أقر وزير الداخلية الإيطالي الأسبق، ماركو مينيتي، بخسارة «المباردة السياسية» في ليبيا، داعيًا حكومة رئيس الوزراء الحالي جوزيبي كونتي إلى «تغيير الخطى» لبناء دور فعال كما في الماضي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية «آكي».
وقال مينيتي في حديث للصحفيين في روما حول الأزمة الليبية: «إنني أقدر حقًّا التزام وزير الخارجية الإيطالي لويغي دي مايو، لكن يجب رؤية إيطاليا في هذا الإطار، حيث فقدت في الأشهر الأخيرة المبادرة السياسية في ليبيا، وأخشى أنه لم يعد من الممكن إعادة بناء الدور الذي لعبناه في الماضي».
وشدد مينيتي على أن بلاده «بحاجة الآن إلى تغيير الخطى، فلم يعد الموضوع المطلوب طرحه هو دور إيطاليا بل دور أوروبا ككل»، موضحًا أن المسؤولية الرئيسية للوضع الراهن «تقع على عاتق مَن استخدموا قضية الهجرة كنقطة توافق داخلي ووسيلة للراحة داخل الاتحاد الأوروبي».
واعتبر وزير الداخلية الإيطالي الأسبق أن «ما أدى إلى عزل بلادنا هو تميز مبادراتها الدبلوماسية بالهشاشة»، مبينًا أن «المخاطرة الآن هي خسارة ليبيا نهائيًّا، التي ستكون مأساة حقيقية»، وفق ما نقلته وكالة «آكي».
وأشار مينيتي، وهو قيادي في «الحزب الديمقراطي» شريك الائتلاف الحاكم مع «حركة خمس نجوم»، إلى أن «هناك ثلاثة تحديات تواجَه في ليبيا: الأولى، تدفقات المهاجرين» ثم «قصية الطاقة» و«قصية مكافحة الإرهاب».
وبيَّن مينيتي أنه بالنسبة لقضية الهجرة فإن «آخر 32 شخصًا هبطوا من على متن سفينة (آلان كردي) كانوا ليبيين لا مهاجرين عابرين، أشخاص فروا من الحرب»، لافتًا إلى أن إيطاليا قد تجد نفسها «أمام حالة طوارئ عاجلة للهجرة إن كانت التقديرات الخاصة بـ350 ألف نازح ليبي صحيحة».
وعن قضية الطاقة، نبه وزير الداخلية الإيطالي الأسبق إلى أن «الأزمة الإيرانية إضافة إلى تلك الليبية، من شأنها أن تحدث صدمة طاقة مشابهة لأزمة السبعينات»، في القرن الماضي. وفيما يتعلق بقضية مكافحة الإرهاب رأى أن «المعركة الحاسمة التي تجري في سرت، تمثل بالنسبة لنا علامة لحضور (داعش) أمام الساحل الإيطالي».
تعليقات