Atwasat

الاقتصاد الليبي 2020: وديعة الحرب والانقسام

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 03 يناير 2020, 04:14 مساء
WTV_Frequency

ألقت حرب العاصمة طرابلس، التي اندلعت في الرابع من أبريل الماضي بظلالها على التوقعات الدولية للاقتصاد الليبي في العام 2020، وذلك رغم التحسن النسبي في بعض المؤشرات الاقتصادية والمالية في العام 2019.

في خريف هذا العام، أطلق البنك الدولي توقعاته «المتشائمة جدا» حيال الاقتصاد الليبي خلال العامين القادمين، عندما يتحول من نمو مرتفع، نسبته المتوقعة للعام 2019، نحو 5.5% إلى دائرة الانكماش بنسبة 0.6%.

وفي تقرير «الآفاق الاقتصادية في ليبيا- أكتوبر 2019»، قال البنك الدولي إن الحرب الدائرة في محيط طرابلس والتي اندلعت شرارتها في أبريل الماضي، تسببت في القضاء على زخم الانتعاش الاقتصادي النسبي الذي شهدته الفترة بين 2017-2018.

استمرار تقنين الواردات
ويرجح البنك الدولي استمرار البنك المركزي في تقنين الواردات لكن فوائض الحساب الجاري ستنخفض باطراد من 7.3% من إجمالي الناتج المحلي في 2020 إلى 1.4 في 2022، وبالتالي ستستقر الاحتياطات عند 91 مليار دولار خلال الفترة 2020-2022.

اقرأ أيضا: العدد 215 من جريدة «الوسط»: عام جديد في عمر الأزمة.. وأعباء الإيجار تعيد نازحين إلى بيوتهم

وألقى الانقسام السياسي بظلاله على الوضع القائم، إذ قرر المصرف المركزي في طرابلس في أبريل الماضي فرض إجراءات مشددة على بيع النقد الأجنبي للأغراض التجارية على أربعة مصارف هي: «التجارة والتنمية، الواحة، الإجماع العربي، الوحدة».

لكن إدارة «المركزي» في البيضاء رفضت القرار، مشيرة إلى ما سمته «التوزيع غير العادل على أقاليم ليبيا الثلاثة من ملف الاعتمادات، ووقفها على مصارف تقع إدارتها الرئيسية بالمنطقة الشرقية في مؤشر خطير ينم عن إقحام المصرف المركزي في التجاذبات السياسية».

تراجع رغم بعض النجاحات
في سياق متصل، تدحرج ترتيب ليبيا إلى المركز الأخير عربيا وما قبل الأخير عالميا من حيث الحرية الاقتصادية وفق تقرير صادر عن معهد فريزر الكندي، وذلك بناء على حجم الإنفاق الحكومي في البلاد وحرية التجارة الدولية.

في المقابل، ارتفعت الإيرادات النفطية إلى 30.62 مليار دينار في 11 شهرا أي الفترة من يناير إلى نهاية نوفمبر الماضي، حيث تمكنت ليبيا من مضاعفة إنتاجها النفطي خلال فترة الانتعاش التي دامت عامين ليصل إلى 1.17 مليون برميل يوميا في أبريل 2019.

وحقق برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أطلقته حكومة الوفاق العام الماضي بعض النجاحات، إذ ارتفعت إيرادات رسوم بيع النقد الأجنبي إلى 21.07 مليار دينار في 11 شهرا، أي الفترة بين يناير ونهاية نوفمبر الماضي.

اقرأ أيضا: العدد 215 من جريدة «الوسط»: عام جديد في عمر الأزمة.. وأعباء الإيجار تعيد نازحين إلى بيوتهم

وفي يوليو الماضي، قرر المجلس الرئاسي تخفيض الرسم المفروض على مبيعات النقد الأجنبي إلى 163%، بدلا عن 183%، مما أثار ردود فعل واسعة بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة التي ظهرت انعكاساتها على الفور في السوق الموازية مع انخفاض حاد في سعر صرف الدولار مقابل الدينار، فيما بدا التساؤل واضحا بين الأوساط الاقتصادية حول دواعي «المصلحة العامة» من وراء هذا القرار الذي صدر على نحو مفاجئ. وعلى صعيد التضخم، فقد أكد بيت الاستثمار الياباني «نومورا» أن ارتفاع أسعار الغذاء يجبر الليبيين على إنفاق نسبة أكبر من دخلهم عليه، موصيا بزيادة الإنتاج الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي وحمايتهم من الصدمات في المستقبل.

العقبة الرئيسية
وأدرج بيت الاستثمار -في مذكرة صادرة عنه تحذر من تسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أزمة إنسانية- ليبيا في الخانة الأولى للبلدان الأكثر عرضة لهذا الخطر وتتضمن خمسين دولة الأكثر ضعفا في مؤشرها للغذاء حيث تشكل 26.1% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، في حين تشكل الدول نفسها أكثر من 59.1% من سكان العالم، حيث إن هذه الدول جميعها، باستثناء أربعة منها «اقتصادات نامية».

ويرى محللون أن استمرار الحرب والانقسام الداخل يبقيان العقبة الرئيسية أمام أي محاولة لاستنهاض الاقتصاد الليبي، مشيرين إلى أن التوقعات المتشائمة للأداء الاقتصادي والمالي الليبي تبقى قائمة في العام 2020 أو ربما على مدى أبعد في ظل هذا الوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
صب قواعد خرسانية لـ5 أبراج على خط الرويس - أبوعرقوب
صب قواعد خرسانية لـ5 أبراج على خط الرويس - أبوعرقوب
العثور على 3 قذائف هاون بسهل جفارة
العثور على 3 قذائف هاون بسهل جفارة
الشهوبي يبحث التعاون مع «بيكر» العالمية
الشهوبي يبحث التعاون مع «بيكر» العالمية
إحباط تهريب شحنة كوابل في ميناء مصراتة
إحباط تهريب شحنة كوابل في ميناء مصراتة
لجنة برلمانية تواصل نقاشاتها حول تأثير «ضريبة الدولار» على دخل المواطن
لجنة برلمانية تواصل نقاشاتها حول تأثير «ضريبة الدولار» على دخل ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم