أعلنت الرئاسة التونسية فحوى «مبادرة تونس للسلام» في ليبيا سيعرضها الرئيس قيس سعيد على مختلف الأطراف والشخصيات الليبية لحل الأزمة، داعيًا من خلالها إلى عقد مؤتمر تأسيسي يفضي إلى إجراء انتخابات.
وقالت الرئاسة التونسية، في بيان لها اليوم الثلاثاء، إن الإعلان جاء عقب لقاء سعيد بمجموعة من النخب الليبية من مختلف المكونات الاجتماعية والطيف السياسي الليبي في إطار المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، حيث تناول اللقاء آخر المستجدات على الساحة الليبية وأفق الحل السياسي للأزمة هناك.
وأكدت أن جميع الحاضرين اتفقوا على «تفويض الرئيس التونسي لرعاية حل شامل للخلاف الليبي وفقًا لمبادئ تتضمن دعوة كل الليبيين للجلوس إلى مائدة الحوار؛ بهدف التوصل إلى صيغة توافقية للخروج من الأزمة الراهنة في إطار الاتفاق السياسي الليبي، واحترام الشرعية الدولية وذلك بالانتقال من هذه الشرعية إلى شرعية ترتكز على سند شعبي».
وشددت المبادرة على أن الحل في ليبيا لن يكون إلا من الداخل، دون إقصاء أو تهميش لأي طرف، مهما كانت انتماءاته السياسية أو الفكرية أو المنطقة التي ينتمي إليها تحت سقف نظام مدني في دولة ليبية موحدة، ودعم جهود المصالحة الوطنية الشاملة.
كما دعا البيان إلى العمل على الإعداد لمؤتمر ليبي تأسيسي يضم كل مكونات الطيف السياسي والاجتماعي، واعتماد قانون مصالحة وطنية شاملة وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية ومحلية حرة ونزيهة.
اقرأ أيضا: الرئيس التونسي يستقبل ممثلي المجلس الأعلى للقبائل الليبية
وأكد أن هذا المسعى يهدف إلى عودة الأمن والاستقرار للشعب الليبي وحقن دماء أبنائه في ظل وطن موحد تحفظ فيه الحقوق والحريات وتحترم فيه سيادة الوطن والسيادة الكاملة للدولة الليبية.
وشدد الرئيس التونسي على أن مبادرته لا تتعارض مع المبادرة الأممية التي تحضر لعقد مؤتمر دولي في برلين حول ليبيا، إذ قال بعد اجتماعه مع الوفد الليبي: «نجتمع اليوم ليس بحثًا عن الشرعية ولا لاستبدال شرعية بأخرى، بل هناك الشرعية الدولية».
وأضاف سعيد، الذي تولى الرئاسة في 23 أكتوبر الماضي الماضي، أنه «يمكن لهذه المبادرة أن تفتح آفاقًا أرحب لمبادرات أخرى.. ونرجو لها النجاح».
ونوه بأن «الحل في الأزمة الليبية لا يمكن أن يكون إلا من الليبيين أنفسهم.. حتى تستعيد ليبيا عافيتها وأمنها وتبني مستقبلًا جديدًا.. لا يمكن أن يؤسس على أنقاض الماضي»، مضيفًا أن «الشعب الليبي يرفض أن يكون تحت وصاية أي كان، ونتمنى أن نخرج بمبادرة يمكن أن تدعم الشرعية».
وكان الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي، أطلق في يناير العام 2017، مبادرة لحل الأزمة الليبية، بالتنسيق مع مصر والجزائر، من دون أن تحدث اختراقًا في الملف الليبي. ودعت هذه المبادرة كافة الأطراف الليبية إلى «الإسراع بإيجاد أرضية مشتركة للحوار والمصالحة ونبذ الفرقة والإقصاء؛ لبناء دولة ليبية ينعم فيها الشعب بالأمن والاستقرار».
تعليقات