Atwasat

مؤتمر برلين يضع ليبيا أمام خياري اتفاق «صخيرات جديد» أو ترقيع القديم

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الأربعاء 02 أكتوبر 2019, 11:51 صباحا
WTV_Frequency

أحدث دفع المجتمع الدولي إلى عقد مؤتمر في برلين حول ليبيا، استقطابا داخليا وإقليميا حادا ضمن مساعي وضع تسوية سياسية للأزمة المحتدمة منذ حرب العاصمة في أبريل الماضي، بين متمسك بروح اتفاق الصخيرات متجاهلا التطورات على الأرض لأربع سنوات وبين من يفضل حوارا جادا يفرز ترتيبات مغايرة مما يعني إلغاء كل الأجسام التي بثها هذا الأخير.

وعاد الحديث بقوة عن اتفاق المصالحة في الصخيرات المغربية بين الأطراف الليبية في ديسمبر 2015 منذ اجتماع نيويورك والتحضيرات لعقد مؤتمر دولي في برلين، تريده ألمانيا أن يكون شبيها بمؤتمر الصخيرات، خاصة أنه انبثق منه المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق المعترف بها دوليا. وهو ما دفع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ليبدي تمسكه بمخرجات اتفاق الصخيرات والأجسام المنبثقة عنه كمرجعية أساسية لأي حوار أو اتفاق مع «ضرورة الوقف الفوري للتعامل مع كافة المؤسسات الموازية لحكومة الوفاق».

واستضافت برلين في 17 سبتمبر الماضي، اجتماعا «غير معلن» ضم ممثلين عن دول أميركا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا ومصر وروسيا والصين وتركيا والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، كما حضره المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، وذلك بمبادرة من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، لمعالجة الأزمة الليبية.

اجتماع دولي «غير معلن» حول ليبيا بمبادرة من ميركل

ويعد رد الفعل هذا أول تحد للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في 11 سبتمبر الماضي، التي أطلقت من البرلمان الألماني تحذيرا قويا من مزيد تدهور الوضع في ليبيا، ونبهت إلى أن استمرار الأزمة سيهزُ الاستقرار في شمال أفريقيا والأمن في القارة الأفريقية.

تأييد إقليمي
ويحظى موقف السراج بتأييد إقليمي لدول ترتبط بعلاقات قوية مع حكومة الوفاق، فاعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، الذي ستحتضن بلاده أول مؤتمر اقتصادي دولي حول ليبيا الشهر المقبل أن «اتفاق الصخيرات كان ولا يزال اتفاقا جيدا»، معربا عن الأسف لكون تكاثر المبادرات يؤدي إلى نوع من التنافر بينها.

وقال في كلمة خلال اجتماع وزاري لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي انعقد بمبادرة من المغرب «ثمة بالتأكيد طريق ثالث يمر بالضرورة عبر إعادة تعبئة صريحة وفعالة ومتناسقة»، مبرزا أن للاتحاد الأفريقي دورا يضطلع به في هذا الشأن.

وفي نظر المغرب فإن أهم البنود في اتفاق الصخيرات لم تطبق وهو الملحق المتعلق بالجوانب الأمنية، فضلا عن الأخذ بعين الاعتبار التطورات الميدانية التي حصلت منذ إقراره.

وقال ناصر بوريطة في تصريح سابق له إنه «دون تعزيز الهياكل المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار، والعمل على ألا تبقى البنيات الأساسية للدولة مثل المطار تحت سيطرة الميليشيات ووضعها في يد الشرطة الوطنية التي يتعين ضمان تكوينها لن يفضي المسلسل السياسي إلى نتيجة».

أما الجاران المباشران تونس والجزائر فلا يفوتان مناسبة إلا ويؤكدان دعمهما خطة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، إذ وصف وزير الشؤون الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، خلال كلمة له في أعمال الجمعية العامة الرابعة والسبعين للأمم المتحدة في نيويورك، ما تشهده ليبيا من تطورات بـ«الخطير»، مذكرا بموقف تونس الداعي لوقف فوري للاقتتال وللعمليات العسكرية والعودة إلى المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة.

المجلس الرئاسي يحدد 7 مطالب قبل الانضمام لمؤتمر برلين المقبل

وجدد الوزير التونسي التزام بلاده بمواصلة بذل قصارى جهدها في إطار مبادرة رئيس الجمهورية الراحل، الباجي قائد السبسي، وبالتنسيق الكامل مع الشقيقتين الجزائر ومصر والمجموعة الدولية، لمساعدة الأشقاء الليبيين على تجاوز الأزمة الراهنة من خلال الاحتكام إلى الحوار والتوافق وتغليب المصلحة العليا لبلادهم، بما يمكن من تحقيق التسوية السياسية الشاملة.

بينما نظيره الجزائري صبري بوقادوم شدد أنه «لا حل اليوم للأزمة دون الليبيين ودون دول الجوار»، مضيفا أن لغة السلاح والتدخل الخارجي لا يمكن أن يكونا المقاربة الأنسب للحل.

وقال إن عجز المجموعة الدولية عن اعتماد المقاربات المناسبة وفق ما تقتضيه مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي «زاد من حدتها وساهم في تغذية ثقافة التطرف والعنف».

الداخل بين الترحيب والتوجس
داخليا يعتقد سفير ليبيا لدى المملكة الأردنية محمد البرغثي في تصريحات إعلامية له أن لقاء نيويورك حول الأزمة الليبية الذي نظمته إيطاليا وفرنسا يؤشر إلى تفاهمات دولية بشأن المسألة الليبية.

لكن «مؤتمر برلين القادم قد يؤسس على ما جاء في اتفاق الصخيرات، وقد يذهب في اتجاه ترقيع خروق هذا الاتفاق»، حسب البرغثي.

وأوضح أن الأطراف الدولية هي الأقدر على فعل ذلك، حيث هناك من يرى بأن الحضور الدولي في الصخيرات كان كبيرا، وأن الغياب الليبي أيضا كان كبيرا».

وبدا رد فعل إسلاميي ليبيا مرحبا بموقف السراج أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدما قال رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان إن كلمته لم تترك مجالا للمواقف الرمادية.

وتابع في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن «تأكيد الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن الحل يكمن في تنفيذ الاتفاق السياسي يدعو بعثتها في ليبيا بقيادة غسان سلامة إلى التركيز على تنفيذ الاتفاق السياسي من خلال الأجسام المنبثقة عنه بدلا من البحث عن حلول خارجه».

كاركاتير خيري - مبادرات حل الأزمة في ليبيا

لكن في المقابل يدعو جميع أعضاء مجلس النواب إلى تناسي كل الخلافات وجمع شتاتهم وعقد جلسة متكاملة في أي مكان بما يعيد لمجلس النواب مكانته وللأجسام الشرعية المنبثقة عن الاتفاق السياسي دورها في قيادة المرحلة.

ومن جهة أخرى يتوجس المعارضون لتيار الإسلاميين من تحمس أطراف دولية على غرار إيطاليا لمؤتمر برلين الذي يندرج ضمن مسعى استمرار السلطات الليبية المعترف بها دوليا في مناصبها على الرغم من المتغيرات على الأرض وعجزها في تنفيذ الترتيبات الأمنية المتفق عليها.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وسط الخبر» يستكشف مستقبل الأزمة بعد استقالة باتيلي
«وسط الخبر» يستكشف مستقبل الأزمة بعد استقالة باتيلي
نورلاند يثمن جهود باتيلي ويؤكد ضرورة الانتخابات في ليبيا
نورلاند يثمن جهود باتيلي ويؤكد ضرورة الانتخابات في ليبيا
داخل العدد 439: الحالة الليبية «تستنسخ نفسها».. وأزمة سيولة خانقة
داخل العدد 439: الحالة الليبية «تستنسخ نفسها».. وأزمة سيولة خانقة
«حكومات وولايات وتداعيات».. قناة «الوسط» تبث الحلقة الـ19 من «مئوية ليبيا» الجمعة
«حكومات وولايات وتداعيات».. قناة «الوسط» تبث الحلقة الـ19 من ...
السني: فلسطين استوفت شروط العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.. وليبيا لا تسمح بإدانة المقاومة
السني: فلسطين استوفت شروط العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.. ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم