دعا الأمير محمد الرضا السنوسي الليبيين إلى نبذ الخلافات والأحقاد والاستقواء بالتدخلات الخارجية، ووضع السلاح الذي يوجهه الإخوة إلى إخوتهم، وأن يمد الجميع أيديهم ليتصافحوا، والبدء بحوار وطني صريح ومتعقل.
كما دعا في كلمة لمناسبة ذكرى الاستقلال الثامنة والستين، إلى استلهام «ما قام به آباؤنا وأجدادنا عندما رفعوا مصلحة الوطن فوق مصالحهم، وبذلوا الغالي والنفيس لتنعم بلادنا الحبيبة بالحرية، محققين استقلالًا لازلنا نحيي ذكراه بعد عقود طويلة».
وأشار إلى «ما تمر به البلاد من واقع مرير لا سابق له في التاريخ، يتواجه فيه المواطنون ببنادقهم، ويتنادى أبناء الوطن لتقطيع أوصاله، وتشتيت شمل عائلاته ومدنه وتبديد مقدراته وتفتيت وحدة ترابه، برعاية أطراف أعماها الصراع على السلطة والمال، فأوصلوا الوطن إلى حال سالت فيه دماء الأشقاء على أيدى الأشقاء، وهدِّمت فيه البيوت على رؤوس أصحابها، وهُجِّرت العوائل وثُكلت الأمهات وكُمد الشيوخ، وأصبح مستقبل أطفالنا ووطننا معهم معلقًا بأيدي مَن لا يكترث ولا يرحم».
وقال إن تلك الذكرى تشهد على «إصرار الشعب الليبي لأجل تأسيس دولة المؤسسات والقانون، في ظل شرعية دستورية استطاعت المملكة الوليدة من خلالها الحفاظ على وحدة الأرض والوطن، وضمان العلاقة المتوازنة بين الدولة والمواطن بين تمتع بالحقوق وممارسة للواجبات».
وفي 24 ديسمبر 1951، أعلن الملك إدريس السنوسي قيام المملكة الليبية المتحدة، حيث عرفت ليبيا خلال العهد الملكي نهضة غير مسبوقة في مختلف المجالات، قبل أن يطيح انقلاب سبتمبر 1969، بقيادة معمر القذافي، النظام الملكي. والأمير محمد هو نجل ولي عهد المملكة الليبية حسن الرضا السنوسي، الذي عينه الملك إدريس وليًّا للعهد في 26 أكتوبر 1956.
تعليقات