Atwasat

واشنطن بوست: «المرتزقة الروس» في ليبيا مدربون ومسلحون بشكل جيد

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 08 نوفمبر 2019, 08:35 مساء
WTV_Frequency

في تحقيق مطول، أوردت جريدة «واشنطن بوست» الأميركية، تفاصيل مشاركة «مرتزقة روس» في حرب العاصمة طرابلس، ضمن صفوف قوات القيادة العامة، التي يقودها المشير خليفة حفتر، وهو ما اعتبره الناطق باسم قوات القيادة العامة العقيد أحمد المسماري «أخبارا مزيفة»، مؤكدا أن «جميع مقاتلينا ليبيون».

وروت «واشنطن بوست»، في تحقيقها المنشور أول من أمس كيف ظهر 20 مقاتلا في زي داكن اللون بأجسام ضخمة مدججين بالسلاح، محاصرين في مبنى مدرسة مهجورة بالعزيزية (جنوب طرابلس)، كما نقلت الجريدة عن بعض عناصر القوات الليبية الذين كانوا هناك.

لكن عندما تقدم الليبيون إلى الأمام، فتح القناصة النار من الداخل ببنادق عالية القوة، وفي غضون دقائق، قتل ثلاثة من رجال «الميليشيات» الليبية، وجميعهم أُصيبوا في الرأس، على حد وصف الجريدة.

خبراء أمميون: انتهاك الحظر على الأسلحة إلى ليبيا يجري «بشكل روتيني»

ويمضي التحقيق قائلا: «إن مئات المرتزقة الروس، والعديد منهم مدربون تدريبا جيدا ومسلحون بشكل جيد، يقاتلون إلى جانب حفتر، بينما يسعى لإسقاط الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، وفقا للقادة العسكريين الليبيين والمقاتلين، وكذلك عن الجيش الأميركي ومسؤولين غربيين آخرين»، كما تقول الجريدة.

وذهب التحقيق الذى أجراه سودارسان راغافان، بمشاركة كل من ناتاشا أباكوموفا من موسكو وميسي رايان في واشنطن، إلى أن «هؤلاء الأجانب» الذين يقاتلون مع قوات القيادة العامة، «يقدمون تكتيكات وقوة نيران جديدة في ساحة المعركة، ويهددون بإطالة أمد الصراع في هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا منذ ثورة الربيع العربي قبل ثماني سنوات».

وقال أسامة الجويلي، أحد القادة الكبار لقوات حكومة الوفاق: «إن دخول القوات الروسية إلى الحرب غير ساحة المعركة (..) وجودهم يعقد الأمور بالنسبة إلينا».

ورأت الجريدة أن أولئك المقاتلين «يمثلون آخر تصعيد في الحرب الليبية بالوكالة (..) ويأتي وصول هؤلاء المرتزقة في وقت تقوم فيه روسيا بتوسيع نطاق انتشارها العسكري والدبلوماسي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وخارجها، وتتمتع بنفوذ أكبر في أماكن مثل سورية، حيث تفك الولايات المتحدة ارتباطها».

وقالت ريبيكا فارمر الناطقة باسم القيادة الأفريقية للجيش الأميركي: «نحن على دراية بالشركات العسكرية الروسية الخاصة العاملة في الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي في شرق ليبيا، كما أنها تعمل في غرب ليبيا».

وأضافت فارمر: «إن المرتزقة الروس يعملون لصالح مجموعة فاغنر، وهي جيش خاص ربطه الخبراء مع يفغيني بريغوزين، وهو حليف مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد ظهرت مجموعة فاغنر سابقا في معارك في سورية وجمهورية أفريقيا الوسطى وأوكرانيا ودول أخرى تعتبر إستراتيجية للمصالح الجيوسياسية والاقتصادية للكرملين».

ولدى روسيا اتفاقات أسلحة وبناء تزيد قيمتها على أربعة مليارات دولار، تم إبرامها مع الديكتاتور الليبي الراحل معمر القذافي، الذي أُطيح وقتل أثناء ثورات 2011 وتدخل الناتو.

وقالت فارمر في إشارة إلى موسكو: «لديهم مبررات اقتصادية قوية في دعمهم المستمر لحفتر».

ووصف مسؤول غربي كبير الروس بأنهم «بنادق للتأجير» وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته بسبب حساسية القضية: «بناءً على تحليل خبراء الاستخبارات والجيش، إن عدد هؤلاء المرتزقة حتى وقت قريب بلغ نحو 300، لكن المعلومات الجديدة المقلقة للغاية تشير إلى وجود الآلاف».

وأضاف المسؤول: «في السابق كانوا يتمركزون إلى حد كبير في معاقل حفتر في شرق ليبيا، أما الآن فيتم نقلهم إلى الخطوط الأمامية»، مضيفا: «إن هؤلاء المقاتلين يشملون قناصة وخبراء مدفعية وجلبوا بعض المهارات التكتيكية والحدة في القتال».

وقدر كبار القادة العسكريين في الحكومة الليبية عدد المرتزقة الروس بـ300 على أساس مصادر استخباراتهم داخل منطقة حفتر. وقال أحد القادة الكبار: «لدينا عيون على الأرض هناك».

وأوضح بعض المقاتلين الموالين للحكومة إنهم يعرفون أن «المرتزقة كانوا روسيين من خلال الثرثرة على أجهزة الراديو المحمولة باليد. يستطيع كلا الجانبين الوصول إلى ترددات بعضهما البعض في بعض الأحيان، وذكر المقاتلون الموالون للحكومة سماع محادثات باللغة الروسية. كما قال المقاتلون إنهم سمعوا في معركة المدرسة المهجورة مقاتلي العدو يصرخون بأوامر وأسماء باللغة الروسية.

كما استعرض أحد المراسلين في جريدة «واشنطن بوست» بطاقات الهوية الروسية والوثائق والمواد الأخرى الخاصة بالروس التي عثر عليها في موقع الاشتباكات، وكذلك الصور ومقاطع الفيديو للمرتزقة التي استولى عليها مقاتلو الميليشيات الليبية.

في المقابل، قال الناطق باسم قوات القيادة العامة، العقيد أحمد المسماري، إن تقارير الروس «أخبار مزيفة وجميع مقاتلينا ليبيون».

ورفض الناطق باسم بوتين، ديمتري بيسكوف الإجابة عن الأسئلة التي بعثت بها الجريدة حول المرتزقة، قائلا: «إن الكرملين ليس لديه هذه المعلومات»، في حين قال الناطق باسم بريجوزين إن رجل الأعمال «لا علاقة له» بما يسمى فاغنر (شركة عسكرية خاصة) ورفض التعليق أكثر.

وحسب التحقيق، دخل المرتزقة الروس ليبيا في سبتمبر، وفقا للقادة والمقاتلين الليبيين، بعد ستة أشهر من شن حفتر هجوما مفاجئا على العاصمة.

وذكرت الجريدة أن الصراع أسفر عن مقتل أكثر من 1000 شخص، بينهم 100 مدني على الأقل، ونزوح أكثر من 120 ألف شخص من ديارهم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

بالإضافة إلى فرنسا والإمارات ومصر، تدعم السعودية المشير خليفة حفتر، وتدعم إيطاليا ودول أوروبية أخرى، بالإضافة إلى تركيا وقطر، حكومة الوفاق في طرابلس. وبدت السياسة الأميركية غير واضحة منذ أبريل عندما دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوم حفتر في مكالمة هاتفية.

تكتيكات جديدة
ويرى محللون في موسكو أن هناك فرصة لأن يستعيد الروس مليارات الدولارات من العقود النفطية والعسكرية المربحة التي خسرتها بعد سقوط القذافي. وكانت روسيا طبعت مليارات من الدينارات الليبية لدعم اقتصاد الحكومة الموقتة والمساعدة على تمويل حملة حفتر العسكرية. ومنعت روسيا أيضا بيانا لمجلس الأمن الدولي الذي سعى إلى إدانة هجوم قوات القيادة العامة.

وعلى طول خط المواجهة في جنوب طرابلس، ركض المقاتلون الليبيون بسرعة بين المنازل المليئة بثقوب قذائف الهاون والرصاص لتجنب الوقوع في مرمى القناصة الروس.

ومن الطابق الثاني من منزل كبير نصف مدمر، راقب القائد خليفة النالوتي مجمعا سكنيا على بعد 100 ياردة. وقال: «الروس موجودون هناك.. من الخطر الوقوف هنا».

الخطوط الأمامية
المقاتلون الليبيون من كلا الجانبين غير منضبطين، وغالبا ما يطلقون النار بشكل مفرط وعشوائي على الأهداف، ويقول مقاتلو القوات التابعة لحكومة الوفاق إن الروس على النقيض من ذلك، ينتقلون في مجموعات صغيرة ويهاجمون من مواقع جانبية، معظمهم في الليل أو في ساعات الصباح الباكر، إذ يحافظ الروس على ذخيرتهم، ويطلقون النار في لحظات مثالية بدقة.

وتنقل «واشنطن بوست» عن أحد رجال «الميليشيات» يدعى جابر أبو دبوس قوله: إن أسلوب قتال الروس يختلف عن المعتاد، إنهم «يقاتلون بطريقة مهنية».

«ولا يكتفي الروس بالقتال، بل يدربون قوات حفتر أيضا» حسب الجريدة نفسها، فمنذ وصول الروس، بدأت قوات القيادة العامة في «استخدام أساليب عسكرية جديدة وأسلحة جديدة»، كما يقول مقاتلو القوات التابعة لحكومة الوفاق.

وفي مواقع الاشتباكات المختلفة، عثر رجال الميليشيات على صور الزوجات والأطفال، بالإضافة إلى صناديق أقراص وأدوية أخرى صنعت في روسيا من أجل الإنفلونزا والصداع وحتى للسيطرة على المثانة.

ومع ذلك، فمن أبرزها الأسلحة الروسية الصنع الحديثة التي تم اكتشافها على الخطوط الأمامية. وهي تشمل قاذفات القنابل الآلية، والألغام الأرضية على شكل قنابل، والقنابل الصوتية وغيرها من المتفجرات.

كما وجد في دفتر تم العثور عليه رسومات مكتوبة بخط اليد وتدوينات في قائمة الأسلحة الروسية وغيرها من المعدات العسكرية وخرائط ساحة المعركة والإحداثيات الجغرافية ومهام قتالية وتحركات عسكرية. كان هناك أيضا دليل أسلحة روسي يوضح كيفية بناء الألغام والقنابل وكيفية استخدام الأسلحة الصغيرة. كما تم العثور على منقلة بلاستيكية وأداة كهربائية لقياس المسافات لإطلاق قذائف الهاون في موقع المعركة.

في المقابل نفى نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريكابوف، صحة تقرير الجريدة الأميركية، واصفا إياه بـ«القصة الخيالية».

وقال ريكابوف إنه «يرفض بشدة تلك المزاعم»، منوها بأن روسيا «تدعم الحل السياسي في ليبيا، وجهود الأمم المتحدة في هذا الشأن، وتبقي قنوات الحوار مفتوحة مع المؤثرين في الموقف هناك»، حسب تصريحات نشرتها الثلاثاء، وكالة الأنباء الروسية «تاس».

وشكك ريكابوف في «وجود أدلة تدعم تلك التحليلات»، منوها بأنها «ليست المرة الأولى التي تنشر فيها صحف أميركية قصصا خيالية وإشاعات عن روسيا».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ارتفاع الدولار مقابل الدينار الليبي في السوق الموازية (الخميس 25 أبريل 2024)
ارتفاع الدولار مقابل الدينار الليبي في السوق الموازية (الخميس 25 ...
«رأس اجدير» في مكالمة هاتفية بين الطرابلسي ونظيره التونسي
«رأس اجدير» في مكالمة هاتفية بين الطرابلسي ونظيره التونسي
على الطريقة الليبية.. جدل في فرنسا حول خطة بريطانية لترحيل اللاجئين إلى رواندا
على الطريقة الليبية.. جدل في فرنسا حول خطة بريطانية لترحيل ...
المنفي يطالب بدقة ترسيم حدود ليبيا لمنع الانتهاكات
المنفي يطالب بدقة ترسيم حدود ليبيا لمنع الانتهاكات
حملة أمنية مكثفة لضبط المرور في درنة
حملة أمنية مكثفة لضبط المرور في درنة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم