الليبي من هذا الأمر، منوهاً بأن مؤسسة النفط «هي المؤسسة الشرعية الوحيدة المكلفة إدارة النفط في ليبيا»، حسب بيان وزارة الخارجية البريطانية، على صفحتها في موقع التواصل «فيسبوك»، أمس الثلاثاء.

وفي 18 مايو الماضي، صدر بيان حمل توقيع «ملتقى القبائل والمدن الليبية»، الجمعة الماضي، عزمه «إيقاف تصدير النفط من جميع الموانئ الليبية بدءاً بميناء الزويتينة النفطي»، وطالب البيان، الذي لم يرد فيه اسم قبيلة أو مدينة بعينها، الجمعة، جهات الاختصاص والمجتمع الدولي بـ«فتح حساب لإيداع إيرادات النفط حتى تشكل حكومة تمثل كل الشعب الليبي»، وفور صدور البيان دخل محتجون الميناء وأعلنوا إغلاقه الجمعة.

وفي رد فعل غداة هذا التطور الخطير، كان إعلان المؤسسة الوطنية حالة «القوة القاهرة»، وقالت إن ذلك يأتي بعد أن «أوقفت القيادة العامة وجهاز حرس المنشآت النفطية في المناطق الوسطى والشرقية صادرات النفط من موانئ البريقة ورأس لانوف والحريقة والزويتينة والسدرة»، كما أعلنت «القوة القاهرة» في حقلي الشرارة والفيل.

وفي 19 يناير، كان رد فعل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، وعقب ختام أعمال مؤتمر برلين، إذ عبر عن بالغ قلقه من إغلاق حقول وموانئ النفط في ليبيا، فيما حذرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من «عواقب وخيمة» على الشعب الليبي من هذه التصرفات.

اضغط هنا للإطلاع على العدد 219 من جريدة «الوسط»

وقالت السفارة الأميركية في تغريدة لها على «تويتر» يجب أن «تستأنف عمليات المؤسسة الوطنية للنفط على الفور». أما السفارة البريطانية لدى ليبيا فوصفت هذا الإغلاق بأنه «حصار مفروض على منشآت النفط».

وتقول المؤسسة الوطنية للنفط إنه إذا استمر وقف الصادرات فإن ملء صهاريج التخزين سيستغرق بضعة أيام، وسيقتصر الإنتاج على 72 ألف برميل يومياً، بعدما كانت ليبيا تنتج نحو 1.2 مليون برميل يومياً في الآونة الأخيرة.

ومع مسلسل الخسائر التي تستنزف مصدر التمويل الوحيد لموارد الاتفاق في ليبيا، ورغم الدعوات الدولية لاستئناف إنتاج النفط، يبقى التساؤل قائماً حول مصدر القوة التي يستند إليها الفاعل في تعطيل إنتاج الخام، بل وربما يطرح تساؤل أكبر حول جدية تلك الدعوات، في ظل تكهنات بأن يكون النفط ورقة مساومة جديدة في حل الملف الليبي.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الشهوبي: عودة الخطوط التركية إلى ليبيا تعزز التزامنا بمعايير الطيران المدني
الشهوبي: عودة الخطوط التركية إلى ليبيا تعزز التزامنا بمعايير ...
«اقتصاد بلس» ترصد: «مطاردة» السلع المدعومة.. لتخفيف وطأة الغلاء
«اقتصاد بلس» ترصد: «مطاردة» السلع المدعومة.. لتخفيف وطأة الغلاء
العقيبي: مجلس النواب يحقق في استثناء تجار من «ضريبة الدولار»
العقيبي: مجلس النواب يحقق في استثناء تجار من «ضريبة الدولار»
«هنا ليبيا» تتجول مع: أنشطة رمضانية وتوزيع الزكاة إلكترونيا
«هنا ليبيا» تتجول مع: أنشطة رمضانية وتوزيع الزكاة إلكترونيا
السفير التركي: عازمون على تطوير علاقاتنا مع ليبيا
السفير التركي: عازمون على تطوير علاقاتنا مع ليبيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم