قال الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، غسان سلامة، إن الهدنة في ليبيا لازالت صامدة، لكنه أكد في نفس الوقت وجود خروقات يصل عددها إلى 50 خرقًا تحاول البعثة توثيقها ومعالجتها ووقفها، وأوضح أن أكبر الخروقات وقع على مطار معيتيقة الأربعاء الماضي.
وأكد سلامة في حوار مع قناة «فرانس 24»، أمس الخميس، أن البعثة الأممية أبلغت الأطراف الليبية بضرورة عدم تكرار تلك الخروقات لخطورتها على الهدنة التي يجب الحفاظ عليها بأي ثمن، وشدد على ضرورة تحويل الهدنة تدريجيًا إلى وقف لإطلاق النار ، مشيرًا إلى أن «هذا هو هدف اللجنة العسكرية التي نعمل عليها في جنيف».
اقرأ أيضا سلامة يوضح 3 «اختلافات جوهرية» بين مؤتمر برلين والاجتماعات الدولية السابقة
وجدد تأكيده على الفرق بين الهدنة والتي تعد موقفًا فرديًا للتوقف عن استعمال السلاح لفترة محدودة من الزمن، ووقف إطلاق النار الذي يعد اتفاقًا بين الأطراف على الموقف من «المراقبة ، المنطقة العازلة، الأسلحة الثقيلة، التشكيلات المسلحة».
وشدد سلامة على أن «ما استولدناه من مؤتمر برلين ليس حلًا للأزمة ولكنه فرصة لليبيين للاتفاق في المسارات الثلاثة التي وضعناها»، مشيرًا إلى أن المسار الاقتصادي والمالي يسير بشكل جيد منذ اجتماع تونس في 6 يناير الجاري، أما المسار العسكري والأمني فعبر عن أمله في أن يبدأ منتصف الأسبوع المقبل في جنيف، خاصة بعدما تم التوافق على أسماء الضباط الخمسة بين الطرفين المتنازعين في ليبيا، في حين توقع المبعوث الأممي أن يبدأ الحوار السياسي بعد الحوار العسكري بأيام.
ورأي سلامة أن تفكيك الميليشيات أمرًا ضروريًا لحل النزاع في ليبيا، ولكنه في نفس الوقت أكد أن الأمم المتحدة ليس في مقدورها غير إقناع الأطراف بأنها لم تعد في حاجة إلى السلاح الذي يجب وضعه في يد الدولة.
وبخصوص حظر توريد السلاح إلى ليبيا، قال المبعوث الأممي إن قرار مجلس الأمن بهذا الشأن اخترق عشرات المرات منذ بدء الحرب على العاصمة طرابلس في 4 أبريل الماضي، لافتًا إلى أن تلك الخروقات لازالت مستمرة حتى بعد انعقاد مؤتمر برلين، وشدد على ضرورة أن تضطلع الدول المشاركة في برلين بواجبها تجاه الدول التي لازالت ترسل مرتزقة وأسلحة متطورة إلى ليبيا بما في ذلك مضادات للطيران.
«خطر الحرب الأهلية»
وردًا على سؤال بخصوص تحذير القيادة العامة باستهداف أي طائرة مدنية تحلق فوق الأجواء الليبية وعلاقته بوصول مضادات طيران إلى طرفي النزاع في ليبيا، قال سلامة إن «ذلك قد يكون سببًا في هذا التحذير».
وحذر المبعوث الأممي من أن استمرار الخروقات قد يفضي إلى اندلاع المعارك مجددًا، محذرًا من تحولها إلى حرب شوارع داخل طرابلس وحرب أهلية في عموم ليبيا بل «حربًا إقليمية في ضوء تدخل الطيران الخارجي بطريقة كثيفة واستعمال مضادات الطيران ضد الطيران الخارجي»، لذلك كله دعا سلامة مجددًا الليبيين إلى التفاهم والحل السلمي عبر المسارات الثلاثة التي حددها.
.. وأيضا ما هي مسارات سلامة الجديدة لمعالجة الأزمة الليبية؟
وقال سلامة إن الأمم المتحدة «رصدت وصول مسلحين من سورية إلى ليبيا لكنه لا تعرف هويتهم السياسية ولا يمكنها التأكد من ذلك، لافتًا إلى أعداد هؤلاء تتراوح بين 1000 و2000 مقاتل وجزء منهم يشارك حاليًا بالفعل في ساحة المعركة».
وبخصوص عدم مشاركة تونس في تحضيرات مؤتمر برلين، قال سلامة إن البعثة الأممية دعت منذ اليوم الأول لإشراك تونس في المؤتمر وتحضيراته كما عملت مع شركائها الألمان الذين وافقوا بعد طول انتظار ولكن الرفض جاء من تونس، ودعا إلى إشراك تونس في لجنة المتابعة المنثبقة من مؤتمر برلين.
وردًا على سؤال بخصوص اتفاق الصخيرات، قال سلامة إن هذا «الاتفاق جيد لكن لم ينفذ منه إلا النذر القليل، فلا الترتيبات الأمنية طبقت لا اللامركزية طبقت»، ورأى أن هناك «حاجة ملحة» لتعديله لكي «نتمكن من تطبيقه على الأرض وحتى لا يبقى حبرًا على ورق».
تعليقات